الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيران والعرب....أسباب التنافي وشروط التصافي

حسين عدنان هادي

2011 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ايران والعرب.. عنوان عريض لقصة طويلة من توترات الدائمة والصراعات اللامنتهية.. وخلال كل تلك السنوات لم تستوعب ايران الدرس من علاقاتها السابقة وتجاربها الكثيرة وكذلك العرب لم ولن يدركوا الخطر القادم ,إن العلاقة بين الطرفين علاقة مثيرة للغاية، ومملوئة بالكثير من التفاصيل الداكنة، منها ما هو جلي ، ومنها ماهو غامض.. تفاصيل كثيرة مليئة بالمطاحنات والاحتدامات والصراعات والملابسات الكثيرة.. مراحل وئام وسنوات خصام ومحاولات بائسة ومتعثرة للتقارب ومفاجآت لا يمكن توقعها من الطرفين.
في ادبيات السياسة وخصوصا عن اصحاب المنطق والفلسفة أن توضيح الواضح يزيده إشكالا وتعقيدا, لكن لحظات انقلاب القيم وانكسار الموازين تحتّم تعريف المعرَّف وتوضيح الواضح واستبيان المكشوف ,ولا يوجد أوضح واجلى والمع من واقع العرب وايران وتاريخهما المشحون بالتوتر وعدم الاستقرار على جميع الاصعدة ,فمنذ فجر التاريخ كانت هنالك مشاكل كبيرة وكثيرة بين العرب والفرس تتعلق المذهب واللغة وتطور الحال على ماهو عليه اليوم لتصبح اعقد واشبك علاقة في الشرق الاوسط واذا بلغنا في العالم اجمع , ولعل ابرز المشاكل التي تسير العلاقة بين الجانبين هي الاختلاف المذهبي بالدرجة الاولى وقضية خوزستان وقضية الجزر الإماراتية الثلاث, والحرب العراقية الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني, وادعاء الدول العربية بأن ايران تتدخل في شؤوننا وخاصة الدول الخليج العربي لكن في الحقيقة هنالك سبب رئيسي واساسي ومهم جدا هو وجود اسرائيل ومن ورائها زاد من حدة التوتر بين العرب وايران, اذا ان امريكا لديها سياسية تحويل الصراع, اي تحويل الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع عربي ايراني لكي تؤمن وتحفاظ على اسرائيل ومستقبلها كدولة طفيلية في الشرق الاوسط, بعبارة اخرى ان اسرائيل هي الداينمو الذي يدير العلاقة بين العرب وايران.
في عالم السياسة ليس هناك أعداء دائمون.. وليس هناك أصدقاء دائمون.. فقط هناك مصالح دائمة , أجل إيران قوة إقليمية طموحة، وهي لا تزال تحتل أرضاً عربية هي الجزر الإماراتية. أجل أيضاً، انها تمارس الان أدواراً كبيرة في ولبنان وفلسطين وسوريا. لكنها ليست عدو العرب، لا دينياً، ولا استراتيجياً , با هي تطمح بأزالة الشيطان الاكبر اسرائيل , وهذا هو الهدف الاول في استتراتيجيتها وتعتبرها قضية كبيرة تهم الامة الاسلامية جمعاء..
وحتى لو فرضنا ان بعض العرب باتوا يخشون الصعود الإقليمي الإيراني، فهذا يجب ألا يكون البتة مدعاة لاستبدال الخطر (الاستراتيجي- الوجودي “الإسرائيلي) بالخطر (التكتيكي- العابر الإيراني) الذي قد يتبدد بلحظة واحدة، حين تغير إيران سياساتها , وهذا ليس صحيحاً بالنسبة ل “إسرائيل”.
أكثر من ذلك، العرب يمكن أن يفيدوا إفادة جلى من المجابهة الراهنة بين الغرب و”إسرائيل” وبين إيران لتحسين مواقعهم في الصراع العام في المنطقة، بدل أن يكونوا أدواته أو يدرجوا على لائحة طعامه.

إن محاولة إجراء أية مقارنة بين من يسمون "عرب" اليوم وإيران هو من باب من المستحيل والرهان الخاسر سلفاً، ونسجا من الخيال، وغوص في مجهول، وهذا من باب رؤية مهنية محايدة موضوعية، وفي ضوء الأرقام وكل المعطيات اللوجستية الحسية والإحصائية وليس من باب الافتنان والحب والولع بإيران وغيرها من تخمينات وتفسيرات قد ينعتني البعض بالمتحيز لجانب ايران فعلية اولا ان يدرك بان هنالك فرقا شاسعا بين النظرية والتطيبق على ضوء تعاليم واديبات السياسة بما هو معقول او غير معقول, ان ماتقدم هو اسطر مختصرة لبعض الاسباب التي تنافروتجافى وتنافى بها العرب عن ايران.
ان عالم السياسة مليئ بالمفاجئات والتغيرات السريعة , وهذا ما يصعب على الباحث او الكاتب او المعني في الشأن السياسي التكهن والتوقع والتنبوء في مسئلة معينة, وعلى الرغم من ذلك فمن السهل جدا لايقع الكاتب في مغالاطات ومتاهات, وتناقضات وهذا بعد تمتعه بنظرة ثاقبة على الاحداث وبعد استتراتيجي والاحاطة بكافة جوانب المسئلة المعنية. وعلى ضوء ذلك وما تشير اليه المعطيات هنالك نقاط التقاء وتلازم بين العرب وايران الذي تمكنهم من ترك الخلافات وراء ضهورهم والعمل على بناء علاقات ليس من الجانبين فقط وانما يشركوا تركيا معهم في اقامة علاقات ثلاثية الابعاد, ولعل ابرز هذه النقاط هي محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية. ان العدو المشترك للعرب وايران هو إسرائيل وأمريكا وهذه نقطة بجانب الطرفين وليست ضدهم ,دعم القضية الفلسطينية بعتبارها قضية الامة الاسلامية بعيدا عن الجوانب الطائفية او العراقية او اللغوية ,دعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية والمقاومة بشكل عام اضافتة الى دعم والدخول في الحلف الإيراني السوري, لتفويت الفرصة على الشياطين ومن ورائهم في تفتيت الشرق الاوسط.
ان فكر الوحدة والتقارب هو الذي يستطيع أن يغذي الأمة بقيم الترابط والتآخي والحوار المذاهب في حالة غياب روح الحوار تكاد تتحول إلى أديان متباعدة من مشاكل المنهجية في الحوار أن يفكر كل طرف في الانتصار على الطرف الآخر مسبقاً ما نريده من الحوار أن نؤسس الاختلاف على أسس علمية محكمة، ونحررها من التزوير والتحريف • خطاب الوحدة الإسلامية ينبغي أن يتجدد ويصاغ بمعرفية جديدة ومن ثم إقامة منظومة إقليمية لتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي في المنطقة، ذلك لان ايران هي محور ومرتكز مهم في المنطقة, وهذه شروط التصافي والتأخي بين العرب وايران.!
هنالك اسئلة مهمة جدا تتعلق بمصير العلاقة بين العرب وايران, فاود ان اطرحها ومن ثم اجب عليها:
هل بدأت بالفعل حربا باردة جديدة بين الجانب العربي (الدول العربية) وبين الجانب اللاعربي ( ايران):
بالطبع، لا يمكن الجزم بشأن تلك الأمور ببساطة، لكن ثمة مؤشرات وحقائق تؤكّـد عن بديات حرب باردة بين العرب وايران ,وسبب ذلك هو غياب الوعي العربي وانصياعه الاعمى وراء الغرب وامريكا واسرائيل, وثانيا وجود اسرائيل حيث ارادت امريكا تحويل الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع ايراني عربي.
هل هنالك حديث عن تقارب او تجاذب الجانب الايراني مع الجانب العربي؟؟؟
في الواقع ان ايران تعمل وبكل عزمها وقوتها على التقرب من الدول العربية وشاهدنا هذا جليا من خلال دعمها ومساندتها للثوراة العربية فهي تدرك جيدا بان هذه الدول ستقودها احزاب دينية وبالاخص اسلامية فأن هذه الدول سوف تقف بالضد من اسرائيل وهذا يخدم مصالحها, اما من ناحية التقرب العرب لايران فهذا مستحيلا جدا وقلنا سابقا بأن العرب يقودهم التعصب الاعمى الذي يخدم مصالح اسرائيل وامريكا , فلا يمكن ان يحط العرب ايديهم بايدي ايران.
حسين عدنان هادي الاعرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خراب ايران سيخدم كل الشرق الاوسط
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 8 - 18:30 )
السيد الكاتب المحترم
مع احترامي للتمني أو للدعوة المتضمنة في مقالك لتقارب بين ايران والعرب عامة، لكن كل ماضي العلاقات الايرانية مع العرب كان لغرض اخضاعهم والسيطرة عليهم، وفي الحاضر لا يخفى عليك هدف الخمينيين وحكومات الملالي المتخلفة في تصدير الثورة الاسلامية الايرانية اليهم حتى وإن كان بالقوة أو بالتقية والحجة الايرانية بمساندة المقاومة الشيعية اللبنانية وحماس، لكن اهداف ايران واضحة لا تقبل النقاش وهي استعمار العرب والعراق ولبنان وسوريا مثال واضح، وما على العرب الا التعاون مع كل من يرغب بتدمير ايران لأنه الطريق الوحيد لتحقيق السلام الفلسطيني النهائي واخراجه من سوق المزادات وسيعيش الفلسطينيون بسلام مع الاسرائيليين إن رغبوا بذلك ويتمكنوا بمساعدة اسرائيل ان يبنوا بلادا حديثة يتمناها جميع الذين يتغنون بالممانعة، وما يحتاجه الفلسطينيون هو القرار المستقل عن ايران وحتى عن العرب، وخير للعرب أن يضعوا ايديهم في ايدي اي كان من الغرب على أن يضعوا اصبعا واحدا في يد الايرانيين، نحن العراقيون نعرف تماما من هي ايران ، وغيرنا لم يعرفها بعد، في كل الاحوال نتمنى خراب ايران ليتحرر العراق، مع تحياتي لك


2 - معادلة غريبة
زهرة البحرانية ( 2011 / 11 / 8 - 19:30 )
والله خوش تحرر للعراق الآتي عن طريق خراب ايران.. يا لها من معادلة غريبة يا سيد سيلوس العراقي
نعم عن طريق سقوط النظامين الاستبداديين وتبوؤ نظامين حداثيين وديموقراطيين في البلدين..هذا هو الطريق وليس خراب الاوطان والشعوب
كنتُ اعتقد ان السيد سيلوس تقدمي النزعة واممي الفكر لكنه اضحى اشبه بصدامي قومجي



3 - ننتظر تحريرك يا عراق من ايران الملالي
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 8 - 20:12 )
السيدة زهرة المحترمة
،نعم سيدتي أنا تقدمي وليبرالي النزعة،لكني لست صداميا وبنفس الوقت أنا ضد أي حكومة يحكم فيها رجال الدين المتخلفين من اي مذهب كانوا، وايران الخمينية لن يوقف اطماعها في العراق الا خرابها الذي نتمناه لها اليوم قبل الغد ، ليعود عراقنا الحبيب الى اهله فقط، ومع أن ظنك خاب فيّ فانا اعتذر لانني لا يمكنني الا ان اكون صريحا في مسالة تخص عراقي المغتصب من ايران وملاليها ، تحياتي


4 - رد على تعليق العراقي والبحرانية
حسين عدنان هادي ( 2011 / 11 / 10 - 13:55 )
اقولها مرارا وتكرارا انا لا ولن ولم اخضع واخنع واخشع لعاطفتي على حساب العقل والمنطق...اخي العزيز العراقي لا تحكم عاطفتك في تحليل اي مسئلة سياسية لانها توقعك في مغلاطات ومتاهات بل ولا تستخدم موقفك المعادي لايران في تحليل السياسة نعم كل واحدا منا له فكرا او نهجا يتبناه لكن المناهج تتفق عن الابتعاد عن العاطفة والاستناد الى حقائق مؤكدة ووثائق حقيقية , ومن الخطأ جدا ان نستند الى الاعلام ونحلل على ضوءه .... اخي العزيز ايران لها قوة اقليمة ومركز مهم في الشرق الاوسط بعيدا عن ماهية ايران وهل هية شيعية ام سنية ولها اعداء ولها اصدقاء ولها مبادئ ولها استترتيجة اقليمية ولها قضية مهمة جدا وهية القضية الفلسطينية ودعم مقاومة حوب الله ومساندة سوريا هذا برئيك لماذا؟؟ وماهي اطماع ايران في العراق فنحن متأثرين بالاعلام ياعزيزي اثبت لي ان ايران لديها اطماع في العراق؟؟ ان العرب اكثرهم وعلى رئسهم السعودية عملاء واصدقاء دائمون لامريكا في المنطقة وهي تستخدم اللوبي العربي ان صح التعبير في تنفيذ استتراتيجيتها والدليل ما شاهدنا في البحرين عندما غزت قوات درع الجزيرة الحرين واخمدت الانتفاظة لاسباب معروفة


5 - يبدو أن أحدنا يعيش على كوكب آخر
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 10 - 14:27 )
السيد حسين المحترم
انا لا يهمني ان كانت ايران هندوسية او شيعية او ماركسية او سنية، ان الواقع على الارض يقول ان ايران قد احتلت العراق والحكومة العراقية هي بامرة طهران وهذا الامر لا يحتاج الى براهين كالشمس التي لاتحتاج الى برهان لوجودها، ولا يمكن اخفاءها باستعمال كلمات السيد حسين عدنان المعسلة تجاه ايران، انا لا اتبع عواطفي، ولا اتبع الاعلام الايراني او اعلام الاحزاب والميليشيات الشيعية العراقي المتحالفة مع العدو الايراني، او اي اعلام آخر، انا انسان عراقي حر وأملي بان يكون عراقنا حرا ويكون فقط للعراقيين، اما مسالة المقاومة والممانعة فلا نريدها ان كانت على حساب العراق ونهبه وتدميره، نحن بلادنا وحبيبنا العراق واذا خُيرت بين تحرير العراق او فلسطين فافضل بكل فخر تحرير العراق وطني الحبيب، فقد خسر العراق الكثير بسبب الترهات اللفظية والشعارات التافهة التي كلفتنا حروبا ودمارا وخسارة اكبر الثروات العراقية، باسم تحرير فلسطين، فكن واقعيا ان كنت عراقيا محبا للعراق فقد خسرنا العراق ولم تتحرر فلسطين، يكفينا تشاطرا، لا ينفعنا الا العراق، وتحرير العراق من ايران امانة باعناق الشرفاء،


6 - ردا على تعليق سيليوس العراقي المحترم
حسين عدنان هادي ( 2011 / 11 / 10 - 15:27 )
انا سعيد جدا لتحدث معك اخ سيليوس انا احترم واقف اجلالا لما تتبناه من افكار ...لكن اسمح لي ان ابين لك لكن بعد ان تعدني ان تكون بعيد عن التهكم والتهجم على شخص حسين عدنان انا قلت في المقال سيكون هناك من ينعتني بالمتحيز لجانب ايران وها انت تنعتني بذلك لا عليك... انت تقول ان من واجب الشرفاء العراقين ان يعمدوا على تحرير العراق من الاحتلال الايراني... انا معك حرفا ولغة اذا صح ما ادعيته ان هنالك احتلال ايراني للعراق انا اول المنتفضين لتحرير العراق من هذا الاحتلال. لكن اذا سمعنا احدا ان نتحدث عن احتلال ايراني قد يكون غير ظاهر للعيان حسب ما استنتجت من كلامك وان نحرر العراق منه فبأي كلام سيردونا ويقولون لنا اذا انتم شرفاء ومدافعين عن وطنكم اطرد الاحتلال الصلبي الذي غزاك وهو واضحا وجلي ولا يحتاج الى براهين كما تقول قبل الاحتلال الايراني .. عزيزي انا شيعيا من العراق وانا عراقي الهوية فما هو موقفك مني؟؟؟؟؟؟؟؟


7 - عراقي فقط وهذا يكفيني فخرا
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 10 - 16:11 )
السيد حسين المحترم
تحياتي
هويتي : عراقي فقط وأفتخر
بان أضع هويتي العراقية فوق كل ما احمل من هويات وانتماءات وألقاب شخصية أخرى ومستعد أن أضحي بأي هوية إن حاولت القفز واحتلال أو اهانة هويتي الاولى المقدسة بالنسبة لي ، ولعلمك بأنني منذ 15 سنة لم أرى العراق ورفضت تغيير جوازي أو أن أحصل على أي هوية اخرى، وهذا موضوع مبدئي و شخصي.
أما موضوع ارتهان واحتلال العراق من قبل ايران فهذا موضوع لا يحتاج الى نقاش فهو من المسلمات لمن يتابع مجريات واوضاع العراق وحكومته غير المؤرلة الا عن البحث عن مصالح مسؤوليها الشخصية وارضاء الاجندات الايرنية بالدرجة الاولى وغيرها طبعا
اتمنى ان يكون وصلك جوابي بوضوح مع احترامي لهويتك العراقية أولا وبشكل رئيسي ويزداد احترامي لمن يضعها قبل انتماءاته الاخرى دينية او طائفية او سياسية ،مع الاحترام لها ايضا، تحياتي
مع تقديري


8 - تصحيح
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 10 - 16:32 )
المقصود
وحكومته غير المؤهلة
الاجندات الايرانية

اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز