الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم

ناهدة التميمي

2011 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم
الحقيقة ان الربيع او الخريف العربي الذي يجتاح المنطقة ليس مقصود به الا العراق .. فهم يرمون ان يصل هذا الخريف وهذه الفوضى الى العراق ليتحقق لهم ماخططوا له منذ سنين , الا وهو تقسيم العراق الى دويلات مشتتة ضعيفة ومتصارعة بينها .. وهذا ماعمل عليه الانكليز من قبل والامريكان ايضا منذ وصولهم هذه البقعة التي يخافونها ويخشون بأسها , فهم قد درسوا حركة التاريخ جيدا وادركوا ان العراقيين الذين لايصبرون على ضيم والذين سحقوا ممالك جائرة قديما .. مثل مملكة اورشليم وغيرها , والذين بهم وليس بغيرهم من العرب فُتحت ممالك الهند والسند والصين وبلاد تركب الافيال في حملات محمد الفاتح المعروفة.. هؤلاء وحسب رأي المحللين والخبراء والاجتماعيين والسايكولوجيين الغربيين والامريكان يمكن ان يعيدوا الكرّة نفسها مع اي من الجيران والمحميات التي تهمهم ,, ولذلك عمدوا على اذلالهم من خلال تسليط البعث وبالذات فترة صدام حسين عليهم , ومنذ ذلك الحين والى يومنا هذا و التخريب الممنهج للمجتمع العراقي وتغيير تركيبته وديمغرافيته مستمر , بحيث يكون للاكراد النصيب الاكبر فيه وللعرب من غير العراقيين مثل المصريين والفلسطينين نصيب كبير ايضا .. وفي نفس الوقت عمدوا الى اتعاب شعبه وتيئيسهم بالحروب والحصار والاعدامات والسجون والملاحقة والجيش الشعبي .. كما عمدوا الى افقار العراق وجعله مديونا بعد ان كان دائنا وله احياطي نقدي كبير لتحطيم الذات العراقية وكسر روح المواطن العراقي فلايجد امامه الا الهروب من الوطن ..
وعندما جاء الامريكان راحوا يواصلون مابدأه صدام بتقليل اعداد العراقيين من خلال احتضان القاعدة واعمالها الارهابية المروعة والتفخيخات والتفجيرات وقتل المدنيين وتاجيج الذبح الطائفي , فكانت الابادة البشرية للعراقيين التي حصلت بين الاعوام 2005 و 2007 هي الافضع والاكثر ترويعا..
بل ان اول شيء عملوه هو سرقة تاريخ العراق ليبقى شعب بلا تاريخ .. فقد سمحوا بنهب المتحف العراقي ونفائسه العظيمة وقطعه الثمينة, ومالم يرغبوا به سمحوا بتكسيره وتحطيمه .
اما التعليم فبسبب عدم وجود اجواء دراسية مناسبة ومدارس مجهزة وضياع الهدف من التعليم لان الطالب يدرك انه لافائدة من شهادته اذ لايستطيع التعيين بها اضافة الى وجود عدد هائل من الايتام والمشردين, فقد ازدادت نسبة الامية بشكل مخيف وحتى من يتخرج من الطلاب فانه يُهمل اربع اوخمس سنوات دون عمل بسبب عدم وجود تعيين مركزي وتوقف معظم المعامل والدوائر والشركات الانتاجية والخدمية التي خُربت بسبب تدمير بناها التحتية وعدم وجود كهرباء فينسى الخريج ما تعلمه وبذلك يعود الشعب جاهلا واميا فينتهي المجتمع والشريحة المفكرة فيه
ناهيك عن قتل الاطباء والمهندسين واستاذة الجامعات فلا يبقى فكر ولامفكرين ولاكفاءات تبني الوطن او تساهم في نهضته ..

اما الاسرة والمجتمع فقد وضعوا لها منهاجا واضحا لتدميرها وتفكيك الاواصر والروابط فيها من خلال تيتيم الابناء وتغييب المعيل بالقتل او التعويق او السجن وبذلك تتفكك الاسرة وتتجه فتياتها للانحراف او للقيام باعمال رثة لتعيل نفسها و ماتبقى من الاسرة وبذلك ضمنوا عدم الترابط الاسري , كما انهم يعملون ومنذ امد بعيد لاحلال مصريين ومهاجرين وفلسطينين بدل العراقيين لان اولئك اطوع لهم من العراقيين في التكيّف مع المتغيرات الدولية.
فيما يخص الكهرباء والتي هي عماد التطور والتقدم لاي بلد في العالم .فان انقطاعها عن اي شعب ما فأنك انما تقطع عليه امكانية التقدم والازدهار والتطور والاستقرار .. وقد صرفت اموال طائلة في سبيل اصلاح منظومة الكهرباء ولكن كل شيء كان هواء في شبك واضغاث احلام .
البطالة مقصودة وقد عمل الامريكان والدوائر الغربية والاسرائيلية عليها من خلال تدمير المشاريع والشركات والمعامل التي يمكن ان يتوظف بها الشباب .. وبذلك لن يبق امام الشاب الا خيارين .. اما التطوع في الشرطة والجيش,, وهم في كل مرة يجمعونهم مدغدغين احلامهم بوظيفة كريمة ثم يفجرونهم عبر عملائهم من القاعدة .. او الخيار الآخر ان يكون مجرما او ارهابيا .. قليل من المتمكنين منهم يستطيع ان يبدأ عملا خاصا به او يهاجر الى ارض الله الواسعة . وفي كلتا الحالتين الهدف واحد, اخلاء البلد من ساكنيه وتبديل القوم بغير القوم ..
الفقر واستشراؤه بين العوائل الضعيفة هو نتيجة حتمية لارتفاع رواتب الوزراء والبرلمانيين والحكومة والرئاسة وذوي الدرجات الخاصة وحماياتهم ومكاتبهم الاعلامية وموظفيهم وصرفياتهم وحجهم ونثرياتهم ومنافعم فحتما لن يبق شيء يذكر ليصرف على مشاريع تحفظ كرامة وادمية هؤلاء الفقراء .
انتشار الاوبئة والامراض شيء وجزء مما يحاك للعراقيين وهذا بدأ منذ ايام البعث في عهد صدام لما قال صدر الدين اغا خان في تقريره العالمي لبعثة الامم المتحدة قال وجدنا( برازا انسانيا) في ماء الشرب الواصل للعمارة والجنوب بالذات ,, لكي تنتشر الاوبئة والامراض والموت .. تبعه الحصار الذي اهلك العراقيين مرضا وتعبا وموتا .. ثم لحقه القصف بكل صنوفه للشعب العراقي ومنشآته الحيوية وبنيته التحتية .. القصف طبعا كان باليورانيوم المنضب والفسفور الابيض وكل الانواع المسرطنة والمميتة والقاتلة .. وها نحن اليوم نرى انتشار السرطانات والموت بسببها والتشوهات الخلقية واعتلال صحة المجتمع ككل.. بينما اجبر صدام الناس انذاك على الذهاب والدوام في تلك الدوائر والمنشآت التي قصفت بكل هذة المواد المؤذية والقاتلة بل والمساعدة في نقل الاثاث والانقاض منها وبذلك ضمن امراض اكبر عدد من الناس وهلاكهم
ثم جاء الغزو الامريكي .. ليطيح بصدام .. ليس لانه لم يسد لهم خدمات جليلة .. بل لانه قلم جاف انتهى حبره ولايمكن اعادة ملؤه ثانية .. هم ارادوا فرضه وتسويقه من جديد للحكام العرب وحكام الخليج بالذات ولكن اولئك لفظوه ورفضوه فوجدوا انه لابد من التخلص منه لان مرحلة تقسيم الشرق الاوسط قد حانت ولابد من تغيير الوجوه لهذه المرحلة ..
ناهيك عن الايتام والارامل والمشردين فهؤلاء مشكلة مستقبلية كبيرة .. لان المخططين لتدمير العراق يريدون نساءا بلا رجال ..فالرجال تكفلت بهم المفخخات والذبح الطائفي والتهجير والتفجيرات التي لم تسلم منها تجمعات المتطوعين للجيش والشرطة ولا اصحاب البسطيات ولا مساطر عمال البناء البؤساء.. وبذلك تتشرد الاسرة وينحرف الابناء فيسهل احلالهم بمن يضمنوا ولائهم ,,
فهل من مزيد لهذا التخريب الممنهج والمبرمج للمجتمع العراقي بكل نواحيه ..
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام يدمع العيون لكن اين يصب
هاشم القريشي ( 2011 / 11 / 7 - 22:29 )
عزيزتي ناهده كلامك جميل نثريا ولغويا لكنه لاينفع مع واقع العراق المر كل الذي تقولينه عت الأمريكان وصدام اشاطرك الراى لكن من قتل العرب السنه والشيعه ومن صب الزيت على النار هم المتطرفين من السنه والشيعه والقابعين في سراديب النجف وكربلاء واصحاب الجمل الثوريه والخطب الطنانه من جرنا الى الحرب مع ايران ومن دفع صداخم الغبي لاحتلال الكويت الجاره التي كانت موانئها مرفأ للبضائع العراقيه ابان الحرب العراقيه الأيرانيه الكارثيه ومن ثم مشاكل التصنيع العسكري ومحاولة امتلاك السلاح النووي حيث توجد خطوط حمراء تجاهلها او لم يعيها الطاغيه رمى العراق بديون قدرها 650 مليار دولار ثم ازالها الأحتلال البغيض ان كنت متابعه أو تحاولين الضرب على نغمة رحيل الأحتلال لتعود الضباع من جديد أما القاده المتربعين على قمة السلطه فأيامهم معدوده سيرحلون غير مأسوف عليهم وهم الذين جلبوا العار للمذهب الشيعي الكريم والعار لكل المناضلين من حزب الدعوه والقوى الأخرى مع الأعتذار الشديد لك ياعززني


2 - من قال العراقيون لا يصبرون على ضيم ؟
كاظم الأسدي ( 2011 / 11 / 8 - 09:28 )
لأخت د ناهده المحترمة ... مع إحترامي لمجمل الظواهر المأساوية والواقعية و التي تفضلت بتثبيتها خلال المقال .. إلا أني أود تثبيت بعض النقاط ؟ 1/ وكما علق الأخ القريشي ..لم يتضمن المقال إشارة ولو من بعيد لما تتحمله الأحزاب و المرجعيات أو المليشيات من كلا الأطراف المذهبية والقوميه من مسؤولية في ما آل إليه الوضع العراقي اليوم!! وكأنه الحمل الوديع ضحية التآمر الأمريكي فقط ؟؟ 2 /مع الأجلال لحجم التضحيات التي قدمها العراقيون على طريق الأنعتاق من الطغاة !!إلا أن عبارة العراقيون لا يصبرون على ضيم !! فيها الكثير من المغالاة وكذلك الإجحاف لتضحيات الشعوب الأخرى ولا تنسجم مع التآريخ السياسي العراقي القريب .. حيث صبرنا اربعون سنة على أبشع الطغاة وقد ناصره الكثير من العراقيين ولليوم ؟؟ 3 / إن الذي كسر روح المواطن وجعله يستنجد بالغربة هم الضباع العراقية قبل أو بعد 2003 ؟؟ مع وافر التقدير


3 - قلت ذلك
د. ناهدة التميمي ( 2011 / 11 / 8 - 09:36 )
الاخوة هاشم القريشي وكاظم الاسدي .. تحياتي وتقديري .. قلت ذلك, قلت اسقطوا صدام لان المرحلة ,, مرحلة تقسيم العراق والشرق الاوسط تتطلب وجوها جديدة ولاعبين جدد.. واظن هي كافية لتحكي كل شيء .. تقبلا تحياتي وتقديري واحترامي

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة