الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نَذَرّنا..للكويّت!!

عبد الحسين طاهر

2011 / 11 / 10
كتابات ساخرة


نَذرّنا... للكويّت!!
عبد الحسين طاهر
إذا كان ولا بد من ملاحظات فأن هذه السطور كتبناها أواخر 2003 فضاعت بين أدراج خالد عبد الله مندوب الجريدة في الزبير غادرنا إلى المملكة العربية السعودية تحية له وبين جريدة الأخبار أول صدورها .... كانت الجريدة في حينها طلبت منا إعادة كتابتها لكي تقوم بنشرها لكننا لا نستطيع على ما يبدو إعادة كتابة النص مثلما لا يستطيع المرء أن يغمس جسمه في الماء الجاري نفسه مرتين..أخيرا وبعد مرور ثمان سنوات وجدنا نسخة منها في بعثرة أوراق أرشيفنا ولأنها لا زالت طرية وحيوية وصالحة للنشر لذلك ارتأينا نشرها في الحوار المتمدن وعلى هامش المساجلات التي تدور اليوم حول حاجة الكويت الحقيقية لبناء ميناء مبارك الكبير ونتمنى ان لاتفعل والكيمها كما هي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ـ ـ
ربما لا يعلم الكثير منا ما لهذا (الشيطان) الدماغ البشري العجيب من قدرات خارقة تفوق التصور وتعقد الألسن دهشة وتعجبا ,فقد توصل علماء الطب والمختصون في العلوم العصبية وبعد تجارب واختبارات مضنية إلى نتائج مدهشة ...لا يصدقها أشد الناس ذكاء وأكثرهم فطنة منها مثلا ..لو وضعنا نظارات مختبريه طبية معكوسة تقلب رؤية الأشياء رأسا على عقب كما تفعل اليوم فضائيات الكذب (العروبي) وأصحاب الغرض السيء لو وضعنا هذه النظارات على عيني احد الناس فأن دماغ الإنسان هذا سيعمل على تصحيح الرؤيا بعد فترة وجيزة وبالرغم من وجود تلك النظارات المعكوسة ليضربها عرض الحائط (وبقدراته الذاتية) يعدل الرؤيا ليعود بعد ذلك صاغ سليم.يرى الأشياء مجدداً وكأنها طبيعية لتصبح تلك النظارات المعكوسة مجرد نظارات للزينة أو لأي شيء آخر ما عدا(لخبطة النظر) كيف يفعل دماغنا هذا ؟ولماذا؟ لا احد يعرف ولكن هذا هو عمل الشيطان الذي يسمونه الدماغ أو المخ أو العقل لا ندري ...وعلى كل حال لسنا متابعين لتك الأبحاث ولا نعرف بالدقة صحة هذه الجزئية أو تلك ولكن الأكيد أن بعض الحكام النشامى ومنهم طاغيتنا المهزوم تمكنوا من (تلبيس) هذه النظارات المقلوبة للخبطة نظر البعض.... وضعوا نظارات مزيفة على عيون الكثير من العراقيين وجيرانهم مع الأسف فصاروا يرون الأشياء مقلوبة والآن وقد سقط النظام وبالشكل المخزي الذي رأيناه فأن البعض ظل يتمسك بنظاراته القديمة مما جعلته عاجزا عن التحرك والفعل فلا هو يستطيع رفعها عن عينية ولا دماغه قادراً على تصحيح الرؤيا.. فتحول إلى حصان بنظارات مقلوبة ورثها بالتأكيد عن تنظيرات الصنم المهزوم فصار يقف خلف العربة تارة وتارة يضع العربة خلفه ليجرها محملة بالذنوب والأكاذيب والدجل بقصد خلط الأوراق وبعثرتها من اجل خداع الناس وتشويه عقولهم ...والآن هل نضحك أم نبكي ؟ ونحن نشاهد بعض العراقيين يخربشون على الجدران شعارات ساذجة نخجل من ذكرها.. أمثال (يسقط شعب الكويت السافل)!! وبنفس المرارة والخجل نسمع أخبارا..تردنا عن كويتيون "أقحاح" وربما إيرانيون أسلاميون للكشر يريدون اخذ الثأر من شعب العراق!!انظروا قلة العقل والمنطق يريدون الثأر منكم بسبب حروب الطاغية صدام..حسين!! وبسبب غزوه للكويت!! وقد لا نذيع سرا إذا قلنا أن معظم أبناء العراق أيام ثورة إيران المجيدة على الشاه كانوا لا ينامون.. يسهرون الليل كله يتابعون أخبار تقدم الثورة الإيرانية بفرح عارم لا نظير له...أما غزو الطاغية للكويت واحتلاله لها فكان قد شكل لنا كارثة حقيقية خاصة نحن أبناء البصرة فالكويت كانت المنفذ الوحيد المتبقي لنا لنطل منه ثقافيا على الأقل ومن خلاله على العالم لأن الكابوس كان يخنقنا حينذاك ولا تتعجبوا إذا قيل لكم أن بعضنا نذر نذورا قد تكون غريبة على بعض مسامعكم لقد نَذرّنا لو تحرر شعبنا ومعه تحررت الكويت من كابوس الدكتاتورية ..والعادة عند أهل العراق إذا نَذرّوا ..يَنذرّون خرافا وديوكا للأمام العباس أو يصومون لوجه الله تعالى أما نُذورّنا نحن فكانت من جنس آخر أَلذ وأَطيب من لحم الغزال (لو كنتم تعلمون) نَذرّنا.. أن نحمل مجلة (عالم الفكر) وعالم المسرح...ومجلة الطليعة ..نحمل مجلة العربي ومجلة العامل الكويتية ـــ كنا نتابعها بشكل خاص نشم فيها رائحة البروليتاريا ؟!! ـــ ونجمعها مع.. دزينة من الصحف الكويتية لنجّعلَ منهما ( كاره) مضبوطة نحملها على رؤوسنا ونجتاز بها الحدود مشيا على الأقدام واشترطنا على أنفسنا أن نمشي حفاة لكي نلامس ترابها.. تراب أرض الكويت وهو على كل حال مثل تراب العراق حباً وكرامة ...وقداسة..أيضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرة أكثر حكمة في علاقة بلدين
أحمد جاسم محمد ( 2011 / 11 / 10 - 22:48 )
أنا كويتي، وقد أسعدني نذرك، أنت ورفاقك. نتمنى صادقين زوال كل ما يعكر صفو علاقات بلادنا بعضها ببعض، وأن تسود أخبار الثقافة والعلم والأدب والفن، وتتلاشى أخبار النزاعات والحروب.


2 - وهذا مانتمناه نحن يا اخ احمد
عبدالحسين طاهر ( 2011 / 11 / 11 - 11:53 )
تحياتي لكم وشكرا للمواصلة

اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر