الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيبلات..وتواثي وعصي!!

عبد الحسين طاهر

2011 / 11 / 9
كتابات ساخرة


كيبلات... وتواثي.. وعصّي!!
للمرة الأولى تسمع الناس عن هذه الأسماء وفجأة تطفو على السطح وتتناقلها الألسن وكالنار في الهشيم كانت تسري على مسامع القرية ..(مواد صيدلانية دوه نشله حبوب كحه وقواطي وعلب دهن للوازلين ودوه مشك) ومعها ظهرت اشارات لأسماء اكثر غرابة..ورقيات نشرات ومنشورات ..وكتيبات وجرائد ...كل هذه الأشياء كانت موجودة لدى الأستاذ علي يحتفظ بها بمخبأ خاص .ولكن من اين جاء هذا الاستاذ ؟وكيف حلّ على قرية ‘‘امويلحات ‘‘ لا أحد يعرف كل ما قيل ويقال كلام قد يدخل في دائرة الاخذ والرد والتخمين والغمز واللمز..وقد خاض في موضوع(الاستاذ) جميع من في القرية ولم يصل احد الى نتيجة ولكن اليوم وعلى كل حال اضحت علاقة الاستاذ علي بالقرية وشيخها "ابو حسن" اكثر من سمن على عسل‘فقد كسب ودهم وحاول فتح عيونهم ‘ فتح لهم صفاَ لتعليم اولادهم القراءة والكتابة وصار يشممهم (دوه نشله) مخلوطاً برائحة الورقيات والكتيبات والجرائد وشيئاً فشيئاً (فتحّوا) وصاروا يبربشون والتبربش ولا العمى وبعد ذلك بدأ بإعطائهم جرعات صغيرة من(الثقافة ) تلك الثقافة المشابهة لثقافة العولمة المكروهة والتي يخاف منها الكثيرون ويرتعشون وتصطك عظامهم ويعتبرونها مصيبة وكارثة وغزوا ثقافيا وهي بمثابة (عثة) ومرض يخربط الغزل ويقلب الطاولة ويصدم القطارات بالسيارات و"البايسكلات" بالعجلات "راس براس" ويظهر الشمس على الحرامية ..وعلى العكس من ذلك فقد تلقاها بعض سكان قرية امويلحات بالفرح والبهجة ...عرفوا لاول مرة أنّ هناك منشورات وكتب وجرائد (ودوه نشله ودوه كحه ودهن وازلين ) يقضي على المشك ويخفف الآلام والامراض وهذا ما اثار حفيظة وثائرة شلغم ال شنان والذي تحول فيما بعد وبقدرة قادر الى( شيخ) شلغم واصبح القيم على امور دين القرية وطبيبها الخاص وعرافها بنفس الوقت فإذا ما مرض احدا من ابناء قرية امويلحات يجلبون له يشماغه ومع احمرار او "امصيفران" الشمس كما يقولون أي غروبها يبدأ شلغم مهمته العلاجية ..!! يقوم اولاً بعقد طرف اليشماغ وهذه خطوة اولى اما الخطوة الثانية فقد يناول العقدة الى الطرف المقابل ليتفرغ هو إلى حيازة مقدار ذراع من قماشة اليشماغ وبعدها يبدأ المهمة ...يرفع ذراعه الى الأعلى ويخفضه إلى تحت يقطب حاجبيه ويفرجهما بزمّ شفتيه ويخفضهما ويتحرك معاً ثم يتفوه ببضع كلمات, كلمات قليلة لكنها تفي بالغرض !!..تف ..تف ..تف ..ولي ..ولي ..ثلثين المقابر من العيون !! يرددها مرتين او ثلاثة والنتيجة يعقد طرف اليشماغ مرة ثانية ويطلب من ولي امر المريض حرق العقدة واطفائها في اناء ماء ورشّها على وجه واطراف المريض ..وهذا دواك وعند الله شفاك ...وبمرور الايام تعدت اختصاصات شلغم إلى الأمراض الباطنية والسخونة الى علاج امراض اكثر خطورة مثل مرض( الخنيزيرة ) وهي وقاكم الله شرها اشتداد التهاب القصبات والحبال الصوتية لدى الاطفال فيصدر عن المريض صوت متشظ يشبه صوت صغار الخنازير اجلكم الله لذلك يطلقون عليها في القرى والارياف (الخنيزيره ) وعلاجها لدى شلغم الشنان اسهل من شرب الماء ..ففي الصباحات الباكرة ترى نساء القرية يتوافدن على صاحبنا يحملن اطفالهن ومعهن المعلوم ..اجور نقدية وعينية ويستقبلهن الاخ شلغم وقد شمر عن ساعديه وجهز نفسه للمهمة يمسك بخناق الخنيزيره !! مطوقاً عنق الطفل وكأنه يريد خنقه وهو يردد (الملعونه ما تنطي نفسهه ...اشكثر نشيطه)؟؟ واخيراً يتغلب عليها !! ــ على الخنيزيره ويصرعها ..عفيه يثخنها بالجراح ويجهز عليها بتمرير فص خاتم العقيق الموجود في واحدة من اصابعه اليمنى اما بقية الاشياء التي يحتفظ بها كمعوذات فلها مهمات ثانوية ..تتعلق بصد العين ودفع الفقر وجلب السعد وهكذا عاش شلغم ال شنان في بحبوحة وقد عودّ ابناء قرية امويلحات على الكسل (( ففي مقابل مغلية روبة كان يصوم عن المتعاجز !!وبدالوجة دهن يصلي صلاة الفجر لمن يريد النوم للظهاري ..وبشنينة لبن يحل كفارة اليمين وبغمزة من عينيه يطرد الشياطين عن قرية امويلحات ويحل محلهم ملائكة صالحين ..)) أما عن الحج والعمرة وزيارة الاولياء فكل شيء بثمن .((فمقابل كطان سمك خشن اتزور اخو ازهيه وانت متكيء بالمضيف والزيارة مقبولة ....وهكذا باقي الـ (الطقوس والشعائر) بنية وبطة وحذافة وخضيري وبربشة وهاك وانت ماشي ..وبمرور الزمان وتعاقب الدكتاتوريات اعتاد سكان قرية امويلحات هذه الحكاية وادمنوا الخرافة وعبوا ـ شربواـ المزيد من كؤوس السذاجة والغشامية ..,وهنا ظهر الصراع يحتدم بين استاذ علي وجماعته وشلغم وربعه وكما ظهر (اخو هدلة ) على شاشة التلفاز يردد ُُُ قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ظهر شلغم يردد نفس الجمل وفي سورة غضب اعلن تحديه للاستاذ علي!!! وإنه أي شلغم الشنان سيدخل مع الاستاذ علي في مناظرة وامتحان علمي !! وعلى الفور احضر ورقة وقلم وطلب من الاستاذ علي وبحضور ابناء قرية امويلحات طبعا أن يكتب حيّة... والنتيجة كتبها الاستاذ علي كتابة بخط الرقعة بينما رسمها شلغم رسماً ــ رسم الحية بلسان أحمرــ ليحظى بمساندة سكان قرية امويلحات الذين يجهلون القراءة والكتابة وانتهت المناظرة بفوز شلغم ال شنان نجح مئة من مئة وسقوط الاستاذ علي مع تفسيقه !! حصلَ على صفر من صفر!! ...فانهزم المسكين وجموع من عجائز امويلحات واطفالها يركضون وراءه بالكيبلات وبالتواثي ....وبالعصي..مبروك على ...شلغم !!
1هامش مقالتي هذه مشابهة في الثيمة لحكاية طيب الذكر شمران الياسري ـ شيخ دبس ـ ولا حاجة للقول انني صغناها بثوب جديد يتلائم وضرفنا الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جكليته
حمورابي سعيد ( 2011 / 11 / 9 - 20:02 )
اخي عبد الحسين....حكاية الحاج شلغم هذه تشبه حكاية السيد المهاجري الذي اخترع جكليته تشفي كافة الامراض ومنها مرض السرطان لعشيرة بكاملها ,ولله في خلقه شجون .تحياتي


2 - حامض حلو واشرطة خضراء اذن فلنغلق المستشفيات
عبدالحسين طاهر ( 2011 / 11 / 9 - 21:57 )
ونعتمد على حامض حلوالمهاجري أنهم يلعبون على عواطف البسطاء من امثالنا يااخ حمرابي ويعبثون بعقول الناس وانا لله وانا اليه راجعون كما يقولون هم م وليس نحن شكرا للتواصل

اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??