الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمار والوردة

رياض خليل

2011 / 11 / 12
الادب والفن


رياض خليل :
الحمار والوردة
هل من لغة مشتركة بين الحمار والوردة ؟ كيف يتذوق الحمار جمال الوردة ؟ كيف يفهمها ويتعامل معها ؟
لو قدمت وردة لصديق ، فسوف يقدر تصرفك ، ويعتبره تعبيرا عن التعاطف والمحبة والإخلاص والتضامن والوفاء والاحترام والتقدير للعلاقة المشتركة بينكما . تقديم الوردة هنا هو بمثابة قصيدة رومانسية ، إنسانية ، هو بمثابة تعبير بليغ عن الوجدان السامي ، عن الود والمشاركة ، إنه رواية ، حكاية بحجم الحياة والكون الإنساني الراقي المتحضر المتمدن . إنه لوحة تعبيرية تلخص الفطرة الإنسانية التي تنتصر لغريزة الاجتماع والتعايش .
أما أن تقدم الوردة ، أو باقة الورود لحمار أو لمجموعة حمير ، فسوف يأكلونها ، وسوف يهزأون منك ومن تصرفك ، ويسخرون من غبائك ، وضعفك ، وسيعتبرونك جبانا .. شحاذا .. ذليلا .. لاتستحق إلا أن تداس وتسحق ، وتعتقل ، وعليه فإن لغة الورد لاتلتقي مع لغة الحمير ، بل تتناقض معها تناقضا تناحريا حادا ، وربما دمويا ؟ فما الحل ؟
إن كنت تود أن توصل رسالة للحمار عبر تقديم باقة من الورد .. فأنت تخطئ الطريق والهدف والعنوان ، لأن الحمار بكل بساطة لايفهم لغة الورد كما نفهما نحن ، إنه يفهم أنها للأكل فقط ، لذا أنصحكم بالبحث عن لغة أخرى للتعامل مع الحمير ، لغة لطالما فهمتها ، واستمتعت بها ، وسيست بها ، إنها لغة العصا ؟ بالعصا تسوسها وتتحكم بها وتسيطر عليها وتروضها ، وإن كان لابد من تقديم شيء آخر لها ، فليكن البرسيم والفصة والشعير .. وليس الورد ، وبهذه اللغة التي اعتاد الحمير عليها ، نتمكن نحن أن نمتطيها ونركبها ونحمل عليها ، وليس العكس ، لايجوز وليس من ا لطبيعي أن تمتطينا الحمير وتركبنا وتروضنا وتخضعنا ؟ هذا مخالف لمنطق التاريخ والخبرات البشرية والتجربة ، علينا أن نثور ضد سيطرة الحمير علينا , وأن نبني نظاما جديدا ، لاتحكمه الحمير ، بل الإنسان العاقل والقوي ، انتبهوا : القوي ، لأن العقل غير القوي ، أو ا لذي لايمتلك القوة الملزمة والرادعة ، لامكان له في عالم الحرية والعقلانية ، و العقل العاجز المفتقر للقوة ، لن يتمكن من بناء نظام حضاري إنساني حر وعقلاني ، انتبهوا : القوة أساس الحق والعفل والمنطق ، القوة هي الذراع الضاربة الفولاذية للحق ، القوة هي السلاح الأمضى للحق ، به يدافع عن وجوده وسلطته وحياته وبقائة ، نعم الحق يجب أن يكون عاقلا .. ولكن يملك أظافر وأنياب وأسلحة للدفاع عن نفسه ضد الباطل الغاشم ا لأعمى المتوحش والمدمر لكل شيء في الحضارة ، ولاسيما الحياة نفسها ، عبر تدمير مقوماتها : الحرية والعقل والغرائز الطبيعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة