الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي ساتر لسوءة العرب بعد سوريا!

سامي جاسم آل خليفة

2011 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال لم أجد لمقالي هذا أوضح منه للتعبير عن فضيحة بعض العربان الذين يجاهرون بعوراتهم ليل نهار للنيل من عفاف وقداسة سوريا الأسد تحت شعارات الشرف والكرامة والشهامة العربية التي شاهدنا صورها في استباحة دم الأبرياء والتمثيل بجثثهم من قبل مجموعات مسلحة إرهابية و تحت حماية من جامعة الدول العربية التي ظهرت لنا بوثيقة الحماية والولاية الشرعية لتلك الفئة الباغية على سوريا المقاومة والتي للأسف أجد أنها وثيقة البداية لمخطط الاعتداء على أرض وشعب سوريا وليس كما يتصور أنها مبادرة للتهدئة والاستقرار وإني لأعجب من موافقة الحكومة السورية على تلك المبادرة وتأمين العفو للمسلحين ممن عاثوا فسادا وتخريبا وهي من ذاقت وما زالت تذوق نار وسموم المجموعات المسلحة وإرهاب الفتاوي وكان حريا بها أن تبيد تلك الجرذان أينما تواجدوا فلا نريد بياضة تفرخ إرهابيين قتلة دم السوري عندهم أرخص من قيمة تنكة زيت من إدلب.

يمكنني القول إن موافقة سوريا على تلك المبادرة العربية قد أعطت دول آل عرب وآل وصال فرصة التدخل في شؤونها الداخلية عبر مبادرات وأوراق عمل أقل ما يقال عنها إنها صكوك غفران لمجموعات إرهابية تكفيرية نصبت الكمائن وروعت الآمنيين وأزهقت الأرواح كما أن تلك الموافقة منحت الشرعية لمسلحي العرعور وغليون وإدلبي وزادت من وتيرة الهجمة الإعلامية ضد سوريا والتي بدأنا نرى ملامحها قبيل عيد الأضحى في تعالي الأصوات لتجميد عضوية سوريا وفرض حظر جوي لحماية القتلة وقطاع الطرق.

إن الجامعة العربية التي هبت مسرعة لنجدة القتلة وقطاع الطرق هي نفسها التي تجاهلت وتتجاهل ثورات عربية أخرى وتقف موقف المتفرج الذي يرقص على الجراحات وعذابات الناس ولعل الثورة اليمنية ليست ببعيدة عنها لكنها تغض الطرف عن إباحية حاكم يقتل ويقصف الأبرياء وتسارع لنجدة وحماية عشرات من السفاحيين القتلة ممن ينكلون بأبناء سوريا ويستبيحون دماءهم دون إنسانية وفي نفس الوقت تريد كف يد الحكومة السورية عن حماية مواطنيها وإحلال الأمن والاستقرار في ربوع المدن والمحافظات السورية.

ذلك الموقف المتناقض للجامعة العربية هو وصمة عار على جبينها وسيبقى مشروعها تجاه سوريا حمل سفاح لشرعية مزيفة تدان عليه وستحاكم من قبل التأريخ لمساهمتها في وأد المقاومة العربية المتمثل في الكرامة السورية ووقوفها بجانب التكفير والإرهاب المسلح الذي يرفض السلام ويعشق الدم والذبح من أجل إرضاء الحقد الأعمى الذي يقبع في صدورهم قبل كتبهم فهم الإسلاميون والديمقراطيون والعادلون وأصحاب الفتاوي والنبلاء وما عداهم فهو درزي وشيعي وعلوي ومسيحي ونصيري يجتمعون كلهم تحت عباءة الكفر والضلال لنظام الأسد ولهذا يريدون إسقاطه وليس كما يروجون للحرية والعدالة.

السؤال الذي يبقى مطروحا ماذا سيستر سوءة العرب إن ذهبت سوريا ضحية لبراثن الناتو تحت عباءة العاهرة العربية وتصفيق من رجال الدين التكفيريين وأصحاب بلَغني وعلى رأسهم مفتي الناتو الشيخ النتواني آسف أقصد القرضاوي التي لا تمر جمعة دون دعوة أو خطبة من فضيلته يتناول فيها الشأن السوري ويدعم فيها القتلة والسفاحيين ممن تناثروا لقنص الأبرياء في حواري حمص ودرعا.

إن الإجابة على ذلك السؤال تبقى مفتوحة وخياراتها كثيرة وللقارئ الحق في تصور ذلك لكن الأهم بالنسبة لي أن البقية الباقية من كرامة الصراع العربي الإسرائيلي ستنتهي في أول لحظة لهجوم الناتو وسيجد العربان المتآمرين أنفسهم أسارى الخنوع والإذلال والاغتصاب المتوالي ولن يجدوا بين ظهرانيهم غير ناقة خريش أو جمل أجرب ثم ماذا لاشيء غير الهوان والضعف وبداية حلقة جديدة من استعمار الفكر الإرهابي التكفيري الذي يرفض الآخر المسالم والمخالف ويتناغم مع غايات العدو الإمبريالي والصهيونية العالمية وسنجد البعارين الإرهابية يمضغون اللحي على أبواب دمشق فرحين بتفجير الكنائس المسيحية وهدم المقامات الشريفة ومنع الحريات في ربوع سوريا وإحلال ثقافة الكراهية والدم في نفوس السوريين تحت مظلة الإمارة العرعورية الغليونية وحكم الصبية المتأسلمين ممن يستلذون بالحقد والضغينة على كل ما هو إنساني ونبيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال واحد
نجدي ( 2011 / 11 / 13 - 07:33 )
هل النظام السوري نظام ديمقراطي؟

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -