الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مصر الضباط الاحرار الى مصر الشباب الاحرار!

رزاق عبود

2011 / 11 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من مصر الضباط الاحرار الى مصر الشباب الاحرار
تكررت،كثيرا، مقولة، ان ثورة الضباط الاحرار في يوليو/تموز 1952 انقلاب عسكري اصبح ثورة بعد ان تبنته الجماهير. وان ثورة الشباب، والشعب المصري باغلبيته الساحقة في 25 يناير/كانون الثاني2011 ثورة شعبية "دعمها" الجيش. وهو ذات الجيش، الذي كان يدين بالولاء الكامل لحسني مبارك. هو ذات الجيش، الذي خطط مبارك لاستخدامه ضد الشعب لكن الجنود رفضوا ذلك. انهم الان ينفذون مطالب الثوار واحدا بعد الاخر. بعد ان نفذوا مطلبهم الرئيسي في ازاحة مبارك عن السلطة تحت اسم التنحي. او تسليم السلطة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة . حسب السيناريو الذي رسمه الامريكان بسبب علاقتهم المتينة مع كبار ضباط الجيش. لكن الاصرار الشعبي،كان ولا زال، على اسقاط النظام، وليس اسقاط الرئيس فقط. ان مطالب ثورة الشباب، التي التف حولها الشعب المصري، وتبناها، كما اثبت ذلك الزحف المليوني بعد خطابي مبارك، وسليمان في كل انحاء مصر. الامر الذي اقنع قادة الجيش انهم، حتى لو اطلقوا النار فان الشعب سيواصل ثورته. بعد ان استنشق شباب مصر الابطال عطر الياسمين التونسي فانهم نشروا على ربوع مصر الثورة عطر الفل البلدي. وسرعان ما حملت رياح الثورة، والتغيير، والتجديد هذا العبق ليدخل كل بيت في المنطقة العربية. ما علينا الا ان ننتظر اخبار الفضائيات عن ثورة جديدة في بلد عربي اخر. ومهما تعالى، وادعى الحكام بانهم ليسوا بن علي، كما ادعى فرعون مصر، وسقط. فانهم الان يدعون ان الجزائر، او اليمن، اوسورية ليس مثل تونس، او مصر. كما ادعى حاكم ليبيا، وسقطت سلطته في ليبيا.الان يضيف جزاري سوريا، واليمن اسم ليبيا. بعد ان تهاوى عرش "ملك ملوك افريقيا". وقتل اسيرا على يد الاسلاميين. الاسلاميون، الذين يريدون سرقة ثورة الياسمن في تونس عبر التهديد، والمال السياسي. يخططون ايضا لسرقة ثورة شباب مصر قبل الانتخابات، مثلما فعل زملاءهم في ليبيا. الاخوان المسلمين، وانصار القاعدة الذين انكروا مشاركتهم في الثورة المصرية، والثورة الليبية ثم استلموا دفة السفينة بالتعاون مع العسكر. يقبلون "توبة" القتلة، اذا انضموا اليهم، وسلموهم مفاتيح السلطة، وعفا الله عما سلف، مقابل كرسي الحكم. اما العلمانيون، فقد، يقيموا محاكم لكل رجالات العهد الماضي لكل من سوق لسياسته، وساير خيانته، وسرق اموال الشعب والوطن.
لقد توقفت "ثورة" الضباط الاحرار عام1952 في منتصف الطريق، وصارت "سلطة" الضباط، الذين لم يعودوا احرارا. اكلهم الفساد، والخيانات، والنزاعات، والصراع على السلطة. واليوم يحاول العسكر بشتى الطرق، وهذه المرة، بمساعدة الاسلاميين سرقة ثورة الشباب والشعب المصري. بمختلف الطرق والوسائل، حتى لو استعانوا باسرائيل.اليوم بات على الشباب المصري، على ابطال التحرير، ان يوقفوا ارجاع عقارب الساعة الى الوراء. لقد احبطت معنويات الجماهير العربية، بعد ان صدمت بانحراف ثورة الضباط الاحرار، فانكفأت لفترة طويلة جدا. يجب عدم السماح للمخطط الاسلامي الامريكي الاسرائيلي اختطاف الربيع العربي. وها نحن نراهم كيف سمحوا للناتو بتهديم ليبيا، وتشويه صورة ثورة شباط فيها، ويتفرجون اليوم على ضحايا الشعبين السوري، واليمنى ليعاقبوهم بشكل اشد بعد ذلك بتسليم السلطة لاعداء الديمقراطية. الديمقراطية، التي ثارت من اجلها الشعوب. الديمقراطية، التي يحاولون اجهاضها قبل ولادتها ليكبحوا جماح الشعوب الاخرى بتقديم نماذج مشوهة للديمقراطية ليخدعوا الشعوب بعقم نضالهم من اجل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان. مرة اخرى يقع مصير المنطقة بايدي الشعب المصري. عسى ان لا يخذلنا هذا الشعب المعطاء، كما خذلنا ضباطه "الاحرار". نضع املنا، وثقتنا بشباب مصر وقواه الحية الساعية نحو حياة افضل، وتصدر نضال شعوب المنطقة نحو حياة حرة كريمة، بلا قمع، ولا ظلامية، ولا مجالس عسكرية!
رزاق عبود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش