الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكايةتبدأ مع الاسم ...اسمي

عراق عبدالحسين

2004 / 12 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لست كاتبا ولا اديبا وليست لي اية محاولات سابقة في هذه المجالات ، أعترف انني قاريء منذ نعومة اظفاري كما يقولون ليس لانني ولدت في بيت مفكرين او كتابا او حتى متعلمين ، فأبي كان عاملا في معمل طابوق الوصي هكذا كان اسمه ايام الملكية وهكذا ظل العمال يسمونه بعد اعلان الجمهورية ، هذا الاب انخرط في العمل النقابي المطلبي مبكرا وكان يقرأ ويكتب وتعرض بسبب ذلك للكثير من المضايقات كما كانوا يحدثونني ، وحين كان عمري عشر سنوات تعرض ابي للاعتقال والضرب امام عيوننا وفتش بيتنا واهينت والدتي امامي وكان السبب اضراب عمال المعمل الذي شارك فيه ابي وكان اضرابا مطلبيا حول حقوق بسيطة ، كان البعثيون يومها في بداية سلطتهم ولكنهم مارسوا بحق ابي الحكاية تبدأ مع الاسم...اسمي
وزملاءه العمال كل مالديهم من القسوة والعنف ومن ثم تم فصلهم من العمل ومنذ ذلك اليوم علق بذهني اسم احد محطمي الاضراب من البعثيين فقد كان ابي يكرره امامنا ويتحدث عن قسوته وعنفه مع العمال ، عمي هو الاخر كان عاملا في شركة الاسبست الحكومية مات في الثالثة والاربعين نتيجة مرض كان مجهولا بالنسبة لنا ولعائلته ، بعد ذلك بسنوات طويلة وبعد ان سمحت لي الظروف بالدراسة والسفر علمت ان عمال هذه الصناعة يموتون مبكرا بسبب مادة الاسبستوس التي تدخل في صناعتها ، قد يطول الحديث حول ذلك التاريخ البسيط الذي هو تاريخ اكثرية اهل العراق ولست بصدد الاطالة ، سألت ابي بعد خروجه من السجن وكنت الوحيد الذي يحمل اسم عراق بين من هم في سني من ابناء المنطقة التي كانوا يسمونها المعامل والتي تقع على طريق بعقوبة القديم لماذا سميتني عراق ياابي ؟
ومازلت اذكر اجابته .. لان العراق اغلى مافي حياتي ...
ياابي انت لاتملك شيئا في العراق فهل مازلت متمسكا بحبه ؟ هذا السؤآل كان بعد اكثر من عشرين سنة من السؤآل الاول كان الرجل قد كبر وهده التعب والمرض ونحن نعيش في ذات البيت الذي لاتتوفر فيه شروط الحد الادنى من الحياة اجابني وبدون تردد :
كل حب يتغير بداخلي الا حب العراق
ايها الاصدقاء العراق اليوم على ابواب انتخابات.. بلد دمرته الدكتاتورية وانهكه الاحتلال والارهاب والعنف ورغم ذلك فاغلب قوائم مرشحيه تتسمى او تنتمي للدين او الطائفة او القومية لابرامج واضحة ولاموقف واضح وانما صراع مصالح سالني صديق ان كنت ساصوت للقائمة المدعومة من المرجعية فاجبته :
لن افعل
لماذا ؟
لانني علمت منذ ايام ان الذي ضرب ابي وحطم اضراب زملائه استفاد من المحاصصة التي محت تاريخه وعين سفيرا كونه ينتمي للطائفة الشيعية .
ولكن ذلك مضى منذ زمن والقضية اليوم تتعلق بحقوقنا كاكثرية !
ختمت الحيث معه :
ياصديقي انا لاتهمني الاكثرية والاقلية انا ابحث عمن يمثل ابي وعمي لايهمني كان سنيا ام شيعيا ام مسلما ام مسيحيا .. ابحث عمن يضع العراق فوق الدين والطائفة والقومية يحب العراق كما احبه ابي ...هذه هي حكاية الاسم التي قد تكون مدخلا لحكايات اخرى عن الوطن المنكوب

عراق عبدالحسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج