الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على جدار الثورة السورية - رقم 13 - شيء من التاريخ القريب ؟ دمشق الصمود في العهد الفاطمي ؟

جريس الهامس

2011 / 11 / 12
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


على جدار الثورة السورية رقم 13 – شيء من التاريخ القريب .؟
دمشق – الصمود -- في العهد الفاطمي :
رأينا في القسم الأول كيف غدر تحالف التجار وبعض رجا ل الدين الذين أطلق عليهم ( الأشراف ) غدروا بشبان دمشق الذين نظموا الدفاع عن مدينتهم بقيادة منظمة ( الأحداث ) وفتحوأبواب مدينتهم لجيش الغزاة الفاطميين القادم من مصر ,لكن الأحداث لم يستسلموا ورأينا كيف فرّ زعيمهم الأول ( أبو إسحق بن عصودا ) إلى العراق والخليج مستنجداً بالقرامطة الذين لبوا طلبه وأرسلوا جيشاً حرّر دمشق من الفاطميين الغزاة وقتل قائدهم ( إبن فلاح ) وبلغ الصراع بين الفاطميين والقرامطة القمة عند ما حاول الخليفة الفاطمي / المعزلدين الله عام –363 ه / 973 م استعادة دمشق وعين السفاح( ظالم بن المرهوب ) والياً عليها ,الذي أوقع الحرائق في أحياء المدينة دون جدوى قال إبن القلانسي في تاريخ دمشق ج1 ص93 ما يلي ( وهنا تدخل المعز فأوعز إلى واليه على طرابلس الشام بالقدوم إلى دمشق للمساعدة على حل مشاكلها -- أي تركيعها -- لكنه هذا الوالي أمر بصرف القوات الفاطمية من المدينة , ولم يجد حلاً إلا بالتفاهم مع منظمة الشباب / أحداث دمشق / الذي أحكموا قبضتهم على المدينة وتسيير أمورها .. وكان زعيم الأحداث في هذه الاّونة عامياً عرف بإسم / إبن الماورد / . وكانت منطقة الباب الصغير هي نقطة تمركز الأحداث أو لنقل مكان معسكرهم .)
في هذه المرحلة كانت خلافة بغداد رهينة بيد العسكريين الأتراك والفرس وغيرهم يخلعون هذا الخليفة ويعينون غيره ففي عام 974 م خلعوا الخليفة المطيع لله وعينوا ولده الطائع ,,لذلك هاجر بعض العسكريين الأتراك مع جنودهم بغداد واتجهوا نحو دمشق والقاهرة وغيرها وكان القائد التركي ( ألبتكين ) مع جنوده من نصيب دمشق كان عسكرياً محترفا ( الدكتور زكار المصدر السابق ص98 ) ساعد الأحداث ورتبوا الأمور ونظموها في المدبنة ... وكان زعيم الأحداث الجديد قد أصبح وفق معجم البلدان لياقوت الحموي ( رجلاً عامياً يدعى قسّام التراب – أو قسام الحارثي – من قرية تلفيتا – شمال غرب دمشق من قوم من العرب يقال لهم الحارثيون ) وتلفيتا الضاحية الغربية لبلدة صيدنايا , وأجمعت المصادرالتاريخية أن هذا البطل كان عاملاً ينقل التراب على الدواب لحدائق المدينة , إنضم للأحداث وأخلص في الدفاع عن دمشق فاختاروه رئيساً لهم ..
وفي القاهرة توفي الخليفة الفاطمي المعز دون تمكنه من الهيمنة على دمشق .. خلفه إبنه العزيز , فبدأ عهده بإعداد جيش عرمرم لإخضاع دمشق وجعل على رأسه / جوهر الصقلي/ قا ئد الجيوش الفاطمية الذي إحتل مصر ,, وأمره أن يسترد دمشق بأي ثمن ..لإبعاد خطر القرامطة منهما كلفه الأمر , لكن جوهر وجيشه هزم أمام أبواب دمشق ودفاعاتها التي نظمها شبان منظمة ( الأحداث ) وقائدهم الجديد / قسام الحارثي إبن بلدنا – تلفيتا – في القلمون الجنوبي كما رأينا وبمساعدة قرامطة الإحساء والبحرين والقائد التركي / ألبتكين / وتمكن جيش دمشق بمساعدة هؤلاء إلحاق الهزائم في جيوش الفاطميين وألحق بها العار في أكثر من معركة ,,الأمر الذي أرغم الخليفة الفاطمي العزيز للخروج بنفسه لاحتلال دمشق ومجابهة المدافعين عنها الأبطال من الأحداث وحلفائهم القرامطة ,وبعد جهود مضنية ودفع كميات كبيرة من الذهب لزعماء قبيلة طي العربية التي كانت تقيم في شمال فلسطين لتسمح له بالمرور والمساعدة ..كما عقد إتفاقية سرية مع القرامطة يدفع لهم مبلغاً كبيراً من المال سنوياً مقابل تسليمه القائد التركي ألبتكين ,, فحمله معه إلى القاهرة مدعياً النصر وهو لم تطأ قدمه دمشق ولم يدخلها كان ذلك عام 978 م ..
وعاد إلى مصر دون أن يحاول إحتلالها..قال المؤرخ القدير سهيل زكّار (. وهكذا حافظت دمشق على إستقلالها .. وإستطاع قسّام وأحداثه تنظيم أمورها وإدارتها فضبطوها ضبطاً جيداً , وقام قسّام بمراسلة الخليفة العزيز,معترفاً إسمياً بسلطانه ودفعه عن دمشق وأراد خداعه ..وتظاهر العزيز بالرضى ..لكنه مالبث أن جرّد جيشاً جديداً أرسله لإحتلال دمشق ولم يتمكن مرة أخرى من تحقيق أمنيته . فإضطر إلى الإنسحاب راضياً بتعهد من البطل قسام - يتعهد فيه بأنه لن يسلم دمشق لحاكم يدين بالطاعة للعباسيين ) -
وهكذا أدار قسّام ومنظمته المتحدة منظمة الشباب ( الأحداث ) بحنكمة سياسية فطرية ,, لعبة الحرب والسلم بذكاء خارق ونظرة ثاقبة بين حقول الألغام والطامعين في المشرق من كل حدب وصوب ..
وساد الهدوء والأمن على هذه الصورة حتى عام 371 ه – 981 م حسب ماجاء في تاريخ القلانسي – حيث جهز الخليفة الفاطمي جيشاً جديداً لإحتلال دمشق .بعد فشل أساليب تركيعها المختلفة مثل تجويع الناس بقطع المؤن والتجارة عنها ,, وتحريض البدو على غزوها ونهبها في سبيل إسقاط حكم الأحداث وزعيمهم قسّام ..
ووصل الجيش الفاطمي دمشق فحاصرها طويلاً دون جدوى ولقي مقاومة شعبية عنيفة حتى كاد العودة من حيث أتى ؟؟ لكن تجار دمشق وأشرافها تواطؤوا مرة أخرى ضد الأحداث وأحدثوا إنشقاقاً في صفوف أهل المدينة أجبرالقائد قسّام على إلقاء السلاح – لأنه رفض الإقتتال الداخلي / أي الفتنة / وهكذاتمكن الفاطميون من دخول دمشق غيلة مع بقاء الإدارة المدنية والإجتماعية بيد الأحداث وقال -- القلانسي -- في تاريخ دمشق ( وظل الحال هكذابين أخذ ورد حتى عام 388ه –998م حيث تمكن الفاطميون من دعوة زعماء الأحداث إلى وليمة غدر .وجعلوهم فيها طعمة للسيوف .. وظنوا أن حكمهم توطد في جنوب الشام ولكن إلى حين فقط ص 94 ) -
ثم حاول الفاطميون إحتلال حلب فأخفقت جيوشهم بفضل دفاع حكامها الحمدانيين عنها, وبفضل حماية الإمبراطورية البيزنطية لها لرغبتها أن تكون دويلة صغيرة تحت حمايتها على حدودها الجنوبية ..
ثم سيطرت جنسيات مختلفة في قيادة الجيش الفاطمي كالفرس والترك والديلم والبربر والزنوج ..وغيرهم الأمر الذي شكل عامل تفكك وتناحرأدّى لتفسخ وضعف الخلافة الفاطمية التي كان مصيرها كمصيرسابقتها الخلافة العباسية ..
وبعد وفاة العزيز عام 996 م خلفه إبنه المنصور – الذي لقّب ب – الحاكم بأمر الله - الشهير بحماقاته ونبواته ونوادره وتناقضاته, ومجازره ضد الشعب الثائر ضد نظامه --- كأن بشار الأسد منسوخاً عنه , من حيث قدراته العقلية وألاعيبه ولؤمه وولوغه في سفك الدماء ---,وزعم بأن الله حل فيه ثم إختفى مضيفاً مذهباً باطنياً جديداً للمذاهب الشيعية والإسماعيلية ...؟ له أنصاره حتى اليوم مع الأسف ,,وحلت محله أخته " ست الملك "" وكان ذلك عام 1021 م وانحدرت الدولة الفاطمية نحو الخرافة والأسطورة أكثرفأكثر وتمزقت وحدتها وعم الفقروالنهب والمجاعات والنكبات المختلفة والثورات في حين كانت طلائع الغزو الأوربي (الصليبي- الفرنجي ) تجتاز البوسفور والدردنيل متجهة لإحتلال المشرق العربي ونهبه وخصوصاً دمشق و بيت المقدس وبلاد الشام كلها تحت راية دينية أخرى..حتى تمكن القائد الشجاع "" صلاح الدين الأيوبي ""والعبقري في عدالته ومحاربة العنصرية القومية والدينية القاتلة التي كانت سائدة أّنذاك , كما هي اليوم مع الأسف ,, حتى تمكن من توحيد المتناحرين على الكراسي والطامعين للجاه والمغانم حول تحرير الوطن والإنسان وقاتل الجميع تحت لوائه حتى التحرير الشامل وعندما دخل القدس وبجانبه القائد عيسى العوام محرر عكا من الصليبيين لم يوزع أملاك المحتلين على جنوده الفاتحين كما جرت العادة بل وزعها على سكان المدينة المسيحيين والمسلمين بالتساوي إكراماً لوحدة نضالهم.ضد المحتلين الذي اضطهدوا المسيحيين وكنائسهم أكثر من المسلمين . وعندما دخل مدينة إنطاكية مركز مسيحيي الشرق كان يتأبط يد البطريرك العربي الشرقي الذي طرده الصليبيون من مركزه وعينوابطريركا لاتينيا من الفاتيكان مكانه .. ولهذا البحث تتمة بعد تحرير سورية من المحتل الداخلي الأسدي المجرم . ومن المحتل الخارجي ألذي أوصله لإغتصاب السلطة من الشعب وما زال يحميه ومن تجار المعارضة وسماسرتها القدامى والجدد الذين خدم معظمهم الإستبداد وأطالوا عمره على أشلاء شعبنا ووطننا مع الأسف ..؟
لاهاي –12 / 11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل