الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهرزاد لا تنام

أم الزين بنشيخة المسكيني

2011 / 11 / 12
الادب والفن


شهرزاد لا تنام ..
ألف ليلة و ليلة و شهرزاد لم تنم بعدُ..و حكاياها لم تنته .وهذا شهريار يحمل في قلبه ألف امرأة و ألف قصّة و عضو ناقص و عقل زائد و البواقي لم توضع في الحُسبان .ليلة أخرى و شهرزاد لا تأخذها سنة و لا نوم وفي القلب عفريت و في القصر مارد يتربّص بعذراء رابعة لم تأت .كان عليها أن تحكي و أن تحكي ..و كلّما كفّت عن الحكي داهمتها أشباح الذبح و الكفن.بدأت الحكاية من النهاية .هنا المارد لازال حيّا لكنّه غيّر من عنوان حزبه أمّا شهريار فلم يرحل تماما عن البلد بل غيّر قليلا من عباءته و من طريقته في حلق ذقنه .و من بعيد بدا لون الأفق بلا أفق بنفسجي متوهّج من شدّة الفقه .و انتصب شهريار في قلب العرش يوزّع العدل بين أهل نفس الجنس و يحكم طول اليوم بالحقّ ..و جاءت شهرزاد قبل الذبح و أصرّت دنيازاد على أختها أن تحكي ..حيلة أنثى لا يقدر عليها أيُّ ذكر . و حتى لا تموت نطقت شهرزاد بالعجب : " كان يا مكان في حاضر الزمان مارد من الانس و الخمر و الجنس طاغية من أشدّهم بأسا و حمقا استبدّ بأهل البلاد و استباح أرزاقهم و نسائهم ..لكنّ عفريتة اندسّت في فراشه ليلا و دسّت له السُم في الدسم ..و في الغد استيقظت قرطاج على شروق الشمس "قاطعها شهريار غاضبا :"ويحك يا امرأة من لهب لقد قتلتني بقصّتي..اليّ بالكفن ".أجابت شهرزاد في دلال و سحر:"لبّيك مولايا و سيّدي ..بلى كنت أحكي ..و كان المارد مسجونا في حكايتي فلا خوف عليك من عفريتة القصص ، بل هو الليل طال على البلد ..دعني أحكيك حكاية الحمار و الثور ".و لم تنم شهرزاد الى اليوم .و لا زالت تحكي لكلّ طاغية يأتي ..و لا زالت تُلهيه عن الوئد ..لكنّ ماردا آخر طلع عليها من آخر الزمن مُثقلا بالسماوات و بالبخور المُعتّق بصحراء عدن .ضحكت شهرزاد و همست لدنيازاد "هل أصمت أم أحكي ..هذا المارد لا يُحبُّ صوتي .."
و لم يأت الصباح لأنّ الديك نسي كيف ينذر بالفجر المباح ..لكنّ شهرزاد لا زالت تحكي و تحكي كي لا يموت شهريار من غلاء فواتير الغاز و الضوء..
هذي حكايانا نكتبها جميعا بأقلام لا فرق فيها بين الأبيض و الأسود ..كلّ منّا شهرزاد و شهريار سوف يضحك طويلا من شدّة الندم ..كلّ منّا كان كثيرا من العدد و من الغضب و من الحمق ..لذلك صرنا شعبا من شدّة التعب .ما شأن شهرزاد باللقب و النسب ..استوت الارض و اختلطت الجهات الأربع و خرّت في حكايانا جبالنا ساجدة لنا من فرط العجب ..خوذوا حكاياكم مأخذ الجدّ و غلّقوا أبواب الخصام بين أهل الرقص و الطقس و بين اليمنى و اليسرى ..يسّروا على شعوبكم و انزلوا الى جراحكم و أعماق أريافكم ستلقون أقاصيصكم في انتظاركم ..جرّبوا بعض المحبّة و قليل من الحمق الطيّب على أنفسكم سوف تعبرون الظلام دون أن تُصاب عيونكم باللفظ . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب