الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيغماليون

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2011 / 11 / 12
الادب والفن



كُتبتْ القصيدة في 27/8/1984 ونُشرت في مجلة (الثقافة ) العراقية حينها :

نحتَ التمثالَ
أعطى منْ عيونِ الحبِّ للصخرِ
نداءَ الشوقِ والقلبِ
وناجى الصمتَ ... قد أحالهُ نبضاً ،
بريقاً منْ رؤى العينينِ
ذاكَ الألقُ النابعُ منْ بين الصدور
دفقةٌ منْ ريحِ أنفاسِ عروقِ النارِ
في محرقةِ الحياةِ
تمتصُّ شهيقَ الحلقِ
يقتاتُ ثمارَ الضوءِ في مناسكِ الشمسِ
تدقُّ البابَ مفتاحَ رياضِ الشوقِ والأحياءِ
إنّي عاشقٌ يحتالُ انْ يُطلقَ سهمَ القلبِ للقلبِ
يشقُّ الشوكَ والصمتَ ويقفو أثرَ الريحِ
يُحيلُ الحجرَ المنحوتَ صوتاً ناغماً
يحملُ لحنَ الروحِ والرؤيا
يزفُّ الريحَ بشرى للتي
ألقتْ سهامَ الوجدِ في فؤادهِ
يدمى بلونِ الوردِ
يُلقي في المجامرِ ذلكَ الجسدَ المُعرّى
منْ نسيمِ اللونِ
يبقى دونَ لونٍ
فوق نبش الجسدِ الصخرِ المدى ،
ينقلُ أوصالَ الضحيةِ
لونُها دمُهُ ، وأسراها موداتُ الطفولةِ
والجذورُ العمقُ في تربِ المُولَّعِ بالصخورِ
النحتِ والابداعِ ،
لا تَسقطْ على قارعةِ المشحونِ باللوعِ
وبالزاويةِ العمياءِ منْ سيلِ شهابِ الميتينْ !

انتفضَّ العصفورُ فوق الصخرِ
بين الشجر الملتفِّ بالأوردةِ الظمأى
وبين النهرِ محمولاً على صفقةِ حبٍّ
دارتِ الأيامُ في أزقةِ الشوقِ
ومالتْ للتي أرّقتِ النحاتَ
أعطتْهُ رداءَ الوجدِ والضياعِ
في أروقةِ الحبِّ وأصداءِ المحبينَ يهيمونَ
على ساحةِ محكومٍ بإعدامِ الحروفِ البيضِ
طالتْ فوق هاماتِ الجبالِ الشُمِّ
أمطرتِ الموداتُ سحاباً قانيَ العينينِ
أشداقَ الرحيلِ العذبِ عبرَ الغابةِ الممتدةِ
منْ أغوارِ ذاكَ العشقِ في عينيهِ ،
صُفَّ الجمعَ ، ألْقِ فوقه
ملحمةَ الحروفِ واللسانِ !
ناقشْهُ !
فإنْ أبدى المحبةَ ضُمّهُ في جانحيكَ
وأرِّخْ الرغباتِ في أهدابهِ نوراً لذاكَ الفتحِ والمحبةِ الكبرى
فذاك الصخرُ قد أنطقهُ حرقُ الأناملِ
والهواجسِ والمحارقِ
ثم لُفَّ البرقعَ الأسودَ في وجههِ
قد ساحَ وما بين رياحِ النوءِ والرؤيا
أقامَ الحدَّ للأحياءِ
ألقى مرةً شِباكهُ بينَ محيطاتِ البدورِ السابحاتِ
على ضياءِ البحرِ منسوجاً بلونِ الذهبِ المسفوحِ
في مناجمِ الصمتِ
هو المسفوحُ في مذبحِ أصواتِ المراقصِ والعرايا
والسبايا
هو موثوقٌ على أجنحةِ الأوجاعِ والأسفارِ
في طقوسِ هذا الباحثِ المتعوبِ
في أروقةِ الأسفارِ والإنجيلِ
يحلمُ بالزهورِ تُزَفُّ صبحاً
للنسيمِ الراعشِ الأهدابِ
في مواسمِ الحقولِ
ذاكَ هو الربيعُ الدائمُ الخضرةِ والأزهارِ
يلعقُ خدَّ تمثالِ المحبةِ ، والرؤى
تسبحُ في شرارةِ الأقمارِ
ترقى قممَ الودِّ ولحنَ العشقِ
في مسلةِ المضطجعينَ الهائمينَ
على محيطاتِ المواجعِ والمدامعِ ،
فلْتشُقّوا منْ صخورِ الجبلِ المنتفضِ الأحداقِ شِعباً
منْ مسراتٍ
ونحتاً منْ رجالٍ عاشقينَ
يذوبُ في أضلعهم صوتُ اشتياقِ العينِ والقلبِ
فذاك الحلمُ المشنوقُ منْ
رفيفِ أهدابِ عيون العشقِ والرؤيا .....

عبد الستار نورعلي
27/8/1984








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم