الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشواك (16): فضائح الفساد الاداري في وزارة الداخلية والمؤسسة الشهوانية

محمود الحديدي

2004 / 12 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ساذج "اومتساذج" من يتصور ان دولة ديمقراطية حقيقية يمكن ان تقام في العراق دون تطهير تام لكل العناصر الهدامة التي ارتبطت بالنظام الصدامي الفاسد , خصوصا وان تقيم النظام لرجالات أصغر مؤسسة في الدولة لم يكن على اساس الكفاءه العلمية والوظيفية او النزاهة المهنية , انما كان الاختيار والتقيم يتم على اساس عشائري ومناطقي وطائفي والتفاني الحزبي , لذلك انحدر العراق الى مستوى من التخلف والرجعية غير مسبوقة , وفي جميع النواحي , السياسية والاقتصادية والعسكرية والصحية والفنية والابداعية والقيمية . ومع الاسف , بعض تيارات الحكومة الحالية وقفت بقوة امام تطهير المؤسسات الحكومية من بقايا الفاشية , حتى ان بعض الوزارات لم يطرأ عليها اي تغير سوى الوزير وحمايته , كما قال السيد زيباري , بل ان جهازي الشرطة والمخابرات عمل على اعادة اغلب العناصر السابقة , مما دفع بالعراق الى كارثة حقيقية لم يتجرأ مسؤول في الدولة على الاعتراف بها , فغدا الارهاب ينطلق من داخل بعض المؤسسات الرسمية , مسخرين حصاناتهم وامكانيات الدولة لافشال التغير المأمول نحو الديمقراطية .
اكثر ,,الفساد,, ايلاما , عندما يضحي الحرس الوطني بنفسه من اجل القاء القبض على مجموعة من الارهابيين , يختفون فيما بعد بقدرة قادر, او يطلق صراحهم قبل وصولهم الى السجن بطريقة لا يعلمها الا الله , ليعودوا من جديد ,,فيلتقطوا,, من بقي ممن شارك في اعتقالهم من الحرس الوطني والشرطة , الامر الذي زعزع ثقة الحرس والشرطة بزملائهم فضلا عن انعدام ثقة المواطن بالمؤسسات الامنية التي غدت في بعض المناطق اجزاء من ,, مؤسسات ,, الارهابين .
فمثلا اصبح تعاون مفارز شرطة حماية الطريق السريع المؤدي الى سوريا والاردن حقيقه لايجهلها القاصي والداني , ولم يزيدها نصوعا , اعتراف المخطوف اللبناني الذي اطلق صراحه, حيث اكد انه حين اختطف وهو في طريقه الى الاردن , كانت مفارز من الشرطة العراقية توقف سيارة الخاطفين , فيقولون لهم : مجاهدون , فيرد الشرطة : الله ينصركم , سيروا على بركته.
حادثة اخرى ازكمت فضيحتها الانوف في بغداد , حين هاجم ارهابيون مسؤول في الدولة ينتمي الى تيار شيعي اسلامي , وبعد تراشق بالاسلحة الخفيفة مع حماية المسؤول , راح ضحيته قتلى من الجانبين , كشف اللثام عن وجوه قتلى الارهابيين المهاجمين , وبعد متابعة الامر من قبل عشيرة قتلى حماية المسؤول , ظهر انهم عناصر من المخابرات الصدامية الذين اعيدو الى العمل مع مخابرات الشهواني. امثال هذه الحادثة وتلك , تتكرر كل يوم في بغداد وبعض المناطق الساخنة , ولكن " تطمطم " ولا يتابع التحقيق في شانها .
فالقصة اصبحت معروفة , وهي ان بعض الاسلاميين والعلمانيين المؤمنين باجتثاث البعث , اُتهموا بتصفية بعثيين ومخابرات صدامية لها ماض دموي , اعيدوا لوظائفهم بدل احالتهم الى المحاكم , الامر الذي اغاظ الشهواني واياد علاوي المؤيدين جدا لاعادة كوادرالنظام المهزوم الى السلطة , فتعاونت بعض عناصرهما بعلم الرجلين او بدون علمهم (الله وقوات التحـر احتلال اعلم ) مع الارهابين بصورة مباشرة او غير مباشرة عبر المعلومات ,اللوجستية,, لتطهير الدولة من المسؤولين المناوئين للبعث " مبتدئين" بالجلبي وعناصره والاكراد "ومنتهين" بالرجال المحسوبين على الطائفة الشيعية بما فيهم الشيوعيين , حتى وصل العدد الى رقم مخيف , استدعى تدخل قوات التحالف , واحيل الشهواني الى "المحكمة الساخرة لصاحبها زهير المالكي قبل اقالته " ولكـــن " طمطمت"! القضية فيما بعد وذهبت مع الريح وبقي الشهواني في منصبة , ولازال مسلسل الاغتيالات اليومية جارٍ على قدم وساق دون اي اجراءات عملية .

اما ما حدث في اللطيفية والحصوة والاسكندرية وما يدور هذه الايام في ذات المنطقة بعد انسحاب القوات البريطانية من تطهيرعرقي , وقتل على الهوية , فقصته
مضحكة مبكية . حيث ينزل الارهابيون بكامل عدتهم وعديدهم , نهارا جهارا , الى شارع بغداد ـ كربلاء بابل الفرات الاوسط , فيقطعوا الطريق ويستوقفوا السيارات على الجانبين , ويبدأوا بتفتيشها , والتحقيق في هوية ركابها , ثم يشرعوا بقتل من لايعجبهم او احراقة او تقطيع اوصاله , بهدوء وبرودة اعصاب واطمئنان , بحيث تستمر كل "غزوة" من غزواتهم , ساعات طوال غير عابئين باحدٍ ,وكأنهم مع اتفاق مسبق مع عناصر الامن في تلك المناطق , ثم يحملون "ارزاقهم" من الاموال المسلوبة والرجال وسبايا النساء وينسحبوا , دون عوائق او معارضة في غياب تام للحرس الوطني والشرطة وقوات التحالف .
لقد اعتراف "" رئيس هيئة الأركان المشتركة الاميركية، الجنرال ريتشارد مايرز ، اول من أمس بأن أنصار النظام السابق في العراق «يشكلون مصدر التهديد الأهم» بالمقارنة مع «جماعة الزرقاوي»، في أول إشارة من مسؤول عسكري أميركي في هذا الخصوص. وقال مايرز في مؤتمر صحافي عقده في المنامة ردا على سؤال إن «عناصر النظام السابق من رجال المخابرات والحرس الجمهوري والبعثيين والمرتبطين بنظام صدام حسين يشكلون مصدر التهديد الأهم ""
اذن
اليس الاحرى بان نقر , ان اعادة انصار النظام السابق الى المؤسسات الامنية و بعض الوزارت وتحت حماية حزب الوفاق والاحزاب المتشكلة حديثا هم الاكثر خطورة على مستقبل السلم الاجتماعي وعملية التغير الديمقراطي ؟؟؟
فماذا نتتظر لكي نرفع اصواتنا عاليا ضد الفساد الاداري ومن يحاول ارجاع البعثين بمظلة جديدة وثوب "مزروق" وتحت رعاية بعض الدول "العربانية" ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلق في إسرائيل بشأن إمكانية تحقيق أهداف الحرب المحتملة في ال


.. بايدن يقدم دعما طويل الأمد لأوكرانيا | #أميركا_اليوم




.. غارة إسرائيلية عنيفة على بلدة جناتا في قضاء صور جنوبي لبنان


.. إسرائيل تستهدف بلدة جناتا قضاء صور جنوب لبنان




.. الغرب يهدد روسيا بورقة -الأصول المجمدة-.. وبوتين يتوعد