الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الحرّة الفضائة.. هدر للمال العام الامريكي وانتهاك لشرف مهنة الاعلام

محيي المسعودي

2011 / 11 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ثمة مفارقات اخبارية خطيرة تمرفي وسائل الاعلام بلا انتباه يذكر, من لدن النخب العربية, مفارقات تتسيد مشهد - ربيع التردي والغفلة العربيين - فمثلا ليست مفارقة ان تستضيف قناة الحرّة الفضائية صوتا سوريا معارضا للنظام السوري – لا يدري احد من أي مخابرات يُموّل هذا الضيف – ولكن المفارقة المتحذلقة والمضحكة البليدة, ان تستضيفه القناة من البحرين . وكأنّ البحرين قلعة الديمقراطية . وكأنْ لم يَرتكب النظام في هذه المملكة "ولما يزل" ابشع الجرائم بحق الشعب الثائر على الملك ونظامه, - طبعا في ظل تعتيم اعلامي متعمد من القناة نفسها - وبهذه المادة الاعلامية, لقناة الحرة - من بين مواد كثيرة, سبقتها كانت اشد مفارقة منها - نرى بوضوح فقدان القناة لحياديتها ومصداقيتها, وفي الوقت نفسه تكشف لنا القناة عن وظيفتها الحقيقية كوسيلة "اعلام براباجندا" اذ تحقق خدمتين مزدوجتين لجهتين متفقتين على تضليل الرأي العام العربي والعالمي ,هما حكومة البحرين والحكومة الامريكية , الخدمة الاولى هي الايحاء للمتلقي بأن البحرين واحة سلام مستقرة وآمنة يرفل شعبها بالامن والحرية والسلام وانه يتمتع بحقوقه وحرياته كافة وليس هناك أي اضطهاد او قتل او اعتقالات او اذلال من قبل النظام لهذا الشعب, وكل هذا من خلال ترسيخ الاعتقاد لدى المتلقي بان البحرين مأوى الاحراروذلك باستضافتها الرافضين للدكتاتوريات والظلم ومنهم السوري المعارض . وتحقق القناة ايضا فرصة للسياسة الامريكية لتنفيذ اجندتها غير العادلة في سوريا , وذلك من خلال العمل على الصاق جرائم العصابات التكفيرية داخل سوريا بالنظام السوري , وخلق عداء اعمى بين النظام وشعبه وبين شرائح المجتمع المختلفة . وتحريض الشعب على تخريب بلده بحجة ازاحة النظام , النظام الذي في اسوء الاحوال هو اقلّ جريمة واضطهادا للشعب من انظمة تساندها قناة الحرة وتدعمها امريكا بكل ما تستطيع مثل نظام البحرين والنظام السعودي والنظام اليمني وغيرها من الانظمة .
نسمع يوميا من قناة الحرة - التي كنت اعتقد انّها اكثر مهنية واكثر حيادا من وسائل اعلام عربية كثيرة من بينها قناة العربية وقناة الجزيرة اللتين, باتت رائحة العفن المخابراتي الاسرائيلي والامريكي تزكم انوف المتلقين لاخبارهن - كنت اسمع وارى في الحرّة براباجاندا مقززة, يصر محرروها على الاعتقاد انهم يقدمون محتوى اعلامي عالي الجودة , ويراهنون على انه اعلى من مستوى الوعي الشعبي العربي . وبالفعل نجحوا في خلق رأي عام يخدم سياسة الحكومة الامريكية بين البسطاء من العامة, المتلقين لاخبار هذه القناة . استمعت مرة لخبر في الحرة كان عنوانه سقوط عشرين قتيلا في تظاهرات الشعب السوري ضد نظام الاسد وفي تفاصيل الخبر نفسه من الحرة نفسها تبين ان العشرين هم من الجيش والشرطة وليس من المتظاهرين وانهم قتلوا على ايدي مسلحين معارضين للنظام , وظل الخبر هكذا موحيا بان القتلى من المتظاهرين, دون الاشارة الى الميلشيات الارهابية المسلحة التي قتلتلهم , وهو اسغلال وايهام وتضليل للمتلقي وللرأي العام , وخلق صورة غير صحيحة عما يجري في سوريا واغفال لواجب النظام في حفظ سلامة مواطنيه كما فعلت مؤخرا بريطانيا وامريكا نفسها في الاحداث التي وقعت مؤخرا في الدولتين .. هكذا تمرر قناة الحرة اخبارها حول سوريا كما مررت من قبل اخبارها وموادها الاعلامية حول تونس وليبيا ومصر. وكان آخر اخبار قناة الحرة - اول امس – خبر يقول بسقوط 60 قتيلا بعد اتفاق الجامعة العربية مع النظام السوري وتبيّن ايضا انهم جميعا من الجيش والشرطة السوريين قتلتهم ميلشيات مسلحة , ولكن هذه المرة جاءت التفاصيل ليس ضمن متن الخبر نفسه بل في هوامش اخبار ولقاءات متفرقة قدمتها الحرة ايضا . وتصر القناة ان ما يحدث من قتل في سوريا هو ان النظام السوري يقمع ويقتل الشعب السوري المسالم, ولا تتعرض القناة لمن قتلوا اكثر من 75 % من الضحايا في سوريا وهم مسلحوا الميليشيات الاسلامية المتطرفة التي تحاربها امريكا نفسها في العراق والسعودية واليمن وكافة دول العالم وتغفل القناة ايضا عن ملايين المواطنين الذين يقفون مع النظام السوري . وتنقل الحرة كل اخبارها عن مصادر مجهولة او مصدر معارض للنظام السوري في خارج البلاد , بينما تتجاهل الاخبار التي ترد من الداخل ومن النظام السوري نفسه , وهذا اخلال بتوازن الخبر ومصداقيته . ليس هذا وحسب بل تذهب قناة الحرة بالاخبار التي تفبركها الى استغلال المصداقية الاعلامية العامة لوسائل الاعلام المستقلة التي تحصل الحرة على جزء منها بصفتها وسيلة اعلام حرة وتوظف هذه المصداقية في تصديق ما تبثه من اخبار مفبركة ذات غايات بعيدة عن وظيفة الاعلام .
وتؤكد قناة الحرة في منتجها الاعلامي على فقدان النظام السوري لشرعيته في الحكم, والغريب ان التأكيد ياتي من خلال مصدر غير شرعي وهو الرئيس الامريكي . اذ لا شرعية دولية ولا اخلاقية ولا سيسية للرئيس الامريكي في شؤون سوريا . وتتحدث القناة وتؤكد على شرعية الجامعة العربية . ولا ادري اية شرعية لهذه الجامعة بعد تعطل عضوية مصر وليبيا وتونس والعراق واليمن وسوريا وحتى الجزائر التي تعارض قرارت الجامعة التي يديرها اليوم "رعاة قطعان" عند الامريكان يحكمون شعوب الخليج . وتمنح القناة شرعية لاسرائيل في سحق الفلسطنيين والاستمرار باغتصاب ما تبقى من ارض هذا الشعب وتمنح الشرعية لاسرائيل بقتلهم وتهجيرهم وتمنحها ايضا شرعية امتلاك السلاح النووي بينما تسحب الشرعية من البرنامج النووي الايراني -المشكوك بسلميته -. انا هنا لست بصدد السياسة والقانون الدولي, المفصل على مقاس امريكا بل بصدد الاعلام في قناة الحرة تحديدا التي كان ينبغي ان تكون محايدة وان لا تنزلق الى حضيض الاعلام الموجه غير نزيه وغير المحايد وعديم المصداقية .
ان ما دعاني لكتابة هذه السطورالقليلة عن قناة الحرة الفضائية, هما امران: الاول هو التمويل الذي تحصل عليه هذه القناة من الشعب الامريكي الذي يحكمه نظام ديمقراطي , يوجب على حكومته ان تستغل المال العام في خارج امريكا بما يخدم امريكا نفسها ومن ثم يخدم العدالة الانسانية في العالم . ولكن الواقع يقول غير ذلك اذ اعطت قناة الحرة انطباعا عاما في العالم العربي ان امريكا دولة غير عادلة في تعاملها الدولي – اسرائيل وفلسطين + اسرائيل وايران - انموذجا . وقد رسخت قناة الحرة بمحتواها الاعلامي عدم عدالة امريكا - لان القناة تمثل الصوت الامريكي بين الاصوات الاعلامية العربية - والامر الثاني خنث واخلال القناة بأمانتها الاعلامية, حين نقلت وتنقل الاحداث العربية بشكل غير صحيح للعرب والامريكان والعالم, وبهذا خروج عن شرف مهنة الاعلام واخلاقياتها وقواعدها وقوانينها . وهو في آخر المطاف هدرا للمال العام الامريكي ليس لغير صالح الشعب الامريكي بل ضد هذا الشعب , الذي مثلت صوته القناة, فاظهرته معاديا للعرب ومنتصرا للظلم الواقع عليهم وعلى شعوب اخرى .
وفي الختام اقول: انني تعرضت لقناة الحرة ليس لانها الوحيدة التي تهدر المال العام وتخرق شرف وميثاق مهنة الاعلام, - بل هناك مئات القنوات العربية والعالمية التي تفعل الاسوء - ولكن ما دعاني للكتابة هو: ان قناة الحرة تمثل شعبا متحضرا يقود شعوب العالم نحو عالم يتوحد في هذه الحقبة الزمنية عالم يريد الشعب الامريكي ان تسوده الشفافية والصدق والعدالة والمسؤولية والنزاهة . وهذه هي رغبة وارادة الشعب الامريكي لا ساسته الحاليين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحره ذراع سياسي وليس اعلامي مهني
احمد الربيعي ( 2011 / 11 / 8 - 13:56 )
اولا شكرا للاخ المسعودي
يااخي انه زمن العهر والتضليل الاعلامي واستغلاله لغايات سياسيه
اصبح واضحا مدى التضليل الذي تمارسه مثل هذه القنوات كالحره والعربيه والجزيره لغايات واهداف لصالح قطر وال سعود والخارجيه الامريكيه..
ولا يخفى ان مجاميع العراعير في سوريا وكل عملاء امريكا يعرفون حقيقه الظلم الاعلامي على سوريا بداخل نفوسهم لكنهم لايظهرون هذا الشئ... فالغايه تبرر الوسيله..وهم هنا يستخدمون الحره وغيرها لاستلاب الحكم ليس لان القياده السوريه لاتطبق حريات او غيرها كما يدعون حيث ان سوريا افضل منهم جميعا بكثير من الامور..لكنهم ينظرون لكرسي الحكم في سوريا من منظار طائفي نتيجه تدخل المال الوهابي وامريكا تستفيد من هذا الحقد الطائفي الوهابي
هؤلاء طائفيون اغبياء..لاينظرون لما تتمتع به الهند الهندوسيه من ديمقراطيه وتطور رغم ان رئيس وزرائها سيخي ورئيس الجمهوريه مسلم
لقد تطابقت مصلحه العراعير السلفيين مع العهر الاعلامي الطائفي العربي والاعلام الغربي المصلحي لتخريب سوريا

اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة