الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تحلم الطيور بالديمقراطية

ستار عباس

2011 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ عشرات السنين وحلم الإنقاذ يراود الطيور من براثين الأنظمة الشمولية المتعاقبة عليها
, حلم يكسر الأصفاد ويطلق العنان لفضائات الحرية والعدل والمساواة ويرفع عن كاهلها الظلم والقتل على الهوية واختلاف الرأي وسياسة تكميم الأفواه وتصفية الوطنيين والأحرار والعلماء ورجال الدين,حلم يخلصها من عقلية العسكرة البوليسية و إدخال البلاد في أتون حروب ضروس أكلت الأخضر واليابس وتنتج شريحة واسعة من الأيتام والأرامل وتفشي الفساد وانعدام الأمن, بوادر رياح الحلم لاحت ولكن بما لاتشتهي السفنُ, وجاء الخلاص مزمجراً يحمل القتل المغلف بالانقاذ, دمرت البني التحتية والفوقية وغيرت سايكلوجية الخطاب السياسي والإعلامي وفق أيدلوجية غريبة عن الواقع تروج لسياسة جديدة بعيدة عن العادات والتقاليد والعرف الاجتماعية ,جاء الحلم بثوب يحمل بقع الدم جعل الطيور تتريث باتخاذ القرار حول التغير و تراقب عن كثب ما تأول إلية تداعيات السيناريو الجديد الذي عولت علية الطيور في تحقيق جزء من أمالها وليس الكل,"فهم أهل الدار وتاريخهم متخم بأفعال الغرباء ويعرفون بان لا خير يأتي من الغرباء" ولكن لا بديل لمعالجة فيروس الانطمة الشمولية ومسح برنامجها من حسابات الطيور فالكي أخر العلاج بعد أن عجزت القوى التي تختلف مع النظام من إسقاطه بسبب عسكرة المجتمع و أمساكه بيد من الحديد والنار وتصفية كل من يختلف معه بدون سابق إنذار,حتى وصل الأمر بان تأكل الأفاعي بعضها البعض من اجل السلطة,الطيور المغلوبة على أمرها استقبلت الفرحة على مضغ وتمنى ان يكون التغير وطنياُ ,ولكن الغاية تبرر الوسيلة في الفكر السياسي البشري, وعسى ان تنجلي الغمامة,تتأمل الطيور خيرا من النظام الديمقراطي الجديد أذا أستطاع ان تحقق أدواته فهو يعني العدل والحرية والمساواة وحرية الراى والتعددية والتبادل السلمي للسلطة و إقامة الدولة المدنية دولة المؤسسات وإلغاء عسكرة المجتمع, لكن ما اخفي كان أعظم وكأن امرأ دبر بالبلل الذي وضع التجربة في دائرة الشك والترقب وأن هناك أطراف تحاول أفراغ التجربة من محتواها ,دول الجوار التي كانت تعرف بان ربيع هذه التجربة يهدد عروشها حاولت جاهدة بؤدها في مهدها وتتخلص منها وهونت من سياسات النظام السابق من احتلال وحروب وبدل ان تكون العون لطيور التي قاسمتها المعانات أشعلت النيران وبدأت برمي الزيت كلما حاولت إخمادها, واحدة من المؤشرات التي وضعت علامة الاستفهام وحذر منها هو السياسة الخاطئة للغرباء بحل الموئسة العسكرية وترك الحدود مفتوحة على مصراعيها ساعدت بدخول أدوات القتل والتدمير والفساد ,دمرت الصناعة والزراعة وأصبح البلد مستهلك وغير منتج وغاب القطاع الخاص وظهرت ثقافة الدجل والاحتيال والنصب والمقاولين والتجار الوهميين وازدادت وتيرة الفساد على ما كانت علية, والمؤشر الأخر هو بناء الموئسات على أساس ومسميات ظاهرها يختلف عن البواطن وطاف على السطح النفس الطائفي والعرقي والديني وبداء الكل يتسابق على تقاسم الكعكة الدسمة المطلية بثروة النفط والحصول على اكبر عدد من المقاعد وميعة الهوية الوطنية وظهرت هويات فرعية مستفزه بيدها زمام القرار السياسي وعادت الأمور إلى سابق عهدها بجلباب مزيف والخطابات الوطنية الفارغة,وعاد الطيور بخفي حنين وهمش المثقف الحقيقي ودخلت الأيتام والأرامل وضحايا النظام السابق وضحايا الإرهاب في دائرة المزايدات السياسية يغدق عليهم في أوقات ومناسبات معينة من المال العام المجير لحساب تلك القوى للأهداف محدده و إشعارهم بالتبعية والذل والمهانة بدونهم, وبدأ حلم الديمقراطية يتبدد شياً فشا وبدأت الطيور تفكر يحلم جديد وعاد المثقف خائفاً يترقب لا حل أمامه أما أن يرتمي بأحضان السياسي ويكون بوقا له أو يرتكن في زاوية الصمت و ألا فانه محدق بالخطر من بعض الأطراف التي لا ترغب بإرساء الديمقراطية وتحقيق حلم الطيور 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس