الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصوت والدمية : شعر

رياض خليل

2011 / 11 / 11
الادب والفن



الصوت والدمية
شعر/ رياض خليل
.. / واريني أرض المنسيات ...
فلقد أصبحت كما الأموات ../ ...
من منا العاقر يامن لاتلدين سوى الأحزان ؟
وأنا المجنون العاشق ...
أسعى نحوك ..
كي نتبوأ مركبة الشمس ...
فيحجم وجهك .. هذا الفارغ .
حين أمد يدي إلى وجهك ..
يتسلل منه الموت إليّ !
أحسك تمثالا ..
لايملك أن يتعاطى إلا الموت .
وأحاول أن أمنحك الحب ..
لعل الروح تعود إليك ..
لعل الفرح المفقود يعود ،
ويزهر في عينيك ..
لماذا لايتفتح وجهك ؟
لا يتضوع عطرك ؟
لايترنم صوتك ياسيدة الحزن
وياسيدة الموت القاسي
ولماذا تنتحر الأحلام
على قارعة الزمن رمادا ..
تذروه الريح ،
فتبكي وتغني وتصيح :
ماأقسى أن يلجمنا العجز ...
ويزمن فينا القهر !
ما أقسى أن نغرق في ظمأ الشوق ،
وفي داخلنا نبع يتدفق !
ما أقسى أن تتصحر روحك ..
لو تدرين ...
وحولك فردوس ..
ما أقسى أن نتضور في معمعة الحرمان
وفي داخلنا الجنة !
ما أقسى أن لا أسمع صوتي ..
وصدى حنجرتي .
أن تهجرني أغنيتي ..
وأحاول أن أحييك ،
وأبعث فيك الدفء .. الروح ..
أحاول ...
ياصاحبة الوجه البارد كالصخر ..
لماذا لايتفتح وجهك زنبقة ؟
ولماذا لاتتوهج فيك الروح ..
فتشرق من عينيك الشمس إلى
عينيّ ؟
كفاك غيابا .. موتا ...
فأنا المجنون بوجهك
هذا الساحر رغم الموت ،
وسوف أظل أغني :
.../ ماتت العصافير فوق الشجر ..
والأغاني التي صاغها الغجر ..
والزمان الذي مضى ...
ربما والذي ينتظر ....
آه .. ياضيعة المغني الشريد !
ما دهى وجهك القريب البعيد ؟
لم يعد في سمائنا قمر ... / ..
حين عرفتك قلت :
سيقبل وجهك كالصيف ،
وينضج عنقود العشق على
دالية التوق ،
فنشرب كأس الشوق .
ونلغي بين فؤادي وفؤادك ..
مايدعى بالحد الفاصل .
ونؤدي رقصتنا عبر طقوس
الفرح المجنون
لكني حين خبرتك ..
لم يقبل وجهك كالصيف ،
ولم ينضج عنقود العشق
وحين لمستك ..
باردة كنت
كتمثال من ثلج
فاجأني موتك ،
وأحزنني أنك من مملكة الأشياء الميتة
ومازلت أحبك ،
وأمارس من أجلك أنواع الحزن ،
وأبكي كالطفل
أضمك كالدمية ،
تسكنني الخيبة واليأس ..
أتألم ،
أصرخ ،
أتساءل :
ماذا أفعل ياسيدتي ؟
ماذا أفعل ، وأنا الميت ..
حين أراك تموتين أمامي ؟
وأنا ... كابوس العجز يكبل جسدي ..
روحي !
قولي شيئا ؟؟
قولي ..
من أين .. وكيف سأبدآ ؟
من أي الطرقات أجيئك ؟
كي أنفخ فيك الروح ..
مغلقة في وجهي الطرقات إليك ،
ومازلت أحبك
كيف سأجعل قلبك ينبض ؟
كيف سأهزم يأسي ؟
حين أشاهد وجهك بين المدعويين
إلى تأبيني .. ياسيدة الحزن
وياسيدة الموت القاسي .

نشرت في جريدة : " الثورة " السورية ، في العدد (4086) ، تاريخ السبت 12/6/1976 ، الصفحة السادسة : ( صفحة الثقافة ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أصدّق!
فرح نادر ( 2011 / 11 / 11 - 12:54 )
مرحبا

لا أصدّق أنني كتبت خاطرة حول شعور دمية
وأنا في سفري
والآن أرسلت لي صديقتي منى رسالة
لم أفهم مضمونها
ولكنها ذكرت اسمك
فقمت بزيارة صفحتك أبحث عن شيء
لأفاجأ بما كتبته حول الدمية

سأعرض خاطرة الدمية اليوم

فعلاً لا أصدّق أنك كتبت
شعورك مع الدمية
وأنا من ناحية أخرى
كتبت عن شعور الدمية نحو الرجل الذي معها
كتبتها بالتحديد بتاريخ 7/11/2011

تابعني

سأعلّق على قصيدتك لاحقًا

اخر الافلام

.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بسبب دهس سيدتين


.. كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال




.. هنا صدم الفنان عباس ا?بو الحسن سيدتين بسيارته في الشيخ زايد


.. إيران تجري تحقيقا في تحطم المروحية.. وتركيا تتحدث عن رواية ج




.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ