الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 11
القضية الفلسطينية


وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


حسمت القيادة الفلسطينية امر المفاوضات, قبل بدء الانتفاضات في المنطقة, وحددت لنفسها مسار مرحليا من مسربين, الاول محاولة مباشرة لاعادة صياغة مرجعية محددة لعملية التفاوض, اسسها اعتراف الكيان الصهيوني بحدود عام 1967 اساسا للمفاوضات, وثانيها ان تحدد مسبقا عن طريق قرارات تصدر عن مؤسسة الشرعية الدولية الحد الادنى للمستوى الاستقلالي والسيادي الذي يجب ان تكون عليه الدولة الفلسطينية, وقد نال هذا التغيير في منهجية الفلسطينيين في الصراع اسحسان الشعب الفلسطيني الا البعض من اصحاب الاتجاهات الثقافية العاهرة التي تتخفى تحت مظاهر وطنية زائفة يكشفها فعلا تقاطع دائم لمواقفها السياسية مع المواقف السياسية للولايات المتحدة امريكية والكيان الصهيوني,
لم تكن م ت والسلطة الفلسطينية, غير صريحة مع شعبها, فهي اعلنت لشعبنا فتح جبهة جديدة في حرب مستمرة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني, ومنذ البدء اعلنت ان الصراع على هذه الجبهة سيكون طويلا وعسيرا ومتنوع النتائج, بل اننا جميعا كنا نعلم النتائج السلبية لبعض معاركها, حيث يقف الفيتو الامريكي لنا بالمرصاد, كما سبق له ووقف بالمرصاد لمحاولات شعوب اخرى, محاولا ابتزازها لمصلحة نفوذه عالميا, وهذا ما يحصل الان معنا,
لقد ربحنا معركة اليونسكو, ووضعنا وحدة مؤسسة الشرعية الدولية على طريق الانشقاق كما اننا نجحنا في شق وحدة الموقف الاوروبي والعالمي, فنلنا تاييد ثقل الاكثرية العالمية, واستطعنا تحجيم الانفلات الامريكي الصهيوني السابق, فماذا خسرنا هنا, وقد باتت النتائج راسخة رسوخ الجبال,
ومن ثم خسرنا المعركة الراهنة في مجلس الامن, بفعل الابتزاز الامريكي, وهي خسارة قابلة للتغيير في محاولات قادمة لنا على عكس رسوخ نتيجة معركة اليونسكو, ومع ذلك نجد اتجاهات ثقافية فلسطينية عاهرة تشمت بخسارة فلسطين لهذه المعركة بفرح اكبر من فرح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني اللذين يدركون تماما ان فلسطين خسرت معركة ولم تخسر الحرب,
كيف تتقاطع بقلة حياء منقطع النظير مواقف تدعي الوطنية مع مواقف اعداء الوطنية, سؤال نطرحه على اصحاب الثقافة العرقية العنصرية الرجعية بوجهيها القومجي العروبي, والديني الاسلامي, وكيف يفسرون فرحهم اللامتناهي هذا, مقدمين التباكي على الالام الفلسطينية مبررا لموقفهم.
هل تناسى هؤلاء المتباكون على القدس ما قاله في وف عهرهم الشاعر مظفر النواب صادقا. او ما قاله في كشف زيف مواقفهم شاعرنا محمود درويش رحمه الله حيث يتنادون لتحرير الاندلس حين تكون المحاصرة حلب, الا يستحون من امامة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لجهاديتهم, ومن انحدارهم الفكري لمقولة الاسلام الليبرالي هو الحل عوضا عن مقولة الاسلام هو الحل؟
على العكس منهم فان م ت والسلطة لم تكن كاذبة مع الشعب الفلسطيني حتى حين عقد اتفاقيات اوسلو فوصفتها بالمذلة والمهينة, غير انها كانت اضطرارية, وكان امتلاك اساس مادي يحفظ استقلال شخصية الهوية الفلسطينية السياسية هو هدفها, في حين ينكر هؤلاء على الفلسطينيين ثقافيا ومنهجيا استقلال الشخصية القومية الفلسطينية سياسيا فهم لا يرونها الاجزءا من التوسع الامبراطوري الاستعماري العربي الاسلامي القديم, ولكن لا ينكرون ذلك على دولة قطر......او غيرها, فخليفة _نبوة_ محمد ( ص ) القرضاوي يعيش فيها في ظل حماية القواعد العسكرية الامريكية
انهم لا يميزون بين ضرورة ان تكون الديانة الروحانية في فلسطين اسلامية مسيحية يهودية, اما ديانتها السياسية فمن الضرورة الوطنية ان تكون البعلية, وانه اذا فرقتنا الروحانيات السماوية فان روحانية الهوية الفلسطينية يجب ان تجمعنا, وتوحدنا,
ان مسافة مسار التطور الحضاري افلسطيني اكثر عمقا في التاريخ من مسافات الطارئات الدينية السماوية فيه, والتي لم تجلب على اهل فلسطين خيرا, بل كانت جميعها شرا على وحدته واستقلاله وسيادته, ولم يكن هناك فرقا بين شر الحضور الاستعماري الاسلامي او المسيحي او اليهودي في وطننا,
ان شماتة البعض بخسارة فلسطين لمعركة مجلس الامن هي العنوان الرئيسي لغباء فهمه للوطنية والمواطنة الفلسطينية, وهي اشاحة نظر عن دخول سيالامات الارض للقدس التي تدعون فدائها, وهي استمرار لضلال دعوة الامارة على حساب دعوة الاستقلال والسيادة, فعلى ماذا يشمت بفرح البلهاء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا