الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما وعقدة لون بشرته

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2011 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



أثبت الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه أسوأ رئيس أمريكي، على الإطلاق، عبر سلسلة سياساته الخارجية، والتي لم تنم إلا عن ضعف شخصيته وهزالها أمام مراكز الضغط داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكي.
الطريف في الأمر، وبالتحليل النهائي، فإننا لا نجد سببا لضعف هذا الرئيس سوى عدم قدرته على الخروج من العبء التاريخي والنفسي الذي لحق بالملونين الأمريكيين، عبر سوّق الأفارقة إلى أرض العالم الجديد، رغم أن تاريخ إستقدامهم، كعبيد، إلى القارة الأمريكية، يقترب من تاريخ إستيطان الرجل الأبيض لهذه القارة.
فلو تتبعنا سنوات حكم هذا الرجل الملون البشرة للبيت الأبيض لوجدناها تتسم بالضعف والتردد في عملية صنع وإتخاذ القرار، قياسا لقرارات وسياسات من سبقوه من الرؤساء الذين حكموا البيت الأبيض؛ وكل هذا في رأيي، ليس له من سبب سوى حالة عقدة اللون التي يعيشها هذا الرجل في داخله، والتي أحسنت مراكز صنع القرار وقوى الضغط داخل ادارته وخارجها في استغلالها ضده، وخاصة فيما يتعلق بقرارات سياسات الولايات المتحدة الخارجية، والموجه منها ضد الدول العربية وقضاياها على وجه الخصوص.
ولعل أغلبنا مازال يتذكر الشريط المصور الذي بثه المكتب الاعلامي للبيت الأبيض، والذي يصور اوباما وأفراد عائلته في ذهابهم وعودتهم لقداس أحد آحاد رئاسته، دفعا لتهمة إنتماء أحد عروقه للاسلام، تلك التهمة التي حاججته مراكز الضغط بها وعدتها مبررا (لتساهله) مع العرب في سياساته الشرق الأوسطية.. وهي أيضا التهمة التي صارت تسوطه بها اسرائيل من أجل التخلي عن حل الدولتين الذي نادى به في بداية دخوله للبيت الأبيض كحل لإنهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. كما إنها هي التهمة عينها التي استغلت ضده من أجل شطر دولة السودان العربية إلى دولتين على أساس طائفي صرف يتجاوز حقائق الجغرافيا والتاريخ والانتماء العرقي للشعب السوداني... ومازال الوضع مفتوحا لإجراء مماثل مع دارفور أيضا.
وبالمقارنة مع سلفه، سيء الذكر والعمل (جورج بوش) نجد أن بوش لم يعاني مع مراكز الضغط، ولم يعش أي أزمة تراخي معها، ولم يضطر لتقديم أي من التنازلات (المعنوية) التي قدمها اوباما الأسود، وفاز بولاية ثانية بصلف وعنجهية لا تتوفر حتى لراعي البقر الخارج على القانون.. فهل يبقى أمامنا، والحال هذه، من سبب نعيد إليه ضعف اوباما الأسود غير عقدة لون بشرته الراكزة في لاوعية (وهي ثقافة أصيلة في حياة المجتمع الأمريكي الأبيض في التعامل مع أمريكيي الاصول الأفريقية، رغم جميع تبجحات هوليود في إظهار العكس) والذي أورثه شعورا مفضوحا بالدونية تجاه بياض من يحيطونه من مساعديه في البيت الأبيض وفي اسرائيل، وأشباح مراكز الضغط التي ترافقه إلى غرفة نومه وأحلام سرير نومه، التي صبغها لون بشرته بكوابيس التهديد بطرده من فخامة ووجاهة المكتب البيضاوي الذي يتوسط البيت الأبيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتقادات واسعة لأداء بايدن أمام ترامب في المناظرة الرئاسية


.. الأسد يبدي انفتاحه لتحسين العلاقات مع تركيا




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي: جنودنا مصممون وملتزمون بمهمة حماية


.. صحيفة لوموند: مفتاح السلام يكمن في مرحلة ما بعد نتنياهو




.. اللواء فايز الدويري يحلل العملية العسكرية الإسرائيلية في حي