الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربع فيلسوف ..نصف فنان قرمز تحت ..المجهر

عبد الحسين طاهر

2011 / 11 / 13
الادب والفن


نكهة ..المكان في قصص..عبدالرزاق الخطيب
( قرمز..مثالا )
في قراءة أولى لقصة الصديق (عبد الرزاق الخطيب قرمز) قد لا يرى فيها القارىء المتعجل اكثر من حكاية تتحدث عن حياة (سيرة رجل مخبول ) لكنه مشهور عاش بيننا وكان معاصراً للكثير منا وهي _تصلح لشريط سيناريو يتحدث عن وقائع حقيقية جرت فصولها في مدينة الزبير.ـ مضمخة بنكهة المدينة ـ في البداية يخبرنا القاص عن قرمز ..هو سليل العائلة النجدية وهو من صلب مؤذن جامع القرطاس ويذهب الى الحد الذي يكشف لنا فيه عن اسمه الحقيقي,اسم البطل ..عبد العزيز محسن الرحيم!! ...معلومة لا تضيف لمعلوماتنا عن البطل شيئا يذكر وقد تذكرنا فقط في ذاك الذي فسر الماء بعد الجهد بالماءِ ...!!لكنه بعد ذلك ينعطف بنا ينقلنا للوقوف امام مفردة قرمز محصورة بلغز مبهم كما يقول لم يُعرف لحد الآن ..وفي منولوج داخلي يتساءل الخطيب لم هذا الاسم دون غيره..!!؟
واذا كانت ثمة فضيلة لهذا الرمز (قرمز) فهي بالتأكيد ليست للقاص او للراوي بل يعود الفضل فيها (للخبيث) الاول الذي اطلقها لتلتصق ببطلنا وتصبح فيما بعد شائعة على السنة الناس ... ومنذ ذلك الحين صار عبد العزيز محسن الرحيم يعرف باسم قرمز !! هل كان عبد الرزاق الخطيب مدركا لحقيقة الرمز في مفردة قرمز !؟ربما نعم, وهذا ما جعله يقف عندها ويثير حولها اكثر من سؤال , وهذه مهارة تحسب لصالح القاص ...
فاذا ما فككنا رموز القصة سنكتشف الكثير :فقرمز مثلا كلمة اعجمية فارسية تعني (الاحمر) وللاحمر معان ودلالات سياسية واجتماعية معروفة في مدينة الزبير مسقط رأس البطل خاصة وفي العراق على النطاق السياسي، والخطيب لاشك يُدرك هذه الدلالات لذلك, برز اهم الجوانب الايجابية في حياة بطله قرمز: فقد اظهرالبطل بربع فيلسوف ونصف فنان وبثلاثة ارباع المصلح الاجتماعي ولم يكتف, فقد وظف في القصة ومزج الواقع بالاسطوري - المتخيل - في موضعين من نسيج قصته: الاول عندما اشار الى حكاية سطو البطل على معسكر الشعيبة وحكاية كسر ساقه أوأعطائه أبرة أعاقة عقابا له وبذلك ينقلنا الى عالم اسطوري في مجاهل افريقيا حيث توقع عقوبة العاهة المستديمة على السراق بطريقة الفصد او قطع الاعصاب او الشلل بالابرة! وهذا ما حدث لبطلنا في مطلع شبابه عقابا له على حادثة السطو على معسكر الشعيبة وهذا رمز اخر وإيماءة الى معسكر انجليزي مشهور بالاسم ذاته وانا هنا لا اهتم في سطورري هذه للخوض في لغة الحوار ولا في شرعية اتخاذ القصص الفني من حياة أناس حقيقيين يعيشون بيننا ويكادوا إن يكونوا معاصرين لنا ولكن لي ثمة ملاحظة على موضوعة التندر والسخرية من تصرفات ذوي العاهات والمرضى ومبرراتها الأخلاقية, ولا أخفي تعاطفي الخاص مع البطل (قرمز) وسأبحث له عن خلاص من الورطة التي اوقعه فيها القاص عبد الرزاق الخطيب : فالبطل كان معاصرا لنا ونعرف كيف تضافرت عليه النكبات فزيادة عن حالة العرج كانت لديه إعاقة عقلية وتحت هذه العوامل أكتشف عالم الخمر (ولانها لاتنزل الاحزان ساحتها على ذمة الاستاذ ابو نؤاس) صار معاقرا لها من الدرجة الاولى وجد فيها الملاذ والسلوى والهروب من الحياة: وما دعوته لصاحبه الحشاش والسكير العربيد حلاوة عند مروره بمقبرة الزهير الى مقبرة الحسن البصري... ها: حلاوه...تعال ازوجك من جديد الى اخر هذياناته وهذا هو الموضع الثاني الذي سميناه بخلط الواقعي بالمتخيل ليظهر لنا القاص مدى الخراب الذي احدثته الخمرة في تلافيف دماغ بطله ولهذا صاغ هذه الحوارات او نزف الوجع الروحي تعبيرا عن حالة الكبت الجنسي الذي تعرض له البطل ...دعوته لصاحبه حلاوة لمشاركته العبث كما يتصورها المتلقي وكأنها دعوة للعبث في الموتى كانت في حقيقتها خيالات مرضية ليست إلا... خيالات كان يعاني منها بطلنا في أيامه الأخيرة تظهر له بصورة مضاجعات للجن والموتى وصراع مع العقارب التي يمزقها إربا!!!....ويهمد بهدوء ...دون حراك هكذا.. كانت نهاية للصخب......وجد في المكان الذي يحبه ويهرب إليه ..وجد ساكنا وعلى صدره صورة مؤذن.... جامع القرطاس . ,هكذا أنهى المبدع عبد الرزاق الخطيب قصته ... برافو انها ضربة ..معلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??