الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر النهضوي الوطني وآفاقه المستقبلية- بين مرحلتين -4-

حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا

2004 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


المشروع النهضوي بين (القومية والوطنية): الواقع والآفاق المستقبلية
لا بد من الاتفاق على أن أي مشروع للنهضة لا بد له من الإنطلاق من بيئته الموضوعية ( الوطن ) حتى يحقق ذاته في النضج والإختمار فكرياً وثقافياً إذ أن النهضة هي البنت الشرعية لبيئتها الأم , فمسقط رأس المشروع النهضوي الذي نريد تأسيسه اليوم هو البيئة المحلية التي تفرز الوعي الاجتماعي الاول وتشكله على خلفيات عدة منها المحيط الاجتماعي , والواقع المعرفي والنفسي , والتأثير الحضاري المباشر فكرياً وثقافياً من عادات وتقاليد وأعراف أخرى تفرض خطها العام والمباشر في حياة الفرد , إضافة الى مركبات الوعي البيئي الموضوعي , من مصالح مشتركة , وإرادة واحدة في الحياة والعيش المشترك , والرغبة في الاندماج والتعايش البيولوجي العضوي في الجسد المجتمعي , وكثير من الاسس الموضوعية التي تبنى عليها ثقافة النهضة الوطنية الواحدة .
كما وبرزت مقولة جديدة اضيفت الى ثقافة النهضة الوطنية عندما تطلبت الضرورة التاريخية أن تكون إرادة النهضة إرادة بناء إجتماعي قاعدي وليس إرادة بناء سلطوي قراراتي مما يساهم عبر تطوير أدوات ومنهج التنمية الشاملة و الاهتمام بالتربية،والتعليم،والعمل،وإصلاح الإدارة،ومحاربة الفساد والإفساد،واعتماد الكفاءة،والتفاعل الإيجابي بين مختلف جوانب المشروع النهضوي , في بناء منظومة نهضوية جديدة .
ولبناء هذه المنظومة كان لا بد من إعادة نظر جذرية في مقولات عصر النهضة القومية وصياغة مقولات جديدة تتلاءم مع طبيعة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية المتسارعة على المستويين المحلي والعربي في ظل النظام العالمي الجديد .
إن بقاء الشعارات القومية العربية أسيرة مشاريع ثقافية-فكرية تتكرر باستمرار دون أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ العملي , أمر منح المقولة الوطنية للنهضة وعياً وادراكاً حسياً جديداً في المجتمعات العربية , فكان أن أفرزت هذه المقولات الجديدة طروحات ذات طابع وطني قطري بحت تمثلت بطرح الخصوصية الوطنية لكل دولة دون إفراغها من مضمونها القومي , وهذا ما توصلت إليه بعض الدول في طرحها لمقولات قاربت الشعارات ( الوطن أولاً ) فكانت تطرح في مصر شعار ( مصر أولاً ) وطرح مؤخراً في الاردن شعار ( الاردن أولاً ) في حين أن النخب من ذوي الميول القومية كانت ترى في هذه الشعارات تكريساً للقطرية المنغلقة في ظل تراجع واضح للمد القومي بتأثير ثقافة السلام الجديدة في المنطقة بعد اتفاقيات السلام التي حصلت بين تلك الدول وبين اسرائيل , أما النخب من ذو الاتجاه القطري ( الوطني ) فكانوا يعتبرون أن طرح مثل هذه الشعارات ليس تسويقاً لثقافة السلام في المنطقة بل حقيقة جديدة بدت تعي ذاتها في المنطق التاريخي والجيوسياسي تعزز من أمكانية ايجاد فرص أكبر لمشاريع وحدوية على المستوى القومي . وأعتبر أصحاب هذا الاتجاه بأن النموذج الاوربي حقق مراحل كاملة في بنائه لمشرعه النهضوي , حيث بدأ عصر التنوير الاوربي ( عصر النهضة ) بتكريس رؤى نهضوية محلية مجتمعية للدول الاوربية مرت عبر آليات موضوعية لكل دوة على حدا في طرحها لخصوصيتها المحلية , وصولاً الى ما وصلت إليه أوربة اليوم .
و بظهور مصالح واتجاهات قطرية متباينة بين الدول العربية ،إلا أنه لا زال التأكيد على البعد القومي في سيرورة التطلع العربي أمراً له أهمية خاصة لا يمكن تجاوزها , ومع ذلك كان لا بد من ظهور وعي ثقافي جديد يؤكد الحرص على تبني مقولات نهضة وطنية جديدة تعزز دورة التاريخ في النهوض بالمشروع القومي من خلال بناء ذات وطنية واحدة بحكم الضرورات التاريخية والجغرافية وعامل المصالح واستحقاقات الارداة المشتركة في المجتمع المحلي الواحد والقائم في مقولة النهضة الوطنية المعاصرة بلغة ( بيتنا الوطني ) ولوقف النزيف الحاد المتجلي بزيادة نسب البطالة، والأمية، والفقر، والتصحر، وهدر الموارد الطبيعية، وتبديد المال والثروة الوطنية وضخ الرساميل العربية إلى الخارج،وفتح باب هجرة الكفاءات على مصراعيه واستقرار قسم كبير من المهاجرين في الخارج،وغيرها من نتائج التركيز الخاطىء على مشروع النهضة القومي العربي , وترك المجتمعات المحلية عرضة لتداعيات تلك المشاريع القومية الخاطئة .
فكانت الدعوة الى الوطن , هي دعوة بناء فكري نهضوي جديد , أستندت على المنهج الموضوعي في البحث والاستدلال , وتقصي الحقائق التاريخية وفرز أسباب ومسببات اخفاق المشروع القومي العربي , أو مشروع (النهضة العربية ) , وكان أن أرسى دعاة هذا الاتجاه تصوراً نظرياً جديداً يكاد أن يكون مذهباً نظرياً , أو نظرية فكرية جديدة للنهضة الوطنية , طرحوا من خلالها جملة من المواضيع والرؤى المحورية التي لا زال الفكر النهضوي العربي يقف حائراً في إيجاد مباحث استراتيجية لها , فطرحوا موضوع الدولة العصرية ،والحرية السياسية ،والحرية الاجتماعية ,والمساواة،والعدالة الاجتماعية بكثير من الاهتمام حتى تبلور لديهم اتجاهاً فكرياً فلسفياً جديداً في الفكر النهضوي الوطني ,تمخض عنه محاور جديدة في السياسة, والاقتصاد, وعلم الاجتماع المعاصر, والثقافة, والفن ,نتج عنهما بروز تيار جديد في المذهب
الفكري الحداثوي ( المعاصر ) سمي ( بالليبرالية الوطنية ) .
www.alnahdaparty.com
www.alnahdanews.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو