الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بركان في العراق

علي فاهم

2011 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في كل أزمات التاريخ التي عاشتها هذه الأمة و التي وقف فيها النخبة في مفترق طرق و أمتحان صعب كانت تفرز كغربال دقيق ثلة قليلة تستقر عند مرفأ المباديء , و تثبت في منحدرات الانزلاق نحو هاوية الإفلاس و لا تزحزحها أعتى أعاصير الفتن و التقلبات , فتستقر لتنفع الناس في حين تتساقط الأسماء و المسميات و تحترق الشعارات و تنهار الواجهات , لتطفو في الموج كزبد البحر الذي يذهب جُفاءاً , لهذا كانت الفتن و البلاءات من السنن الإلهية الحتمية لتميز الخبيث من الطيب و المستقر من المستودع و الثابت من المتغير , و لا يستثنى من هذه البلاءات أي فئة في أي زمان و في أي بلد , و يخص الله سبحانه و تعالى في بلاءاته تلك الفئة التي تدعي الإيمان و الذين يسيرون في الخط الإلهي و يتكلمون بأسِمِ الله و يتقمصون ثوب الاسلام , فهم أولى بتطبيق ما يدًعون , و حتى لا ينخدع الناس بمجرد ان يرفع المدعي شعارات سهلة في اللسان و لكنها تكون صعبة جداً في التطبيق , و لهذا نرى أوراق النفاق الصفراء تتساقط عن شجرة الاسلام الباسقة لتبقى فقط الأوراق التي تستطيع مقاومة رياح الفتن و مواجهة ديدان الفساد و البقاء في دوحة الرسالة حتى تبلغ غايتها .

كانت تصلنا في فترة الثمانينات و التسعينات نسخ من كتب و جرائد و منشورات المعارضة في الخارج نقرأ فيها لأسماء بارزة مقالات تحث على الجهاد و التضحية من أجل الوطن و الدين فكنا نتداولها بخوف و مخاطرة كبيرة أقلها أن تؤدي بحاملها الى الإعدام , و لا نعطيها الا لمن نثق به ثقة عمياء , كانت كلماتهم تبهرنا و توقد فينا مشاعر الرفض للظلم و تزيد من جذوة الثورة في نفوسنا , كنت اردد في نفسي دائماً متى يأتي اليوم الذي يغير الله حالنا فيستبدل هذا الطاغية و حزبه بأولئك المؤمنين المخلصين الذين سيعيدون لنا حكم علي ابن ابي طالب (ع) ,و لكن ’’ لا يغير الله ما بقوم ...... ,

لقد طال انتظارنا 1400 عام لنرى في العراق حكم يمثل مباديء العدالة الإنسانية , حكم أصحاب (علي) الذي أرتسمت له في مخيلة طفولتنا البريئة صورة الحاكم الذي يضع الجمرة الحارقة في يد (أخيه) الأعمى لأنه طالب لأطفاله الجياع أكثر بقليل من أستحقاقه فكان خدشاً للعدالة و المساواة مع باقي المسلمين ,

و كان التغيير و بدأت عجلة الامتحان بالدوران , فسقط من الركب من سقط و نجى من نجى , وإذا بالأسماء الكبيرة في عالم الشعارات و الادعاءات , تظهر حقيرة و صغيرة و بغيضة في عالم الواقع , تعمل لنفسها و حزبها و دائرتها الضيقة , و تتصارع صراع الوحوش فيما بينهم بأقذر الحروب لتتشبث بالكرسي الذي يدر عليهم لبناً رائباً مغمساً بمعانات الأرامل و دموع الثكالى و حرمان اليتامى و كسرات من أحلام الشباب أختنقت وسط ركام روائح الفساد العفنة إن أشد ما صدمنا و ألمنا هو أدعاء هولاء بانتمائهم لمدرسة القدس العلوية , و هم بمعاوية أولى و لأبن العاص أقرب , فصدقت عليهم نبوئة أستاذهم >> من منكم كان له ملك هارون و لم يقتل موسى بن جعفر << لم يقتلوا فقط موسى بل شوهوا تاريخ مدرسة سكبت دماء علمائها و شهدائها بلا بخل أو حرص في محراب كلمة الحق عند سلطان جائر ,

و لكن يبقى الأمل براعم تشق طريقها في الصخور لتزيح الغيوم عن طريق الرسالة و ليصل ضوء العدل الى كل المظلومين في هذا البلد الذي أختاره خالقه ليكون بركان بلاءات يغلي لحكمةٍ هو أعلم بها , فاحذروا حمم المظلومين تسكب على رؤوس الظالمين ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع