الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتم السابقون و نحن اللاحقون

محمد شكشك

2011 / 11 / 11
الادب والفن



د.محمد عمر شكشك

لم يكن الخبر مفاجئا ... عندما تلقيت مكالمة سريعة و مضطربة ...و لم أستوعبها من لهيبها.....
رحيل من لا يمكنهم الرحيل .. وفراق من لا تفارقهم أعيننا و قلوبنا.... ...
أنتم الشهداء الأحبة... نلتم ما تمنيتم وأنتم صائمون... و أعلم أنكم الصائمون دوماً عن كل ملذاتها و تنتظرون لحظة
الشهادة الواعدة.
أرعبتم كل شي على الأرض من خجلكم و من تواضعكم و من رجولتكم يا أعظم الشهداء...
لم أنس تلك اللحظات الجميلة التي جمعتني بكم ... ساعات الإفطار و الحديث أمام البيت أو أماكن أخرى تعرفونها و ها هي قد ولّت
معكم الي جنان الجنان.....
لم تختف إبتسامتكم عن عيوني وعيون أطفالكم ... كأنكم بجواري و كنتم دوما تمازحونني و امازحكم... و تناقشونني و تحاولون
جهدا من إصلاح ماأفسدته سنواتي في الغربة....كم أحترم فيكم حبكم للنقاش و الإستماع حتى النهاية بكل صمت وأدب و جمال
وذكاء القادة في عيونكم جميعا...
شهداء أنتم تنحني كل الرؤوس أمام جثمانيكم الطاهرة... و تنحني كل الأعلام والرايات الزائفة أمامكم...
حبا لكم و هيبة برجولتكم التي بلا نظير ...
شهداء كنتم أحياء ، و شهداء في قلوبنا و ما زلتم؟؟
شهداء و أنتم تغادرون... وباقون نوراً لنا في طريقنا التي أفسدها الطغاة من قادة وأمراء فاسقين. ....
كنتم تحلمون بوطن صغير يجمعنا سوية ،على حُب، و كُنتم دوماً تبحثون عن مخرج من ظلماتهم الى النور...
نورٌ يشّع لنا الطريق الطويل ...و نورٌ يجعل من ظُلماتنا طريقٌ جميل.... و ما زلتم.....
كنتم تحاربون و تحرمون و تشدّون على أنفسكم من أجل إبتسامة طفل ما يبكي و كنتم و بيقتم على خلق عظيم......
ذهبتم بلا وداع يليق بهيبتكم كرجال ...ذهبتم و تعرفون أنّكم ذاهبون... و تعلمون أنكم الباقون أنّى كان الطريق ...
لم يكونوا يعلمون أنكم رجالٌ .. و لم يكونوا يعلمون أنكم تجاهدون من أجل فلسطين و من أجلها فقط تصومون وتسهرون ولا تنامون...
قُطّعت رواتبكم جميعا و من القادة الزائفون الزائلون بطلب من أعدائكم المنهزمون..و كانت تهمتكم بأنكم تناضلون...
قادةٌ زائفون وواهمون و منحلون في عقولهم ...و قاعدتهم أنتم منها ببراء...و لم تنحن رؤوسكم و لم تتباكون....
لاحقوكم في كل بيت و في كل شارع ...حتى في فراشكم كنتم ملاحقون... و أنتم راقدون في بهوكم في الجنة حتى ملاحقون. .
سبقتكم أمي في الرحيل ...تلك التي كانت تطعمكم حنيناً بصبرها على المرض .. و تتمازحون معها و تحبكم من أجل عيونكم
و عيون من تنتظروه و ما زال حيٌ شَقي في سبيل تكميل ما لم تستطيعوا من إكمال....
كنتم تجالسونها حباً و تواضعاً و جمالاً في عيونكم.........
في عيون جمال ، و من خفّة دمكَ عماد ،و من دماثة خلقك حبيبي أبا غسان، و من إبتسامة الجميل أبا جميل..و أخرون أخرون أحياءٌ و لكنهم حتماً لاحقون.....
كثيرا ما بكت و أبكتنا من أجلكم ..و كثيرا ما مرضت في سبيلكم.... سبقتكم لتبني لكم قصراً بجوارها في الجنة ...
فأنتم الرجال من أجل القصور في جنان الجنان مع الصديقين و الشهداء و بجوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

ذهبتم و ذهبت معك إبتسامتكم المتواضعة الجميلة.... يا أعز الرفاق و أجمل الشهداء....
تعلو أسماؤكم بعد ذهابكم كما تعرفون..و كما تستمعون ...
لأجمل الشهداء نحن باقون
و من أجل دموع عيونكم نحن صامدون...
من أجل عيون المخيم العظيم
و بقايا شهداء السجن العظيم.... .
لعيونكم نغني يا وطن داس على كل الجراح
و ننشد من حنينكم أعذب الكلمات في الأنين.... .
سلام لكم ..و سلام عليكم و سلامي معكم أيها الشهداء الباقون ....
باقون نحن .....صامدون بكم .....إلى ان نلتقي....
و لن ننساكم و لن ننس أنكم الأجمل و الأبهى و الأحلى في عيون الباقين ...و للشهداء الفاتحة...
********








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي