الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء تصاعد حدة التهديدات الاسرئيلية بمهاجمة ايران ؟؟

هاني الروسان
(Hani Alroussen)

2011 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد تكون التهديدات الاسرائيلية الاخيرة باقتراب تل ابيب من اتخاذ قراريرجح كفة توجيه ضربة عسكرية لايران، هي الاولى التي لم تثر قلقا واسعا في الاوساط الدولية والاقليمية، مقارنة بما اثارتها تصريحات سابقة، بالرغم من ان هذه التهديدات الاخيرة صدرت عن الرجل الذي يعتلي اعلى قمة الهرم السياسي فيها وهو الاكثر هدوء بين الزعامات الاسرائيلية والذي يصنف عادة على انه الاكثر حمائمية بين قادة اسرائيل واكثرهم ميلا للحلول الدبلوماسية، مما يستدعي ضرورة التساؤل عما اذا كان مرد هذا البرود في ردور الفعل يعود لطمأنينة دولية حول النوايا الاسرائيلية ام لامر اخر.
ففي الوقت الذي زادت فيه تصريحات الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس من حدة نقاش محتدم في اسرائيل في شأن ما اذا كانت ستهاجم ايران بتأكيد ان اللجوء لخيار عسكري لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية أصبح وشيكا وعما «اذا كان شيء ما يجعلنا اقرب لخيار عسكري من خيار ديبلوماسي، قال للقناة الاخبارية الثانية في التلفزيون الاسرائيلي: أعتقد ذلك وأرى ان اجهزة مخابرات كل الدول تنظر الى الساعة محذرة الزعماء من انه لم يتبق كثير من الوقت . فانه جرى تلقيها ان اقليميا او دوليا ببرود لافت باستثناء رد الفعل الايراني الذي اكد ان من شأن اي هجوم اسرائيلي على ايران ان يضع مصير دولة اسرائيل في موضع تساؤل.
وقد ذهبت بعض التحليلات في معرض تبريرها لعدم اخذ هذه التهديدات على محمل الجد لكونها ليست الاولى من نوعها، فالتهديدات الإسرائيلية بضرب المواقع والمنشات النووية الإيرانية ما تلبث أن تخبو حتى تطفو إلى السطح مرة أخرى ولأسباب متعددة منها هذه المرة قرب موعد الكشف عن تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي .
كما ان تحليلات من صنف كهذا ترتكز على ما يجري تسريبه اعلاميا في الصحف الاسرائيلية، اذ نقلت هذه الصحف عقب تصريحات بيرس ما قالت انه انقسام بين السياسيين الإسرائيليين أنفسهم حول شن هجوم من هذا النوع أو الاكتفاء بالسياسة الأمريكية التي تفضل الاستمرار بفرض العقوبات الاقتصادية على إيران. وهو ما عزز فكرة أن تكون هذه الزوبعة الإعلامية مجرد تصفية حسابات داخل الأروقة السياسية الإسرائيلية لا أكثر ولا أقل.
بالاضافة الى ذلك ترى بعض الاوساط السياسية والاعلامية ان احتمال الحرب ليس واردا على الأجندة الدولية فالمتابعون يرون بأن الظروف التي تمر بها الولايات المتحدة لا تؤهلها لدخول نزاع عسكري جديد من جهة كما أن التغييرات التي تطرأ على بعض دول المنطقة – اشارة الى انتفاضة الشعب السوري - والتي قد تطال بعضا من حلفاء طهران قد تكون كفيلة بالحد من الخطر الإيراني دون الحاجة إلى تدخل عسكري .
كما تدعم هذه الاوساط وغيرها ممن يميلون الى التخفيف من مخاطر التهديدات الاسرائيلية والقول أنها تصعيد إعلامي أكثر مما هي استعداد عسكري، وجهة نظرها بالتأكيد على ان هذا التصعيد انما يرمي إلى الضغط على روسيا والصين للموافقة على عقوبات جديدة ضد ايران، حيث يبدو أن قراءة حكومة بنيامين نتنياهو للوضعَين الدولي والإقليمي أظهرت لها عناصر مشجعة لترجيح دفع الأزمة مع إيران إلى حافة الهاوية لتحقيق غايات من هذا النوع.
والاكثر من ذلك ان اصحاب هذا الرأي يقولون ان إسرائيل تعتقد دائماً أنها إذا قامت بالضربة الأولى، فإن إيران ستردّ. وعندئذٍ ستجد الأطراف الدولية نفسها مضطرة للتعامل مع الخطر المستجد. ولكن إذا كانت أمريكا غير موافقة، والجيش وغالبية الفريق الحكومي المصغّر في إسرائيل يرفضون خيار الحرب الآن، فلماذا اذن تلعب حكومة نتانياهو هذه اللعبة ؟. ويجيبون على ذلك بالقول ان مخاوف إسرائيل تكمن من انعكاسات العزلة التي تعيشها على المستوى الدولي، ومن مناخ التغيير في العالم العربي واحتمال أن يحقق ذلك مكاسب لإيران. لذلك فهي تبحث عن أزمةٍ كبرى تخلط خلالها الأوراق وتبدّل مسار الأحداث في المنطقة.
وفي نفس الوقت فان الاعتراف بوجود عدة عناصر مغرية للاعتقاد ان بامكان حكومة نتنياهو استغلالها لدفع الازمة الى حافة المواجهة، كضعف إدارة باراك أوباما التي يمكن التأثير في قرارها، وأن إيران الآن في موضع اتهام للقيام بعملٍ إرهابي مُفترض ضد الولايات المتحدة والسعودية معاً، فضلاً عن تعاظم مشاعر بعض الدول العربية ضد إيران. علاوة على انّ أي عملٍ حربي محتمل لا بد أن يضعف السعي الفلسطينيين لنيل الاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة. الا ان كل ذلك ، ليس كافيا لتصنع قضية لحربٍ تنخرط فيها الدول الكبرى، ومن شأنها أن تدخِل منطقة الخليج في مرحلة اضطراباتٍ لا يُعرف متى تبدأ ومتى تنتهي.
وفي اتجاه اخر تشير بعض وجهات النظر الى ان اسرائيل استفادت من تأجيج الجدل في وسائل الاعلام الغربية ازاء تشديد لهجة التهديد نحو ايران والاعلان عن حرب قريبة معها، لاخفاء اختبار صاروخي جديد يتضح من مداه أنه لا يستهدف ايران، بل يشكل خطرا عالميا كبيرا، وعلى دول من خارج المنطقة.
ونقلت صحيفة "البرافدا" الروسية ان اسرائيل اختبرت ، وبصورة غير معلنة، صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات يصل مداها الى10000 كيلومتر، الامر الذي يمكنها من الوصول الى نيويورك وطوكيو ويتضح من القدرة التدميرية للصاروخ، القادر على حمل 750 كيلوغراما اضافة الى مداه الكبير، على انه يمكن ان يستهدف الصين وحتى روسيا.
وليس بعيدا عن هذا وفي اجابات عن اسئلة حول ما اذا كانت اسرائيل تخطط فعلا لشن هجوم على طهران؟ وان تدريبات طيرانها الحربي ووصوله الى اثينا، هو نهاية الطريق للخلاص من البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن كل ذلك ليس سوى مناورات سياسية، يرى عاموس هارئيل محلل الشؤون العسكرية بصحيفة هآرتس، أن تلك التدريبات الجوية بمثابة رسالة للقيادة الإيرانية مفادها أن لدى إسرائيل القدرة على مهاجمة طهران متى شاءت.
وقال هارئيل على الرغم من أن النبأ الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن التدريبات الجوية جاء من واشنطن وليس من تل أبيب، إلا أنه خلف حالة من الرضا سادت الأوساط الإسرائيلية، معربًا عن اعتقاده بأنه اتى لينقل رسالة لايران، مفادها أن إسرائيل جاهزة ووصلت لأعلى قدر من الحرفية والكفاءة والقدرة على الهجوم في أي وقت، على امل تحقيق هدفي دعم قدرة الردع الاسرائيلية أمام إيران لثنيها عن المضي في استراتيجيتها الاقليمية. والتأكيد للجميع بأن كافة الخيارات مفتوحة امامها مما قد يدفع الولايات المتحدة وأوروبا لبذل المزيد من الجهود لفرض عقوبات اضافية على إيران لاقناع إسرائيل بعدم شن هجوم من هذا النوع على إيران.
وفي مقابل كل هذا ذكرت يديعوت أحرونوت السبت الماضي أن مسؤولا عسكريا أمريكيا أعرب عن تخوف بلاده من استعداد اسرائيل المحتمل لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله "واشنطن لديها مخاوف أكيدة إزاء احتمال من هذا القبيل، مؤكدا عدم وجود نية لدى بلاده لتوجيه ضربة مماثلة لإيران، وحذرا من ان تهديدا حقيقيا قد تواجهه الطائرات الإسرائيلية نظرا لامتلاك إيران أنظمة دفاعية من الدرجة الأولى.
في هذه الاثناء قالت صحيفة الاهرام المصرية انه وسط تلويح إسرائيلي بشن عمل عسكري وشيك ضد المنشآت النووية الإيرانية‏,‏ تستعد الولايات المتحدة وإسرائيل لإجراء أضخم مناورات عسكرية في التاريخ‏.‏ وقال أندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون العسكرية والسياسية أن خمسة آلاف جندي أمريكي وإسرائيلي سيشاركون في المناورات التي ستتضمن محاكاة لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي.
وفي تطور لاحق صرح مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوي بأن بلاده زادت مؤخرا من مراقبة التطورات العسكرية في كل من إسرائيل وإيران. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن نتنياهو وايهود باراك يحاولان حشد أغلبية في مجلس الوزراء لا تعارض القيام بإجراء عسكري ضد إيران.
وتزداد المخاوف من احتمال اقدام اسرائيل على عمل عسكري ما اكثر لدى اتجاه تحليلي يعتمد على تقويم مدرسة تحليلية اسرائيلية للثورات العربية يصل الى ما مفاده أن التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي العربي ادت الى تراجع عوامل الاستقرار في المنطقة ودخولها في خانة المجهول. وأن من بين المظاهر الأولية لذلك انحسار التحالف مع مصر وتدهور العلاقة مع كل من السلطة الفلسطينية والنظام الأردني.
وأياً تكن الاحتمالات فإن ما يقع النظر عليه يشير ان المنطقة لم تعد ما كانت عليه قبل نحو عام وانها مرشحة لتطورات قد تخرج عن نطاق التوقع خاصة وانها تذكرنا بايام ما صار يعرف بخطط الخداع الاستراتيجي التي مارستها مصر منذ عام 1970 قبل الهجوم على اسرائيل وحتى عام 1973 .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام