الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر التأسيسي لتجمع قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي ... خطوة في طريق البديل الوطني الشعبي

نجم خطاوي

2011 / 11 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


المؤتمر التأسيسي لتجمع قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي المنعقد في بغداد في الثاني والعشرين من تشرين الأول , لم يحظ بالاهتمام الإعلامي كما في كل مرة ولسبب بسيط يكمن في انحياز أغلب قنوات الإعلام للجهات التي تمثلها .
لقد تزامن هذا الحدث الوطني الهام مع زمن كانت فيه وسائل الإعلام في العراق وفي محيطه الإقليمي منشغلة بنقل تجليات الصراع بين الكتل السياسية الحاكمة من أجل مزيدا من الاستحواذ والتخندق والإصرار على تفاصيل المحاصة الطائفية والأثينية والمنطقية , مديرة الظهر للجماهير التي صوتت لها , ومتناسية مهمتها الأساسية , وهي خدمة الناس ورقي الوطن .
مؤتمر التيار الديمقراطي الثاني خطوة وطنية جاءت في وقتها المناسب و يرمز إلى كون هذا التيار ببرنامجه الواضح ونظامه الداخلي المعلنين يشكل بديلا لكل الاستعصاء السياسي الذي يرافق العملية السياسية , وسبيلا واضحا للخروج من أزمة الحكم .
إن انعقاده في هذه الظروف السياسية يشكل بداية لحدث سياسي وطني مهم ستظهر تجلياته الواضحة في الفترة القادمة , خصوصا وانه يطرح برنامجا سياسيا وخطة عمل بات المواطن البسيط يفتش عنها لتكون وسيلة لخلاصه من المحنة التي استعصت .
ومن حق الوسط الديمقراطي وعبر امتداده الشعبي وسط جمهرة واسعة من الشخصيات الوطنية المستقلة , وعبر الوطنيين والتقدميين في أحزابه الوطنية وجماهير الشعب التي تساندها ,الشروع في العمل بديلا لكل القوى التي عجزت عن تقديم الأفضل للشعب .
لقد توج هذا الحدث الوطني المنتظر كل تلك الجهود النبيلة والكبيرة , والعمل المثابر والمضني الذي بذله الشيوعيون العراقيون في منظمات الحزب في داخل الوطن والخارج وسوية مع جهود الوطنيين والديمقراطيين في الأحزاب الأخرى والمستقلين , ومن مختلف المستويات الأكاديمية والمهنية , ومن أجل أن يكون هذا البديل الوطني بديلا واقعيا وقابلا للتطور والديمومة .
ومن يطلع على الوثائق التي نشرها المؤتمر قبل انعقاده , والوثائق التي تبناها لاحقا , يجد أن هناك مواقف وأراء سياسية واضحة ومفهومة ومقبولة , ويمكن أن تلف طيفا من الشارع العراقي حولها إذا ما أحسنت في طرق مخاطبة الناس .
لقد باشرت مؤسسات التيار الديمقراطي التي انبثقت عقب مؤتمره التأسيسي باكورة نشاطها وذلك عبر تبنيها مواقف واضحة وصريحة من قضية الأقاليم والفدرالية والاعتقالات , وهو فألا حسنا وضرورة مطلوبة شعبيا . ومن المهم أن يستمر التيار بإيصال وجهات نظره من الأحداث السياسية وبشكل بسيط ومفهوم لجماهير الشعب .
ومن هذا الباب سيكون من المفيد أن ينشط التيار الديمقراطي في مجال الإعلام والنشر والدعاية وذلك عبر التحرك لإصدار صحيفة ناطقة باسمه , ويمكن أن تبدأ بالصدور مرتين في الأسبوع , وعلى أن تصدر يوميا لاحقا . كما يمكن للتيار أن يحاور طيفا واسعا من العراقيين وغيرهم في داخل الوطن وخارجه وذلك عبر فتح موقع الكتروني في الانترنيت . وهنا يسجل للوطنيين والديمقراطيين في هولندا مبادرتهم بإطلاق صفحتهم عبر الانترنيت . ان مفردات برنامج التيار الديمقراطي في مجال الاعلام والصحافة كبيرة ومفيدة ومن المهم الشروع بتحويلها لساحة النشاط والعمل .
هذه الخطوة , واعني انبثاق التيار الديمقراطي العراقي للوجود وبهذا الوضوح والاندفاع , تشكل خطوة وتحولا من فترة الحوار إلى فترة العمل , والذي يتوجب عليه عدم قطع وشائج الاتصال والعلاقة والحوار مع القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية , والتي لم تزل بعيدة عنه في التشكيل ولكنها قريبة منه في الرؤى والأفكار والتوجهات .
هناك ظاهرة ايجابية يمكن تلمسها من خلال الحشد النبيل من الشخصيات الوطنية والأكاديمية المستقلة التي شاركت بفعالية ونشاط في هذا المؤتمر , والتي عليها أن تنشط وتعمل وسط هذا التيار , ليس بصفتها الشخصية والفردية وإنما عبر تنسيقها كوجوه مستقلة وظهورها كتمثيل للمستقلين وسط البديل الوطني الديمقراطي .
إن الشخصيات الوطنية المستقلة ورغم تمثيلها لصفتها المستقلة في التيار الديمقراطي فهي تحظى باحترام قطاعات واسعة من الشعب , ويتوجب عليها إدامة الصلة والتنسيق مع جماهير الشعب هذه , وحثها وإقناعها لان تكون القاعدة الشعبية للبديل الوطني الديمقراطي المنشود .
ويمكن لبعض الوجوه الوطنية والسياسية المعروفة في هذا التيار أن تباشر حوارا مع الشعب العراقي لتحيطه وضوحا عن الأسباب التي دعتها لتكون ضمن هذه الوجهة السياسية وفي هذه المرحلة بالذات .
إن الذي تحقق بانبثاق لجان ومؤسسات التيار الوطني الديمقراطي لا يمكن عده كسبا سياسيا لحزب معين أو لشخصيات محددة داخل التيار , بل انه يشكل انجازا وطنيا وفخرا لكل الذين بذلوا وعانوا من اجل التشكيل . لذلك يتوجب على جميع المخلصين وبكل أطيافهم داخل هذا التيار , وكل الوطنيين المخلصين الذين يعز عليهم ان يروا الوطن ممزقا تائها , ان يستمروا في هذا الجهد الوطني وان يطوروه في المستقبل , مع تجنب الموسمية والرغبات الخاصة .
سيكون هذا التوجه الوطني الشعبي ناجحا في ما لو أحسنت القوى السياسية المكونة له العمل لتقوية هذا التيار ليس باعتباره واجهة سياسية لها , بل بديلا وطنيا مستقلا , وان تفكر بان في قوته ونفوذه قوة وامتدادا لها .
من المهم جدا أن لا يفكر من يريد أن يكون ضمن هذا التوجه الديمقراطي في كون التيار الديمقراطي سيمنحه فرصة سهلة لكي يكون في مجالس المحافظات لاحقا , أو ليكون عضوا في البرلمان العراقي , أو أن يسعى للحصول على غنائم وظيفية عبر تواجده في مؤسسات التيار الديمقراطي .
إن العمل وسط الديمقراطيين الوطنيين هو عمل وطني قبل كل شيء , وهو يخدم بالأساس مصالح الناس , وهدفه إنقاذهم من المحنة والعذاب , وإعلان الاستعداد للعمل المباشر الشعبي .
الأحزاب التي تبنت هذه الفكرة ومعها الشخصيات الوطنية المستقلة , عليها الاستمرار في النشاط والعمل كأحزاب مستقلة , وأن تستمر في دعوة الناس وتثقيفها ببرامجها السياسية , وان تنشط لقوة تنظيماتها الحزبية , وهي طريقة صحيحة ومفيدة للتيار ككل ,لان قوتها تعني أيضا قوته , وبشرط ان لا تتعارض دعواتها ونشاطاتها عن برامج وتوجهات التيار الديمقراطي , وان توازي في نشاطاتها بين دعواتها الحزبية وبين جهدها في الدعوة لبرنامج التيار الديمقراطي الوطني .
هذا التيار الديمقراطي الوطني سيكون شعبيا وفعالا ومؤثرا وجماهيريا اذا ما ابتعد عن فكرة النخبوية السياسية والمثقفة , وذلك بالانطلاق لمد الجسور مع القطاعات الشعبية العريضة , وتبني مصالحها .
ربما من الصحيح أن يبدأ التيار الوطني الديمقراطي في قضية تبني مصالح الجماهير الشعبية والدفاع عنها ومن ثم قيادتها في النضال , ولكن من الصحيح أيضا أن تبدأ قيادات ووجوه هذا التيار بتمارين ثورية أولية سياسية لكي تتعرف عليها الجماهير أولا , وان تقبلها كقوى ممثلة للتيار الوطني الديمقراطي , وتكون كل الخطوات مدروسة وانعكاسا للإرادة الشعبية وبعيدة عن المزاجية ومحاكاة خطاب السلطة أو غيرها من القوى الداخلية أو الإقليمية . .
إن الريف العراقي لا زال مكونا واسعا لأعداد كبيرة من الفلاحين وغيرهم , والذين يشكلون جمهرة واسعة لها الدور الفاصل في نتائج أي انتخابات شعبية لاحقة , ولذلك يتوجب على التيار الوطني الديمقراطي التفكير بإيجاد وسائل وطرق لحوار واسع مع أهل الريف لكسبهم لقضية البديل الوطني الديمقراطي .
ما دام التيار الوطني الديمقراطي قد بدأ في الشروع في مرحلة العمل , فأن هناك مهمات استثنائية تنتظره في توسيع قاعدته وسط الجماهير الشعبية في إقليم كردستان العراق , وان تكون له منظماته الديمقراطية هناك . كما سيكون من المنطقي أن ينشط هذا التيار وسط كل مكونات الشعب العراقي وان يكون معبرا عن تطلعاتها وأمانيها في عراق ديمقراطي وطني اتحادي فعلي .
المحيط الإقليمي للعراق ينشط في دعم العديد من القوى السياسية بأشكال مختلفة ومنها المال , وخصوصا في ظل غياب قانون ينظم عمل الأحزاب في العراق . .
يحدث هذا والتيار الديمقراطي الوطني يكاد يكون الطرف الوحيد الذي ليس لديه من يسانده ماليا , وهذا يستدعي من أطرافه ومكوناته التفكير جديا بالبحث عن وسائل نزيهة ومعروفة للحصول على الدعم , والذي يجب أن لا يكون عبر الهبات كما ورد في وثائق التيار .
إن استقلالية التيار عن الجهات الحاكمة والأحزاب في هذا المجال سيمنحه الاستقلالية والجرأة في مواقفه السياسية وفي علاقته مع الناس .
إن ما مطلوب اليوم من أهل التيار الديمقراطي إيجاد وسائل خاصة بهم في التحرك والعمل وعدم الاكتفاء بالنشاط والحركة من داخل وسائل وإعلام القوى المكونة له , أي بعبارة صريحة هي أن لا يكون هذا التيار كعبء على حزب معين من مكوناته .
الجماهير العريضة في هذا التيار في داخل الوطن وفي الخارج عليها أن تكون مراقبا ايجابيا ومحركا لفعالية ونشاط مؤسسات التيار الديمقراطي , وان تتحمل لمسؤولياتها , وعلى الهيئات القيادية في التيار أن لا تعاملها كجهات متلقية للبيانات والمواقف , بل كمؤثرة ومهمة في صنع المواقف
وهذه القضية تتطلب الوضوح والشفافية في عمل منظمات التيار الديمقراطي المختلفة , وترتيب أشكال وصيغ وآليات علاقاتها مع المنضوين والمؤيدين لمشروعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة