الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بالعراقي

مناف البصري

2011 / 11 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يستطع العراقيين منذ سقوط النظام البعثي استيعاب المعنى الحقيقي للديمقراطية فالمجتمع العراقي لم يتعود المفردة بالاضافة الى عدم تطابقها مع مايعيشه المواطن في عائلته الصغيرة فتلك العائلة هي اصغر خلية بالمجتمع لا تتوافق مع مبدأ الديمقراطية حيث تتمركز السلطة غالبا لدى اكبر ذكر بالعائلة الا و هو الاب الذي يسمى رب الاسرة اي هو اله هذه الخلية المجتمعية الصغيرة فلا تعلو على كلمته كلمة ولا يناقشه احد بما يريد فعله وان تم مناقشته من قبل الاخرين فلن يسمع لهم رأي ويضرب كلامهم عرض الحائط فالمثل ( شاوروهن و خالفوهن) الذي لا يعرف له اصل يطبق بالعراق بشكل عام ولا سيما بالمجتمعات العربية و الاسلامية بصورة عامة فالدكتاتورية بالعائلة هي موروثة من الاباء الى الابناء الذين يتسلطون بدورهم على الاناث في المنزل كما لو كان نظام الخلافة الاسلامي .
وبسبب هذا النظام الذي تعودت عليه العوائل العراقية بات الفرد العراقي لا يتقبل غيره كنظام داخل العائلة و المجتمع وهي حالة سيكولوجية تقوقع بها المواطن ومن هذه الخلية ننطلق الى خلية اوسع الا وهي الخلية المؤسساتية والمتمثلة بالدائرة الحكومية او الشركات الخاصة و العامة و كافة مواقع العمل سواء اهلية او حكومية التي تحتوي على ادارات فأغلب هذه الادارات هي ادارات دكتاتورية متكونة من عصابات يحكمها رئيس العصابة ومعاونيه ( المتملقين) فهم الوحيدين الذين يتمكنون من التقرب من المدير ومن ثم باقي الشرذمة و المتعوسين المضطهدين.
الادارات في العراق هي ادارات مركزية التفكير يسيطر عليها شخص واحد ومن ثم يأتي كل فرد بموقعه حسب التسلسل فيحكم قسمه او شعبته وهكذا .. وهذا الحاكم له رأي لا يخالفه احد به كما الخلية الاولى سابقة الذكر فالمدير هنا يأمر ليطاع ولا يفكر بالاستشارة فهو يعتبر نفسه الاله لمن هم ادنى منه مرتبة وظيفية ، و الموظفين المقربين بدورهم يوصلونه مرحلة من الطغيان ما بعدها مرحلة ليكون المدير فرعونا تقريبا بسبب تملقهم ليحصلوا على مكاسب مادية او معنوية او تسهيلات بالعمل وغيرها من مكاسب ، وهكذا دواليك حتى الوصول الى رأس الهرم في الحكومة العراقية فالرئيس هو الدكتاتور الاكبر و ما حوله مجموعة من المطيعين ولكن ما تغير اليوم هو ان الحاكم لايستطيع البقاء طوال حياته حاكما فالدستور يفرض تغيير الرئيس و رئيس الوزراء بعد دورتين انتخابيتين والله العالم ان كان هناك ثغرة دستورية اخرى ستمنح رئيس الوزراء فرصة ثالثة لحكم البلاد .
لدينا فرصة في تغيير الوضع السيكولوجي للمواطن العراقي من خلال التثقيف بوسائل الاعلام لجعل العائلة العراقي تتمكن من التخلص من قفصها ومنح افراد العائلة حرية التعبير و إبداء الرأي ليستمع رب العائلة لهم عسى ان يكونوا يحملون بجعبتهم ما ينفعه .
اما بالنسبة للشركات الاهلية فلا يمكن ان يفرض عليهم اي نوع من الديمقراطية عدى القوانين المتعلقة بقانون الشركات التابع لوزارة التجارة العراقية .
ودوائر الدولة هي فرصة اخرى لتطوير واقع الديمقراطية في العراق فمن الضروري وضع قوانين جديدة لادارة المؤسسات الحكومية مثلا جعل مدير المؤسسة يتغير كل اربعة سنوات كما رئيس الحكومة وفي حال مثابرته واخلاصه في العمل يبقى في منصبه 4 سنوات اخرى وان استمر بالانجازات في مؤسسته فيكافأ ويرتفع ليكون في مرتبة اعلى وفي حال كان عمله غير كفؤ فيعود ليكون موظفا عاديا وينصب بدلا منه مديرا ينتخب من قبل الموظفين فيما بينهم بداخل الدائرة نفسها وبأشراف رسمي، من هنا ستبدأ ديمقراطية حقيقية ومرحلة جديدة من الوعي الديمقراطي بداية من العائلة ثم العمل ثم الحكومة .
وهذه دعوة للمعنيين للنظر بالامر وتثقيف العائلة العراقية لتقبل الرأي الاخر والاستماع للاخرين و الاستفادة من اراءهم ، وكذلك تغيير قوانين المؤسسات الحكومية وتطويرها بدلا من الحكم الدكتاتوري الموجود بالمؤسسات والاضطهاد الذي يعاني منه بعض الموظفين وكذلك في سبيل إعلاء كلمة الديمقراطية عاليا و جعل المواطن البسيط يتعلم ويتحسس معنى الديمقراطية بداخل العمل وكذلك الحكومة ليطبقها ايضا داخل العائلة ويتقبل الرأي الاخر .

مناف البصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبدأ الطاعة
صلاح الساير ( 2011 / 11 / 10 - 07:59 )
الاخ مناف البصري المحترم
كل الكلام الذي تقدمت بة رائع ولكن هناك ثقافة دينية تفرض على الفرد ان يطيع والدة (اطاعة اللة من اطاعة الوالدين)وقال ربك (وقضى ربك الاتعبدوا الا اياة وبالوالدين احسانا)قل لى اى فرد يستطيع ان يخالف امر اللة وكلام رسولة لااعتقد ان الالية التى تنشد لها مهمة الاحزاب والمجتمعات المدنية والنقابات والمؤسسات الثقافية والادبية والفنون وكل القوى الوطنية المحبة لبناء الوطن 00
شكرا مع التقدير

اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال