الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!

مسَلم الكساسبة

2011 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إن لم يكن القذافي قد انتحر أو فتك بنفسه حينما تأكد له الاندحار النهائي لفلول رجاله وبالتالي لعهده كله .. أو ربما حين تأكد له أن القبض عليه وأسره بات في حكم المؤكد فاثر أن ينهي حياته لتفويت الفرصة على خصومه لإذلاله** - أقول إن لم يكن قد انتحر بعد أن اندحر فمارس القتل هذه المرة على نفسه..وإلا فان قتله وعرض جثته بهذه الطريقة البشعة هو أمر غير لائق مع إدراكنا مسبقا لكل المبررات والذرائع التي قد يحتج بها البعض بأنه طغى وتجبر وقتل واحتكر السلطة ومارس الإقصاء واضطهد الخصوم السياسيين و.....الخ. وذلك كي يكون بإمكاننا أن نتحدث عن قيم إصلاحية راقية وحقيقة ومختلفة تقنع الناس أن الإصلاحيين مختلفون تماما عن الأنظمة التي ثاروا عيها ورفضوا تجبرها وتسلطها وطغيانها إلى ما هنالك من نعوت .. فالمشهد الذي ظهر لم يقنعنا بوجود فيم ثورية راقية تمنحنا ميزة المقارنة والاقتناع أن ثمة قيم أرقى مما مارسه الطغاة ..

قتل القذاقي حرمه وحرمنا من حق أن ندينه في محاكمة عادلة كانت بمثابة فرصة ثمينة للإصلاحيين كي يبدءوا عهدهم بأساليب راقيه تمتثل لاشتراطات الإصلاح والحكم الرشيد حتى مع أعدائهم بل ألد أعدائهم حتى ، كما حرمنا وحرم العدالة من محاكمة تظهر الكثير من المعلومات في الكثير من القضايا مثل قضية حقن الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز ثم تبرئة المتهمين بالعملية وتقييد الجريمة ضد مجهول.. ومثل لماذا دعم حركة الانفصال في جنوب السودان وهو من يدعي القومية والناصرية ، وكيف أن ثوريا انقلب على الملكية بصفتها رجعية عاد ليلقب نفسه بـ ملك الملوك ؟ ! ولنعرف أكثر من خلال الحوار والمحاكمة كيف تدار ممالك وجمهوريات المونولوج أو الصوت الواحد في حوار النظام مع ذاته لا غير.

قد يعترض البعض بقولهم " أن القاتل يقتل حتى ولو كان القتل قد جرى لدوافع عادية وليست سياسية ، ولو لم يكن قتلا مقترنا بالقمع والإذلال لشعب ولجماعات بأسرها .. والقذافي مارس هذه الفعال ".. ويكفي إجراما الاستئثار والمكوث في السلطة واحتكارها لأكثر من أربعين عاما بلا منازع ولا شريك ولا دستور ولا شريعة غير ما يقرره الزعيم ، سلطة لا يدري احد كيف تمارس ولا يطلع احد أو يتاح لأحد أن يعترض على نتائجها فضلا عن مقدماتها ، ويكفي فقط جريمة حقن الأطفال الليبيين بالايدز ثم العفو عن المتهمين وتبرئتهم دون أن نصل إلى أية نتيجة بخصوص تلك القضية ..أقول يكفي هذا فقط لإدانة أية سلطة تمارَس بغياب الشهود وتغييب الشركاء مما يغريها بفظائع اشد وأعتى من ذلك.

حسنا ..هذا صحيح لكن هل يكفي كل ذلك كمبرر لكي يمارس الثوار بحق القذافي نفس الممارسة التي أنكروها منه وثاروا عليه لأجلها بأن يعمدوا لقتله دون محاكمة وعرض جثته بهذا الشكل؟

هل يجوز للمظلوم إذا تمكن من ظالمه أن يعاقبه بنفس الممارسة وبأن يظلمه ويحكم عليه بنفسه دون قاض ولا شهود أم أن الحق في أن يقتص منه بأسلوب يثبت به انه يختلف عنه وانه كان على حق حين ثار عليه وأنه أتاح له فرصة أن يحصل على جزاء عادل بالفعل .

إن من أهم أهداف الحراك الإصلاحي في العالم العربي ومحركاته هو تحقيق قيم ومعاني الحكم الديموقراطي الحر والرشيد والذي من أهم مقوماته العدالة والشفافية في ممارسة السلطة ليكون حكما راقيا ورحيما ومشرفا ، لكنّ هذه المعاني قد غابت عن ملابسات الحكم بقتل القذافي وبالذات الشفافية ، فلم نعرف هل قتل في تبادل للنار بين الفريقين أم اسر ثم قتل أم جرح ثم أجهز عليه أم انتحر .

صحيح أن الأنظمة المستبدة - والأنظمة العربية كلها كذلك - هي أنظمة استفزازية مصابة بهوس وجنون السلطة إلى حد تشحن خصومها بطاقة من القهر والغل كافية لتعمي الأبصار والبصائر .. ولا تترك أحدا إلا وتثير معها له ثأرا مرا ينتظر سداده .. وصحيح أن الزعامات المستبدة زعامات مقززة تمارس الكذب والتضليل المثير للحقد وتوظف السلطة التي تستبد بها اسوأ توظيف يثير أبشع المشاعر ..

لكن ، ورغم كل ذلك فالإصلاحيون مدعوون لأن يُحدثوا الفرق ويمنحوا للمحايد فرصة المقارنة والشعور بأنهم مختلفون فعلا .

نقول هذا مع إيماننا الراسخ الأكيد بحق الشعب الليبي وكل الشعوب التي ربض على صدرها ووعيها أنظمة بطركية مستبدة في الخلاص سواء كان بالسعي لإصلاحها أو حتى تغييرها إذا استعصت على الإصلاح .

-------------------------------
* (كتبت المقالة قبل أن تظهر مقاطع اليوتيوب التي توضح ملابسات وظروف نهاية القذافي ، لذا تظهر في بدايتها تساؤلات أجابت عليها فيما بعد تلك المشاهد.. ولكنني أبقيت المقالة كما هي وكما أوحتها الوهلة الأولى للحدث في حين أضفت لها ما استدعته تلك المشاهد من فيما بعد من تعديلات ..)

** لا ادري لمَ لمْ يفعل القذافي هذا سيما أن من أسروه أكدوا وجود سلاح شخصي معه ما يعني إمكانية أن يدافع عن نفسه حتى الرمق الأخير فيموت بطريقة أكرم .. عدا عن انه بذلك يفوت الفرصة عليهم أن ينالوا منه حيا بتلك الطريقة ، وقد تكرر نفس الموقف مع رئيس عربي آخر مؤثرا البقاء حيا حتى الرمق الأخير ولو أسيرا في أيدي الأعداء.. ترى ما الذي كانوا يفكرون به أو يعولون عليه وجعلهم يؤثرون أن يسلموا أنفسهم لأعدائهم بدلا من تفويت الفرصة عليهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جرذان الناتو
عمر الزويني ( 2011 / 11 / 9 - 22:37 )
رحم الله القذافي لقد بر بوعده عندما قال سأموت شهيدا في ارض الاجداد.وانه من السخرية ان تعرف مرتزقة سركوزي وعملاء المخابرات الامريكية وال م6 البريطانية بانهم نقيض الاستبداد؟ ماهو الاستبداد الهجوم على مقرات الشرطة وذبح افراد الشرطة البسطاء في بنغازي والتمثيل بجثثهم الهجوم على مقر الشركات الاجنبية وتحديدا قتل اكثر من تسعين من عمال النيجر الفقراء والذين كانوا يعملون في شركات تركية حسب ماأفاد به احد مدراء شركة تركية- نبش القبور - قتل الاسرى واصحاب البشرة السوداء على الشك والهوية -قتل العزل في سرت وبني الوليد - قتل الابرياء من اهالي تاغوراء وسيدي بن هادي وماجر وتشريدهم واغتصاب نساءهم.قتل القذافي بالطريقة البشعة واغتصابه ماهي الا نتيجة منطقية لرعاع وحثالة البرجوازية عبر تحالفها مع الطبقة الدينية الرثة في مسعة لاءستعادة مجدها الذي دحره القذافي .ماهي هوية ليبيا الان بلد مكتنز بالمليشيات ووكلاء المخابرات الاجنبية وسماسرة ووكلاء الشركات الاجنبية الذين اصبحو في دفة الحكم .العار والشنار لعملاء الناتو وببغاوات العربية والجزيرة

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات