الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-جامعة دول الخليج الاسرائيلية الامريكية- تُطيح بالجامعة العربية وتعلق عضوية سورية

محيي المسعودي

2011 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


"جامعة دول الخليج الاسرائيلية الامريكية" تُطيح بالجامعة العربية وتعلق عضوية سورية
محيي المسعودي
بعد خروجهم من مطبخ سياسي سريّ, علق الزعماء الخليحيون عضوية سوريا في الجامعة العربية , ولم تعترض على التعليق اية دولة عربية غير لبنان التي اعترضت مرغمة بحكم موقها الجغرافي الحرج مع سوريا , واليمن التي امسى رئيسها برسم السقوط , وامتنع العراق عن التصويت لاسباب كثيرة , مع ان سوريا كانت بوابة الارهاب الذي احرق العراق على مدار 8 سنوات . ترى لماذا صوّت 18 نظاما عربيا على تعليق عضوية سوريا ومعاقبتها وسحب سفرائهم من دمشق !!؟ ولماذا تنتهج هذه الانظمة نفس الخطى التي انتهجتها مع ليبيا وتونس ومصر ولا تنتهجها مع انظمة مثل البحرين واليمن والمغرب وعُمان وغيرهن ... "طبعا" الزعماء الذين يقودون الجامعة العربية هذه الايام هم الخليجيون النفطيون وهم يقولون: ان النظام في سوريا نظام دكتاتوري يقمع الشعب السوري ولا يمنحه الحقوق والحريات التي تتمتع بها الشعوب ذات النُظم السياسية الديمقراطية, ولا احد يدري متى وكيف اكتشف هؤلاء الزعماء ان نظام في سوريا نظام دكتاتوري, بعد ان عاصروه اربعة عقود او يزيد من حكمه لسوريا !؟
ربما يكون جميلا هذا والقول , لو كان صادرا عن دول ديمقراطية مثل تركيا, - على اقل تقدير - وليس من دول الخليج التي يحكمها شيوخ عشائر منذ عقود طويلة , وجميع اعضاء حكوماتها المتعاقبة من عائلة واحدة, هي عائلة الشيخ الحاكم, كدولة قطر والسعودية والكويت والبحرين وعُمان والامارات وتضاف اليهنّ المغرب وشبيهاتها . الكل يعلم ان دول الخليج ومثيلاتها , هي دول لمّا يزل يحكمها نظام "العبيد او الرق" اللاانساني وكل شيوخ الخليج لديهم عبيد مملوكين, - ناهيك عن استعبادهم لشعوبهم - ومن يريد ان يتأكد من هذا الامر يستطيع الرجوع الى دواوينهم وقصورهم ليرى ويسمع هذه الحقيقة على ارض الواقع . انظمة دول الخليج منذ قيامها الى اليوم تفرق بين مواطينيها ومستوطنيها معا, على اساس القبيلة والعرق والدين واللون , دول حكّامها اثرى اثرياء العالم , وقد حصلوا على ثرائهم من نهبهم لثروات بلدانهم الطبعية وخاصة النفط والغاز, والاستأثار بهذه الثروات لانفسهم ولاسرهم ولتبّعهم , وللشعب فتاة المائدة الملكية او الامرية , دول حكّامها وانظمتها لمّا تزل تنظر للمرأة على انها ناقصة بكل شيء, وكل شيء لديها عورة حتى صوتها عورة, فلا يسمح لها بحضور التجمعات ولا الانتخابات ولا الترشيح والترشح للمناصب, بل, لا يسمح لها حتى بقيادة سيارة كما في السعودية . انظمة لم تعرف يوما شرف الاستقلال ولم تذق طعم كرامة الدولة الحرة المستقلة, لم تقل يوما لامريكا او للغرب "لا" ابدا, حتى لو تعلق الامر بشرف الشعب والدولة التي يحكمونها بل حتى لو تعلق الامر بشرف الحاكم نفسه , دول دارت وتدور في فلك امريكا واسرائيل منذ وجودها حتى اليوم , وهي دول اطلق الغرب عليها مؤخرا ( دول الاعتدال – او - دول التطبيع ) أي التطبيع مع اسرائيل على حساب ارض فلسطين وحقوق الفلسطنين والعرب كافة .
من سخريات القدر ان تتحول جامعة الدول العربية - على ما فيها من تردٍ – الى ( جامعة دول الخليج الامريكية الاسرائلية ) وان تقرر وتعمل باسم الشعوب العربية كل ما يخدم امريكا واسرائيل . ومن سخريات القدر, ان يعود العرب بعد قرن من الزمن, الذي حدثت فيه الثورات الاشتراكية التقدمية والثورات التحررية والثقافية والاجتماعية والادارية والمعلوماتية والفكرية والانسانية . ان يعود العرب في هذه الايام الى حال يقودهم فيها شيوخ عشائر متحجرين, تكسرت على تحجرهم الذي حصنه الاستعمار البريطاني والامريكي , كل الثورات . من المؤلم حقا ان يصبح مصير الشام ومصر بجمالهما وانفتاحهما وتحضرهما ورقيهما بيد شيوخ الخليج المتخلفين وان تستباح الدولتان من قبل اسرائيل وكل الطامعين, وان يقود الشام ومصر الى الخراب والتمزق والتخلف والذل شيوخ متخلفون, يخطط لهم الفيلسوف الصهيوني الفرنسي, - عراب الربيع العربي - برنار هنري ليفي . من السخرية ان يتحكم بمصير العرب شيوخ عملاء مثل شيوخ قطر والسعودية والبحرين . البحرين التي يُذبح شعبها يوميا بايادي نظام ملكها المتعجرف , ولا احد من العرب او من الغرب يقول له: كفاك جرائما, او يعاملونه مثل القذافي او مبارك او بن علي او الاسد, بل نجد جيش السعودية يعاون نظام البحرين على ذبح هذا الشعب الطيب . انا هنا لا اعتب ولا الوم هؤلاء الشيوخ المسخ, لانهم هكذا هم دائما . ولكني اعتب على شعب بلاد الشام وبلاد مصر وبلاد الرافدين الذين كانوا على مدار التأريخ هم مصدر الاشعاع الحضاري والثورات والتغيير واقول: كيف لهم ان ينساقوا بعصي رعاة الخليج !؟ ففي مصر والشام والعراق كانت اوائل الثورات الشعبية التي طالبت بالاستقلال والتحضر والمدنية والحرية وحققت ذلك . وفيها عرف العرب معنى الحريات والحقوق والمعارف في شتى الميادين . وولدت فيها الاحزاب الاشتراكية والقومية واللبرالية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وغيرها من التنظيمات الحضارية المعاصرة .
واخيرا اقول : لم يبق امام زعماء دول الخليج – الاسرائلين - غير سوريا في محور الممانعة, وهم مصرّون - ومعهم امريكا والغرب واموال النفط – على كسر ممانعتها وادخالها في مواخير اسرائيل, حتى ترفع - سوريا العروبة – قلعة العرب - العلم الاحمر مثل بقية الدول العربية الاخرى . واذا اصبحت سوريا ماخورا اسرائيليا عندها سينال حكام الخليج وحلفاؤهم العرب شهادة ( الكْوادة) العالمية ونقول لهم مبارك عليكم هذه الشهادة التي استحقيتموها عن جدارة, وبجهد ومثابرة كبيرتين لم يقم بهما من قبلكما أي – كوّاد – في العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا