الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 11 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ماذا نفعل ؟ سؤال طرحته الشهر الماضي ، و اليوم ، صباح الأحد الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، أجيب .
قبل الإجابة يجب أن أستعرض في عجالة الوضع السياسي و الحقوقي الحالي .
الوضع الحالي لا يسر ، و يدل على فشل ما كان يطلق عليه ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
هناك إنتخابات ستجرى هذا الشهر و مصر لازالت خاضعة لقانون الطوارئ المذل ، و هناك سيطرة على الإعلام و حرية الكلمة ، و هناك مذبحة جرت في التاسع من أكتوبر 2011 كتبت بالدماء نهاية المرحلة التاريخية التي بدأت في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و هناك محاولات دائبة ، لا تكل ، من السلطة لضرب إسفين بين الشعب و جيشه .
فشل ، و خيانات ، و أوضاع لا تسر أي مصري وطني مخلص .
فما هو الحل ؟
أو على الأقل ، ماذا نفعل ؟؟؟
هناك طريق الثورة ؛ أي العودة لإستئناف الثورة ، أي إستكمالها .
لكني لست من أنصار هذا الحل الآن ، لأنه سيفشل .
ستفشل أية محاولة لإستئناف الثورة ، أي إستكمالها ، لسببين هما :
أولاً : أن الزخم الثوري قد تلاشى تقريباً ، و كان هذا واضحاً في أخر جمعة للثورة ، قبل مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 ، و التي أطلق عليها إسم غريب و هو : جمعة إسترداد الثورة .
جماهير الشعب تم إنهاكها عمداً ، مع سبق الإصرار و الترصد ، في أهداف لا تمت للثورة ، أو أهداف لا تنفع ، و هي الجمع التي سبق أن حذرت منها مراراً في مقالات عديدة ، منها :
مقال : لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق ، و كتب و نشر في السابع من مارس 2011 ، و مقال : جُمع قتل الثورة ، و كتب و نشر في الثالث و العشرين من مارس 2011 ، و مقال : إستكمال الثورة أولاً ، و كتب و نشر في الأول من يوليو 2011 ، و مقال : درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل ، و كتب و نشر في السادس من يوليو 2011 ، و مقال : الشعب يريد الحكم ، و كتب و نشر في الثالث عشر من يوليو 2011 .
أرجو من القارئ أن يلاحظ التواريخ المبكرة للمقالات ، أو التحذيرات المبكرة من جانبي من فشل الثورة بجر الثورة - من قبل بعض الخونة - إلى ما لا ينفع الثورة و لا يضر بالسلطة .
لقد نجحت إتحادات ، و تنظيمات ، و تجمعات ، شباب خيانة الثورة - سواء أطلق عليها : إبريلية ، أو إشتراكية ، أو ليبرالية - ليس فقط في قتل الثورة ، بل و أيضاً في إستنفاذ الزخم الثوري في الوقت الحالي ، بإنهاك جماهير الشعب فيما لا ينفع الشعب و لا يضر السلطة .
ثانياً : هناك إنتخابات على الأبواب ، و هناك من المعارضة من يأمل في أن يجني من تلك الإنتخابات مقاعد برلمانية ، و بالتالي تلك التيارات لن تشارك في أي دعوة لإستكمال الثورة ، بل ستعتبر تلك الدعوة و سيلة لمنعها من تحقيق النجاحات التي تأملها ، و بالتالي ليس فقط لن تشارك في أي دعوة لإستكمال الثورة ، بل و أيضاً ستعتبرنا أعداء لها .
إذاً الظروف الحالية غير مناسبة لإستكمال الثورة .
إذاً ما العمل ؟ أو ماذا نفعل ؟؟؟
لا يمكن الدعوة للنزول للشارع الآن ، و نحن تم منعنا من المشاركة في الإنتخابات عمداً ، بل و من تأسيس حزب كل مصر ، و تم منعي من العودة ، لهذا لا يمكن أن نشارك في الإنتخابات .
ليس أمامنا في هذه المرحلة سوى إلتزام الهدوء الإيجابي ، و هو أفضل موقف حالياً ، و لكي نعرف أنه أفضل موقف لنا حالياً علينا أن نرى صورة الوضع الحالي كاملة ، و من كافة الزوايا .
عالية رأينا الصورة من زاوية الشعب ، و المعارضة ، و علينا الآن أن نرى من زاوية السلطة .
السلطة الآن في ورطة ، و ورطة السلطة إنها عليها الآن أن تدفع ثمن التأييد الذي حازته من جماعة الإخوان المسلمين منذ أشهر ، و هو التأييد الذي دعم وجود السلطة الحالية .
لازلت على رأيي في قيادة جماعة الإخوان ، و الذي ذكرته في مقال واضح من عنوانه ، و هو : المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية ، و كتب و نشر في الثامن عشر من يوليو 2011 .
لكن حمداً لله أن الإنتخابات البرلمانية التونسية سبقت الإنتخابات البرلمانية المصرية ، و أن الإنتخابات البرلمانية التونسية تمت تحت رقابة دولية ، و شهد لها المراقبون بشفافية و النزاهة ، و أن حزب النهضة ، القريب من جماعة الإخوان في مصر ، قد حقق نصر غير حاسم .
إنتصار حزب النهضة يشكل عبء على قيادة جماعة الإخوان المخترقة مخابراتياً ، لأن جماهير الإخوان - و هي الجماهير التي لم تُخترق - و قد إستهواها إنتصار حزب النهضة التونسي ، و رأت نزاهة الإنتخابات التونسية ، لن تقبل - على الأقل بسهولة - أي تبرير لهزيمة إنتخابية ، أو لأي تزوير واسع النطاق ، و هي بذلك ستشكل ضغط على القيادة الإخوانية .
جماهير الإخوان تريد الآن فوز كبير ، أو على الأقل المركز الأول ، و السلطة تدرك ذلك ، و هي لهذا تحاول منع الإنتخابات ، بإفتعال أي شجار تافه ، و تود لو تم تورطت الجماهير في أي عنف ، و أدنى آمالها هو أن يعود الشعب لميدان التحرير و لو بشكل سلمي ، بشرط أن يعود تحت شعار تافه كالذي حملته أي جمعة من جُمع قتل الثورة قبل التاسع من أكتوبر 2011 .
المهم لدى السلطة إيقاف الإنتخابات ، و تبرير أي إجراءات أمنية قاسية من جانبها ، و تبرير إستمرار قانون الطوارئ لليوم و في المستقبل .
إذاً علينا الحذر من أن نكون أداة في يد السلطة .
علينا الإصرار على إجراء الإنتخابات - برغم منعنا من المشاركة - في جو إنتخابي صحي ، و إلغاء قانون الطوارئ ، و تحرير الإعلام ، و هذا الإصرار هو الهدوء الإيجابي .
إجراء إنتخابات شفافة ، و فوز الإخوان ، سيفك تحالف السلطة مع القيادة الإخوانية ، و نحن من مصلحتنا فك هذا التحالف الخبيث .
من الأسهل لنا مواجهة الإخوان إنتخابياً - و نتيجة الإنتخابات التونسية ، و الواقع الحقيقي المصري ، يعطيانا الأمل في الفوز في المستقبل - من مواجهة التحالف القائم حالياً بين السلطة الحالية - التي هي إمتداد لنظام مبارك الأثيم - و القيادة الإخوانية .
نرحب بالصدام بين السلطة و الإخوان ، و نتمنى فوز الإخوان في ذلك الصدام .
الأفضل مواجهة طرف واحد في المستقبل القريب ، في ظروف ديمقراطية ، يكون الفيصل فيها هو صندوق الإقتراع ، و في مناخ يحترم حقوق الإنسان ، من مواجهة طرفين متحالفين ، في مناخ إستبدادي يحكم بقانون الطوارئ ، و يطلق الذخيرة الحية على المتظاهرين العزل ، و ينشأ الأحزاب الزائفة ، و يمنع حزب كل مصر من التسجيل ، و يعمل ما في وسعه لخلق تعتيم إعلامي على حزب كل مصر ، و يتبنى سياسة مبارك في العمل على الوقيعة بين الشعب و جيشه .
إننا نستكمل الثورة بطريق أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل