الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث نيسانيات- قصص ق جداً

جمال القواسمي

2011 / 11 / 11
الادب والفن


حادث- قصة قصيرة جداً
بعد حادث سير مع سيارة شرطة اسرائيلية، وكان الحق على السائق الشرطي اليهودي، قامت الشرطة بالطنب على الحاج أكرم أبو شرف لأخذ عطوة مني، وقد أشترطت على الكفيل بأن يأتوا إلى بيتي دون بنادق؛ فأتوا دون بنادق، حاملين هراواتهم وخوذاتهم وصاعقاتهم الكهربائية، بجاهة لا تقل عن 30 ألف شرطي و200 ألف جندي، وراح الحادث بتلقيمة فنجان قهوة، وشتائم الناس الذين حشرهم منع التجوال في نصف البلاد. لكني لا أعرف من سطا على كل مراكز الشرطة والقواعد العسكرية ومقرات المخابرات والشاباك وقاموا بسرقة الأسلحة التي هناك.. قيل انهم المستوطنون الذين تحالفوا مع الجنرال دايتون... وقيل انني خططتُ أمر حادث السير مع إيران..
27 حزيران 2010
 
مفاجأة- قصة قصيرة جداً
بعد مدة طويلة قضتها طواقم الجباية والتحقيق في مؤسسة التأمين في التربص بي وتحركاتي وغرَّمتني مبالغ طائلة لأنها أكتشف انني أعمل بالخفية منذ كان عمري تسع سنوات وديوان متضاعفة نتيجة عدم دفع ضريبة السكن (الأرنونا)، فقد أقامت المؤسسة حفلة مفاجأة في مكان عملي في باب الخليل حيث أعمل الآن عتالاً بعربية ذات ثلاث عجلات هذه الأيام، وفاجأوني فقد طلب مني شخصٌ أن أنقل كعكة عيد ميلاد ضخمة واتضح لاحقاً انه موظف جباية في مؤسسة التأمين، وحينما وصلت الى ساحة باب الخليل، كحلوني، والله كحلوني؛ بالفعل فقد قامت فتاة مألوفة الوجه بتكحيل عيني لأكون "فوتوجينيك،" والتقط موظفو مؤسسة التأمين جميعهم الصور لي وأنا أحمل الكعكة، وصوروني وأنا أفتح علبة الكعكة، وصوروني وهم يقرؤون اسمي وتاريخ ميلادي على الكعكة، وصوروني وتصوروا معي منفردين وجماعياً، وسامحوني بكل تعريفة أدين بها للحكومة، وبكل زخة عرق لم تساهم الحكومة بشربها من جبيني وعضلاتي، وأعطوني شيكاً بقيمة خمسة ملايين شيكل، وحساباً بنكياً لم ولن أنجح يوماً في فتحه، وبيت طابو لا يأخذه إلا اليهود، وأخيراً هبة بقيمة خمسين ألف شيكل من وزارة الإسكان الإسرائيلية...
27 حزيران 2010

عملية جراحية- قصة قصيرة جداً
بعد تردد وخوف مزمن من تلقي الخدمة الطبية في مستشفى اسرائيلي، أجريتُ عملية جراحية لزراعة القرنية، وهي عملية لا تستغرق إلا وقتاْ يسيراً؛ وبعد أن تكلَّلت بالنجاح، بتُّ أراهم بشراً مثلنا فأحببتُ أن أدعو جميعَ الأطباء والممرضات وأطباء التخدير والأشعة والتحاليل المختبرية وحتى طاقم الأمن في المستشفى الإسرائيلي؛ وهكذا أقمتُ حفلة كبيرة في بيتي في القدس في سلوان قرب حي البستان، وأتى موظفو المستسشفى الإسرائيلي اليهود جميعاً وشعروا بالأمان من التواجد في قلب قرية فلسطينية، وأكلوا وشبعوا ورقصوا، وحينما غادروا شاركوا في مؤتمر صحفي طالبوا فيه بضرورة تحويل حي البستان إلى حديقة يهودية قومية.. ثم علمنا أن المرضى في المستشفى الإسرائيلي نفسه قاموا بالتظاهر لأنَّ الكادر الصحي الإسرائيلي انتدب كوادر طبية وصحية من مستشفى المقاصد الخيرية بالعمل بدلاً عنهم في المستشفى الإسرائيلي، وقد قام الكادر الطبيبي المقاصدي بإجراء عمليات قلب وقلب مفتوح وقسطرة بالجملة، وخرج المرضى المتظاهرون، يهوداً يهوداً وعرباً يهوداًْ، بأصواتهم المبحوحة والمخنوقة إثر العمليات الجراحية: "لا لإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في حي البستان!!".... "لا لإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في حي البستان!!".... "لا لإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في حي البستان!!"....
حزيران 2010 

جمال القواسمي قاص فلسطيني يعيش في القدس، من مواليد 1966، عمل سابقاً في الترجمة والتعليم؛ له ثلاث مجموعات قصصية: جاي معك 1990، شامة في السماء 1997، هزائم صغيرة، 1998.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال