الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تتصاعد خلافات وجهات النظر في قلب موجة الاعلام الطاغية الان حول احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران, واهم ما نجحت فيه حتى الان موجة الاعلام هذه, هي انها رسخت قناعة اقليمية وعالمية بشرعية توجيه ضربة عسكرية لايران تحت تبرير منعها من امتلاك السلاح النووي, ونجحت في فرض عزلة سياسية واسعة على ايران اقليمية وعالمية, لا يخترقها الا قلة دولية تتقدمها الصين وروسيا.
مشكلة اختلافات كثير من وجهات النظر حول احتمال توجيه الضربة العسكرية, هي انها تقيم امكانيتها تبعا لوزن عامل سياسي ثانوي, يتمحور حول محدودية ونسبية نجاح الضربة العسكرية في تدمير منشات ايران النووية, نظرا لمحدودية القدرات التقنية العسكرية على التعامل مع حجم المشروع النووي الايراني وشكل وجوده على الارض, في مواجهة الاخطار التي سيجرها على المنطقة في صورة توسيع نطاق الاضطرابات عسكريا واجتماعيا,
من الواضح ان وجهات النظر هذه تعاني من خلل كبير في تقييم حجم العملية العسكرية المحتملة, طالما انها تحصر هدفها بمنشات ايران النووية ولا ترى انها تتعلق بمصير كامل النظام في ايران, وانها تبعا لذلك تتصور جزءا فقط من سيناريو حجم العملية العسكرية المحتملة. لا يقبله في الواقع المنطق.
ان مدخل تفنيد هذه الرؤية التي حدد الاعلام الغربي لها هدفا وهميا ( تدمير المشروع النووي الايراني) يبدأ من ادراك ان العمل العسكري الغربي ضد ايران سيكون ضمن اطار الصراع الاقتصادي الاسيوي والغربي, وجدلية تفاعل السياسي والاقتصادي في هذا الصراع, فالتوسع الاقتصادي يمهد لتوسع النفوذ السياسي, وتوسع النفوذ السياسي يمهد لتوسع السيطرة الاقتصادية, ولربما لنا نتيجة اخر الاعمال العسكرية في ليبيا دليلا يؤكد هذه الحقيقة, فكانت نتيجة اسقاط نظام القذافي ان انطوت ليبيا سياسيا واقتصاديا في اطار السيطرة الغربية واخرجت من اطار النفوذ الصيني الروسي,
ان المسالة الرئيسية في منظور الموقف الغربي من ايران اذن لا يتعلق بمشروعها النووي بل بموقعها وحركتها اساسا في الصراع القومي, وهو يتعزز بحجم مقدراتها الاقتصادية التي تتمتع استقلاليتها بشروط تحجم مقدار استفادة الاقتصاد الغربي منها, وكذلك بخطر حركتها السياسية المناوئة للنفوذ الغربي في الشرق الاوسط والخليج اخطر مناطق الكرة الارضية اقتصاديا ومواصلاتيا,
ان حجم المطمع الغربي في ايران اذن, لا يستجيب له النيل من راس المشروع النووي الايراني, ولا يخدمه توجيه ضربة عسكرية محدودة تصيب هذا المشروع فقط, بل المطلوب هو استقلال وسيادة النظام الايراني كله والذي لا تستجيب له سوى ضربة عسكري حجمها قادر على تحقيق هذا الهدف.
ان السيناريو الوحيد القادر على تحقيق هذا الهدف لا يمكن ان يكون بجهد منفرد لقوات اجنبية غازية, ستدفع لا شك تكلفة عالية ربما لا تستطيع قدراتها الاعلامية على تبريرها امام شعوبها, ولذلك فان السيناريو الاكثر احتمالا هو محاولة الجمع بين ضربة عسكرية اجنبية ذات حجم يسمح بتضخيم تفاعل التعارضات والتناقضات الايرانية الداخلية, حيث تتولى الاجندة الغربية هنا دعم واسناد وتسليح المعارضة وصولا لاسقاط النظام الحاكم في ايران, لذلك نجد الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها مصرون على تاجيل توجيه الضربة العسكرية لايران الى ما بعد سحب قواتهم من العراق, خشية الانزلاق الى حرب برية تكون خسائرهم بها فادحة, وهم في نفس اللحظة يعملون على تصعيد انهاك ايران اقتصاديا بالعقوبات, ليس من اجل اضعافها عسكريا بل من اجل تصعيد حدة خلافاتها الداخلية, وعزلها السياسي عالميا من اجل تفكيك تحالفاتها الخارجية التي يمكن ان تكون منفذا لها,
ان توقيت الضربة العسكرية لايران يحدد اذن اي سيناريو سيؤخذ به, وفي هذا النطاق يختلف موقف الكيان الصهيوني عن الموقف الامريكي اوروبي,
فالكيان الصهيوني يعلن عدائه لاحتمال التفوق الايراني في المجال النووي, وهو لا يعلن هعداءا لطبيعة النظام الايراني نفسه. بل على العكس, فان من مصلحته الاستراتيجية وجود النظام الايراني المزعج للنفوذ الغربي خصوصا لامريكي الاوروبي في المنطقة لانه عامل تخفيف ضغوط على الكيان الصهيوني, تماما كما هو وضع النظام السوري بالنسبة له,
كما ان الاهم بالنسبة للكيان الصهيوني الان هو التخلص نهائيا من مبدأ الارض مقابل السلام, ومبدأ حل الدولتين في مشروع تسوية الصراع مع الفلسطينيين, لان تسوية الصراع على هذا الاساس يعني اغلاق الطريق على الاستراتيجية الصهيونية في التخلص من النفوذ الغربي والتحول الى مركز استعماري عالمي مركزه منطقة الشرق الاوسط.
ان الكيان الصهيوني يضع الموقف الغربي امام خيار اما ان تخضع لابتزازه وتستجيب لطلباته الاستراتيجية, او ان يبادر لاشعال حرب مع ايران في غير التوقيت المناسب للغرب, الامر الذي اضطر الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الى تصعيد موقفها المعادي للتوجه الفلسطيني نحو تدويل الصرع, على اعتبار ان دفع تكلفة المسالة من الفاتورة الفلسطينية هي سمة من السمات التاريخية للخصوصية الفلسطينية, وهنا يمكن لنا ان نفهم لماذا هذا الخروج الفلسطيني عن المنهجية المعتادة واصرارها على العناد في طرح الصراع على طاولة التدويل ومؤسسة الامم المتحدة, بهدف تحجيم المدى الذي يمكن ان يصل اليه الابتزاز الصهيوني والمدى الذي يمكن ان يصل اليه الخضوع الغربي لهذا الابتزاز, والذي يفسر ايضا اصرار القيادة الفلسطينية على اعتبار الولايات المتحدة واوروبا اصدقاء للشعب الفلسطيني رغم عداء مواقفها الشديد لمسار التدويل,
ان الموقف الغربي الان هو بين السندان الفلسطيني والمطرقة الصهيونية, اما الموضوع مجال التشكيل قي هذه العملية فهو مصير النظام الايراني,
ان موقف القيادة الفلسطينية ( م ت والسلطة) اثبت ان قراءته سليمة لما يحدث حوله, وباصراره على موقفه اثبت ان قادر على التاسيس لنتائج استراتيجية سليمة وحاسمة تتعلق بالمصير الفلسطيني, وهو قطعا يحتاج منا كل تاييد والتفاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبرر موجود
جميل مزوري المانيا ( 2011 / 11 / 12 - 23:29 )
اعتقد مبرر ضرب ايران موجود لان ايران دولة لها اهداف توسعية وقد تعتدي على اي دولة في الخليج العربي يوما ما وتهددها بالسلاح النووي اذا ما حصلت عليه’ وايضا تهدد مصالح امريكا في المنطقه بالرغم اي ضربه لاايران ستكون لها عواقب كبيره على المنطقه نعم ضبها سهل ولكن ايقاف الحرب صعب جدا


2 - الاخ جميل
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 11 / 13 - 07:21 )
تحية واحترام
في المقال لا ننفي وجود مبرر لضرب ايران عسكريا, بل نؤكد على وجود مبرر اكبر من مبرر المنشات النووية , وهو مبرر محاولة السيطرة على مقدرات ايران الاقتصادية والسيطرة على حركتها في الصراع العالمي, كما اننا نرفض الصورة الاعلامية التي تعرض ضربة عسكرية محدودة ونقول ان الضربة العسكرية ستكون اكبر وسيكون هدفها راس النظام الايراني كله
ما يهمني هنا هو قراءة الاثر الذي سيتركه ضرب ايران عسكريا على الوضع الفلسطيني, ولذلك تراني اؤيد مسار تدويل الصراع مع الكيان الصهيوني في نهاية المقال
تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح