الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ست دانات ....

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الدانة الأولي : عندما تقع عيناي على عدد من الشخصيات التى تسمي نفسها تارة بالإسلامية وتارة أخري بالسلفية ، وأسمعها وهى تصف الحلول التى فى جعبتها لمشكلات مصر (وهم الذين يقفون على الخط الفاصل بين الأمية الثقافية والبدائية) أتذكر (بحسرة تعصر القلب والذاكرة) أيام أن كان قادة الفكر فى المجتمعات العربية من نوعية فرح أنطون ولطفي السيد وطه حسين والعقاد وعلي عبدالرازق وسلامة موسي .... وصولا لتوفيق الحكيم ولويس عوض ويوسف إدريس ومحمد مندور .... كيف إنهرنا هكذا ؟ كيف سقطنا من حالق هكذا ؟ وكيف رضينا بأن نستمع لتلك الكائنات الأحفورية دون أن نستدعي لعلاجهم كل الذين لدينا من أطباء للأمراض العقلية والنفسية ؟ الدانة الثانية : أؤمن أن معظم سياسات جمال عبدالناصر وحساباته كانت بعيدة عن الصواب . وأؤمن أنه لم يكن بوسعه إستقراء حال ومآل حقبة الحرب الباردة (1945 - 1991) ... ولكنني أزعم أنني أعرف سر جماهيريته وشعبيته اللتين تكبران مع مرور السنين ، وأعني تحديدا أنه كان الوحيد (على مدي التاريخ المصري الذى لا مثيل له فى الإستمرارية والتواصل) "المحامي الأكبر والوحيد" للفقراء والبسطاء والمهمشين ، ونصيرهم الأبرز المنشغل بهم قبل أي شيء آخر . لقد كنت محظوظا عندما أتاحت لي ظروف إجتماعية (لا قضل لي فيها) ألآ أكتفي بقراءة جل ما كتب عن جمال عبدالناصر ، بل وأن أكون صديقا لأربعة من أبناء جمال عبدالناصر الخمسة ، وزميلا لثلاثة منهم فى ذات المدرسة (1955 - 1967) وصديقا لهم وزائرا لبيتهم فى حياة والدهم . وهو ما أتاح لي أن أعرف بنفسي كيف كان جمال عبدالناصر أكبر من أية مطامع مادية ، بل ومانعا يقف بين أفراد أسرته والثروة وإستغلال النفوذ والإثراء بسبب مكانة والدهم التى لم يصل لجزء صغير منها أي حاكم عربي خلال القرن العشرين ... محامي الفقراء الذى كان جزءا من أهم مكونات شخصية جمال عبدالناصر هو سر تلك الجماهيرية والشعبية التى لم يصل لمستواها أحد غير جمال عبدالناصر الدانة الثالثة : قال صديقي المثقف الكبير : ان حالتنا الدينية المتخلفة الحالية هى سبب تخلفنا الحالي ... أما صديقي المثقف الكبير الآخر فقال : أما أنا فأعتقد أن تخلفنا هو الذى أنتج حالتنا الدينية المعاصرة التى تنفرد بدرجة من التخلف والعته لا نظير لهما ... أما أنا فقلت : انني أري ان هناك علاقة جدلية (دياليكتيكية) بين الظاهرتين (حالتنا الدينية الأحفورية الحالية وتخلفنا جالب العار أمام العالم) . وأن قانون الإرتباط الهيجلي بالذات هو أبرز معالم تلك العلاقة الجدل
الدانة الرابعة : كيف لا يتعامل الغرب مع منظومته القيمية كأهم مصالحه ؟ كيف يعطي الغرب الأولوية لمصالحه الإقتصادية على نسقه القيمي ؟ هل يمر من هذا "العيب الفادح" قانون "هيغل" الأشهر : كل شيء يحمل نقيضه داخله ؟
الدانة الخامسة : الصحفي الفلسطيني عبدالباري عطوان الذى يقدس القذافي وصدام حسين و"الشيخ ! ) أسامة بن لادن لا يمثل نفسه فقط . وإنما هو تلخيص كامل شامل لخلطة تطورت خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وهى خلطة من فكر الإسلامويين والقومجية العرب وأزلام نظم كنظم صدام حسين ومعمر القذافي ... وأشهد أنها خلطة من العسير فهمها على أي إنسان تكون عقله فى ظل ثقافة إنسانية تنتمي لمسيرة التمدن والتحضر والتقدم الإنسانية !!! ولا أظن أن أي مركز بحوث فى العالم بوسعه فهم مثل هكذا "خلطة"
الدانة السادسة : حكام العرب خلال العقودة الستة الأخيرة هم بانوراما للجهل والفساد والإستبداد والبدائية الفكرية والقبلية المتخلفة .... وفى ظل حكمهم وبسببهم نمت تلك الحركات الإسلاموية والسلفية التى هى فى حالة تضاد كلي مع العلم وقيم العصرنة والإنسانية التى كافحت من أجل الحريات العامة وقيم التعددية وقبول الآخر وحقوق المرأة والنسبية والتعايش المشترك وإكبار قيمة العقل الإنساني بوجع عام والعقل النقدي بوجه خاص وكونية العلم والمعرفة .... هؤلاء الحكام الجهلة الفاسدون البدائيون المستمدون هم الذين أوصلونا لسيرك حياتنا السياسية الراهن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن