الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصوليتان تتصارعان ضحيتهما التاريخ

خالد صبيح

2011 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



تشترك الأصوليات عموما، والدينية منها بشكل خاص، فيما بينها بالكثير من الطروحات والرؤى والمواقف حد التطابق في الكثير من الأحيان، رغم أنها تختلف في الظاهر عن بعضها البعض وتتعارض.

وتزداد مشتركات الأصوليين كلما تجاوروا على أرضية اجتماعية وثقافية ووطنية واحدة تضطرم فيها الصراعات وتحتدم بالتناقضات. ومشتركات الأصوليين هي مشتركات في الرؤية ومنهاج النظر لوقائع الحياة بكل تشعباتها وتنوعها، وكذلك للتاريخ وللأفق السياسي للمجتمع. بمعنى آخر إنهم ينطلقون في تفكيرهم وتأويلهم للواقع من بنية عقلية واحدة.

عندنا في مجتمعاتنا العربية تحيا، بتصارع، وأحيانا بتعايش، أصوليات عديدة، أهمها الأصولية الدينية بحكم التنوع الديني لبعض المجتمعات العربية مثل مصر والعراق وسوية ولبنان ..الخ. تصاحبها وتتلازم معها، بعض الأحيان، أصولية أخرى، قومية واثنيه، مع التعدد الديني أو بدونه كما في مجتمعات أخرى يكون تعددها قومي واثني فقط.

الملفت أن الصراع الديني الأصولي، بين المسلمين والمسيحيين، وهو ماسيُركز عليه هنا، لايدور بين النخب بصورة مباشرة، بحكم أن للنخب أوضاعها التي تجعلها تتحفظ على الخوض في هذا الصراع علانية ومباشرة، وإنما يدار عبر وسطاء، لذا أُوكلت هذه المهمة لمتطوعين جعلوا من مسالة الصراع بين الدينين محور اهتمامهم ونشاطهم. مااريد قوله إن ابتعاد النخب عن هذا الصراع في العلن لايعني براءتها وعدم تورطها فيه.

كثيرون لايشغلهم هذا الصراع، ربما لأنه عندهم ليس سوى صراع ديكة غير مسل، لكنهم يعرفون انه موجود وسيبقى طالما بقيت الأديان، غير أن مايهم هو إبعاد تأثيرات هذا الصراع وضجيجه عن وعي عامة الناس لكي لايشغلها عن أولوياتها ويحرف وعيها عن جوهر وحقيقة صراعها الاجتماعي. وما يدفع لتناول هذا الصراع هنا هو كونه يدور داخل منبر علماني وعقلاني _ الحوار المتمدن ـ يفترض في انه يعلي من قيم العقلانية والتمدن، وأيضا لان أطراف الصراع، الديني الأصولي، لاسيما المسيحي، تريد التغطي بهذا المنبر، وبإلباس منطلقاتها الأصولية لبوس التنوير والعقلانية، لتخفي حقيقة أن ماتقوم به هو في حقيقته جهد صريح للتبشير الديني.
ينبغي التنبيه هنا إلى أن هناك فارقا مهما بين الدفاع عن حقوق أقلية دينية معينة ( مع إني أتحفظ بشدة على مفهوم الأقلية، لان الوطن المعافى، برأيي، يتشكل من مواطنين أحرار وليس من ملل)،ـ في سياق هم وطني عام ومشترك؛ وبين الانغمار في صراع ديني إقصائي بطبيعته.

ليس هناك من بين ماهو منشور، على صفحات الحوار المتمدن بشكل خاص، لا نصا محددا ولا كاتبا بعينه، يمكن اتخاذه نموذجا للارتكاز عليه والاستشهاد بكلامه لمتابعة الأفكار التي أريد الحديث عنها هنا، لكن تلك الأفكار والآراء، يغثها الكثير، مبثوثة في نصوص عديدة وفي كم كبير من التعليقات التي عبرت بصورة صريحة، وان تباينت في المستوى، عن أساسيات فكرتها الأصولية. وعلى العموم إن ما اكتبه هنا هو انطباعات وتأملات وليس دراسة... وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكثير من النصوص المبثوثة هنا وهناك لم تعبر عن دعواها التبشيرية المسيحية مباشرة، وإنما اتخذت أسلوب (نفي ضد عكسي) بمعنى أنها ركزت على ماتعتبره سيئات عقائدية وسلوكية لدى المسلمين ونبيهم، لإثبات عكسها، بطريقة مضمرة، في البديل المقترح ضمنيا، أي في الديانة المسيحية فاعتمدت إشارات تستدعي ضدها في المخيلة، مثل:
عنف/ سلام. كراهية/ محبة. تخلف/ مدنية. أصالة/ زيف. شهوانية وفحولة/ لا اعرف في الحقيقة ماهو مضادها عندهم!.

أخذ الصراع منذ البداية طابعا هجوميا من قبل المسيحانيين، ومنحى دفاعيا تبريريا من بعض الإسلاميين. وقد اتبع الجانب المسيحي في هذا الجدل لغة عدوانية تحقيرية ومهينة انتهكت مقدس المسلمين بفظاظة، فيما لم يجرؤ المسلمون على إتيان ذات الشيء، والسبب يعود، بتقديري، إلى أن المسلمين يحترمون، حسب عقيدتهم، مقدس المسيحيين، لهذا فهم قد امتنعوا عن إهانة وتجريح الشخصيات المقدسة لدى خصومهم ،مثل عيسى وأمه مريم. واستطرادا أقول: إن هذا الوضع يذكر بأساليب الصراع السني – الشيعي، حيث يستسهل الشيعة المس بشخصيات الصحابة المقدسين لدى السنة، فيما لايستطيع هؤلاء فعل ذات الشيء مع خصومهم، لأنهم يقدسون أيضا مايقدسه غرمائهم. وهذا يجعل شروط الصراع (ألشتائمي) غير متكافئة. لكن هذا شان آخر.

ركز المسيحانيون في هجومهم على المسلمين على شخص نبي الإسلام محمد بهدف واحد وحيد هو نفي النبوة عنه. وهذا أهم دليل على نفي العقلانية والتنويرية التي حاول هؤلاء أن يتلفعوا بها في (نقدهم)، أو قل هجومهم، على المسلمين. لان أي متتبع يعرف أن العقلاني لاتشغله مسالة إثبات نبوة نبي ونفيها عن آخر، ففي المنطق العقلاني، كما افهم، شيئان؛ إما توجد نبوة أو لا توجد. فحينما تنفى نبوة محمد، أو أي نبي آخر، ينبغي منطقيا نفى النبوة عن أي نبي آخر. وهكذا. وفي هذا يكمن الفارق الجوهري بين منطق عقلاني، يرى أن للأديان بنية عقلية ومنطقية مشتركة تجمعها، وبالتالي تمكن من نقدها جميعا من هذا المنطلق، وبين دعوة دينية تبشيرية تريد نفي نبوة لإثبات أخرى.

وُصِف محمد في هذه الهجمات بأنه؛ لص، ودعي، وكذاب، وجاهل، وعنيف، وشبق وغيرها من الصفات والشتائم. ووصف قومه بأنهم متخلفون وصحراويون همج لايعرفون في الحياة غير منهج الغزو والنهب لخيرات شعوب رفيعة وذات حضارة وعقائد سامية مسالمة وخيرة.. الخ.

وكان الانشغال الثاني لهذا ( النقد) قد صب في محاولة إثبات إن كل مشاكل العقل الإسلامي والإنسان المسلم عبر التاريخ تكمن في مصدر واحد هو موروثه النصي؛ القرآن والسّنة.

وفي مناقشة هذا أقول: ليس هناك وفق المنطق الجدلي، الذي أثبتت وقائع الحياة جدارته، لا فكرة ولا عقيدة ولا مذهب أو مفهوم لايخضع لحركة التاريخ وتغيرات الواقع. ليس هناك نصا أو قيما خالدة تتخطى الزمان والمكان. كل شيء يخضع للتبدل بحسب تبدل ظروفه المحيطة والزمن الذي يوجد فيه. ويكتسب كذلك كل مفهوم أو نص أو عقيدة مفاعيل جديدة ويشحن بمعان مغايرة حسب معطيات اللحظة التاريخية التي يفعل بها. ورغم أن للأفكار العظيمة قيمة كبرى، مؤثرة في مسار التاريخ وحياة الناس، مما يضفي عليها أحيانا هالات وهمية تجعلها تبدو وكأنها فوق تاريخية، إلا أن الواقع المادي، أي الظروف الاجتماعية؛ من مستويات تطور، اقتصادية وتقنية، وكذلك مستوى التطور الحضري، وكل المؤثرات الأخرى، البيئية والثقافية مجتمعة، وفي نطاق حركة مستمرة ومتبدلة. هي من يصنع تاريخ الإنسان وكيانه الاجتماعي. وليس النص ولا العقيدة، رغم ماقد يؤديانه من دور مؤثر، يمكنهما أن ينتجا ظاهرة مادية اجتماعية أو حضارية. فحياة الناس وحركة التاريخ لاتصنعها النصوص أو العقائد.
عليه، لم تتطور أوربا لأنها مسيحية، بل لأنها أخذت بالعقل وبالعلم كمصدر لمعارفها ولطرق فهمها للكون وللحياة وللإنسان، ولم تصل إلى ماوصلت إليه إلا بعدما سحبت من الدين، وكل الغيبيات الأخرى، في سياق صراع طويل ومرير، القدرة على التحكم في وعي المجتمع أو مؤسساته. وهاهي اليابان في عالمنا الحديث قد وصلت مديات متقدمة جدا في التطور، وهذه الصين في صعود حثيث نحو التطور بدون المسيحية، وكذلك فعلت الهند، رغم الفقر، وأكثريتها الهندوسية. وهذه أمريكا اللاتينية ترزح اغلب بلدانها في حمأة التخلف رغم أنها أكثر كاثوليكية من الفاتيكان، ولم يعق الإسلام سنغافورة ولا ماليزيا من الانتظام في طابور التطور والنمو ، ولم يعرقل الإسلام ،ولا الانتماء العربي، مصر محمد علي من الإقدام على مشروع نهضوي واسع، بينما لم يشفع لا الإسلام ولا المسيحية ولا حتى الوثنية لأفريقيا.

لايمكننا أن ننفي دور العقائد والأفكار أو النصوص من التأثير في مسار المجتمعات نفيا قاطعا. إلا انه ينبغي علينا أن نفهم أن هذه العقائد والأفكار والنصوص تخضع لمؤثرات البيئة التي تنوجد فيها. لهذا فان مسيحية أوربا هي غير مسيحية إفريقيا ولا مسيحية تلك هي نفسها مسيحية أمريكا اللاتينية ولا هذه هي ذاتها مسيحية العرب. وهكذا هو الوضع في الإسلام، وكذلك الشيوعية والماركسية والوجودية، وأي مذهب فكري أو منتج ثقافي آخر، لايمكن له، وفق منطق التاريخ، أن يبقى على صورته الأصلية، ويقدم ذات النتائج في كل زمان وكل مكان. لاسيما في زمننا العولمي ذي الحداثة الشمولية. حيث اكتسبت الحداثة فيه بعدا شموليا كونيا تصل آثاره وتردداته إلى كل بقعة على هذه الأرض، ولها مفاعيلها التي تفرضها حتى على من يرفضها، وما الاعتراضات عليها وردود الفعل ضد مفاعيلها ومنتجاتها إلا حشرجات موت لمن يريد أن يقف ضد حركتها.

حسب ماتقدم ليس هناك مسيحية واحدة و لا إسلام واحد ولا ماركسية واحدة وهكذا. فكل شيء سيتضمخ، شاء أم أبى، بعطر منتجات عصره العقلية والمادية.
غير ان الأصوليين المسيحيين، في إصرارهم على اعتبار النص القرآني والحديث النبوي هما مصدر البلاء، يلتقون لقاء (عشاق) مع خصومهم الأصوليين الإسلاميين الذين يصرون بدورهم، ولكن بنوايا وأهداف أخرى، على أن النص ـ كما يفهمونه طبعا ـ هو صحيح الدين. وهكذا، وبدون وعي أو قصد، يعزز الطرفان موقفهما الغيبي الساكن المشترك ويدعمان مواقع بعضهما البعض. فالإسلاميون يريدون أن يبقى النص القرآني هو هو، مقدسا، وغير متأثر لا بالزمن ولا في حركة الحياة، وانه الخير كله، وعليه ليس هناك ضرورة، ولا حتى استعداد لإعادة النظر فيه والعمل بالتالي على تكييفه مع متطلبات الحياة الجديدة والمختلفة عن سياقات نشأته وتطوره. وعلى ذات الشيء يصر المسيحانيون معتبرين إن مفاعيل النص لاتزال باقية، وتعطي نفس النتائج، وتغطي نفس الأهداف التي أتى بها ومن اجلها، وانه قادر على أن ينتج الظواهر نفسها، وأيضا والاهم ، انه شر كله. وكلا الطرفين يتقاسمان، في النظر إلى الإسلام، موقفا واحدا؛ ميتافيزيقي سكوني ولا تاريخي. ينظر إلى العقيدة، والى النصوص، بمنظار خارق، ويعطيهما دورا مقررا في الوعي، ويضفي على بنيتهما هالة من الخلود والأزلية لاتنسجم مع مايفترضه النظر العلمي من حركية وتحولات حتمية في الأشياء والظواهر لارتباطها بحركة التاريخ. والفارق الوحيد بين الاثنين هو أن المسيحانيين يأخذون واقعنا المعاصر، في الألفية الثالثة، بمنجزاته العلمية والعقلية والثقافية والأخلاقية، ويحاكمون به نصوص عقيدة المسلمين التي جاءت في ظروف تاريخية مختلفة، مجردين بذلك هذه العقيدة من شروط الزمان والمكان، مضفين عليها صفة الخلود الأبدي. بينما يجلب الإسلاميون العقيدة ونصوصها، بعد أن يجردوها من خصوصياتها، ومن سياقها التاريخي ليسقطوها على واقعنا المعاصر بكل منجزاته وحمولاته وهمومه بدعوى أن عقيدتهم تصلح لكل زمان ولكل مكان.

وهكذا بسبب هذه النظرة السكونية وغير العقلانية تنشب حرب نصوص. يدعّي المسيحانيون فيها أن النص الإسلامي هو الذي أنتج (وحشية) المسلمين وعدوانيتهم، ويأتون بسلة وفيرة من النصوص الداعمة، ويفاضلون بصورة مباشرة أو مضمرة بين دينهم( السمح، الرقيق) وبين دين( الهمج القتلة) المسلمين. وينبري لهم من الجهة الأخرى بعض الإسلاميين بإلقاء حفنة معتبرة من النصوص مأخوذة من مصادر المسيحيين تحض هي أيضا على العنف والقتل.

الطرفان يريدان تزييف وعينا بدفعنا للظن أن العنف مصدره نص ونزعة ذاتية، عرقية أو ثقافية، وهذ هو جوهر الطروحات العنصرية في كل مكان، حينما تحيل شرور معينة، افتراضية اغلب الأحيان، إلى مصادر ثاوية في ثقافة أو عرق مجموعة من الناس. بينما العنف، بمعناه الشامل وليس الفردي، هو ظاهرة تاريخية لها دوافعها وأسبابها، ولا يمكن أن تنفرد به مجموعة دون أخرى تتسم به وتمارسه طالما هي موجودة. فالعنف لايقع إذا لم تكن هناك أسباب محرضة، غير ثقافية أو عرقية، تدفع لارتكابه. والتاريخ مليء بشواهد دموية وعنيفة كان المسيحيون، رغم كل ادعاءات التسامح والمحبة، هم أبطالها. وقد ينبري لنا معترض بالقول أن ليس هناك نصوصا في كتب المسيحيين تحث على العنف والكراهية مثلما هو الأمر في الإسلام. وهذا الادعاء، رغم وجاهته، إلا انه يمكن لنا أن نجد له تفسيرا تاريخيا، خارج إطار الجواهر الثابت والمطلقات الدينية.

أكاد اجزم لو أن عيسى قد امتد به الزمن للتبشير بدعوته، ولو كانت رقعة اهتماماته الدعوية قد اتسعت مثلما حدث لمحمد لكان قد اضطر لتغيير الكثير من منطلقات مااتى به من تعاليم. فهو قد اعدم، كما مثبت في التاريخ، بعد بداية تبشيره بدعواه بسنتين أو ثلاث، وهذه فترة زمنية قصيرة بالتأكيد، لاتتيح لدعوة أن تنضج وتنمو وتتصدى لمعضلات واقع الحياة المحيطة بها. ولو نظرنا من ناحية ثانية إلى بدايات دعوة محمد، المعبر عنها في السور المكية، التي كانت تعبير تجريدي أولي عن منطلقات الدعوة العقلية، لوجدناها هي الأخرى قد حثت في الكثير من المواضع والمناسبات على المحبة والسلام وغيرها. ولم يحدث التحول في صياغات فكر الإسلام إلا بعد هجرة محمد وأصحابه إلى المدينة. حيث أخذت تتسع هناك رقعة الدعوة بعد ان امتد بها الزمن، ولهذا طرأت عليها تحولات عديدة أخذت صيغة التشريع المتصل بوقائع حياتية، وتصدت لمعضلات اجتماعية وسياسية وعرفية وثقافية وفكرية واخلاقية أملت، برأيي، هذا التحول في اتجاهات خطاب الإسلام. ولنقف هنا وقفة مع الخيال ونطرح تصورا افتراضيا ونقول: لو إن قريش قد نجحت في الخلاص من محمد بعد سنتين أو ثلاث سنوات من بدئه التبشير بدعوته، كيف كان سيكون عليه شكل الدعوة، وما ذا كان سيكون مصيرها وما هو نوع تعاليمها؟.

أضف إلى ذلك أن المسيحية، حينما تحولت، بعد قرون ثلاثة من انطلاقتها، إلى أيدلوجية توسعية للإمبراطورية الرومانية، كانت قد أخذت منحى صريحا في عنفه. وقد قضت روما على الوثنية في بلدان أوربا وضمتها إلى إمبراطوريتها بقوة السيف وبصليب عيسى.

وهذا الواقع يتفق تماما مع الطرح الذي قدمته أعلاه بأن العقائد والأفكار تتأثر بقوة بمن يحملها وبكيفية تصرفه بها، أي إنها لا تحمل صفات ومضامين مطلقة فوق تاريخية ملاصقة لها ومتضمنة فيها. وهذا نجد له أصداء حتى داخل النص الأدبي كوحدة خطاب فالنص الأدبي، شعر مسرحية رواية، حسب نظريات النقد الأدبي الحديث هو نص لانهائي ومفتوح لأنه لايمتلك سمات ومعان ثاوية وخالدة فيه. بل هو نص منفعل مع واقع تحولات البيئة التي يقرا فيها.

هذا فضلا عن ا ن أي عقيدة أو خطاب هما نتاج لبيئة محددة، يتفاعلان بها ومعها، ويكتسبان سمات( ليست خالدة) تلون بعض من خصائصها. لذا وجدت فروق بين الأديان وبين الأفكار والعقائد، وهي فروق ناتجة عن أوضاعها التاريخية وليس لطبيعة كامنة فيها أو في منتجيها. ناهيك عن أنها لن تؤدي نفس الدور ونفس الوظيفة على مدى الزمن.

وفي نفس المنطق يواصل المسيحانيون، بإصرار ملفت، التجاوز على منطق التاريخ حينما يصورون أن محمد، وبإرادة شخصية، ورغبة واعية منه، لشر كامن فيه وبقومه (الأشرار،الجياع، والمتخلفين) قد خطط، يحركه الحسد، للاستيلاء على ثروات أهل الخير والحضارة في الجوار. هذا الكلام ،ومعناه، وان جاء بدرجات متباينة من الجدية والسفه، يعبر في النهاية على إن قائليه قد تحدثوا، في الحقيقة، عن انفسم أكثر مما كانوا يتحدثون عن محمد وشعبه، فهم عبروا في هذا الكلام، ليس فقط على لا منطقيتهم ولا عقلانيتهم وحسب، وإنما بدرجة واسعة عن نزعة استعلائية وبنفس عنصري ـ ازدراء بشر( العرب أو البدو ) لهويتهم العرقية ـ ناهيك عن انه تعبير عن عواطف حقد وليس كلاما يمكن أن يصنف، ولو بغفلة من الوعي، كـ(نقد).

ومن جديد تلتقي الأصوليتان، المسيحية والإسلامية، مع بعضهما البعض، في لامنهجيتهما ولاعقلانيتهما حول هذه النقطة. فالإسلاميون، وبسبب من فهمهم الديني الميتافيزيقي للتاريخ، هم أيضا يتصورون أن اصطفاء( الله) لمحمد وللعرب هو السبب المحرك والمنتج لهذا الدين. وانه رسالة جاءت لهداية البشرية، وان تعاليمه تصلح لكل الناس، وفي كل الأزمنة.. والى آخر هذه الأطروحة غير العقلانية.

هذه الصورة، والمنطق العقلي الذي يقبع وراءها، هما أيضا نتاج نظرة لاتاريخية وميتافيزيقية تجترأ على منطق التاريخ حين تصور الظواهر التاريخية والأحداث والتحولات الكبيرة فيه على إنها انجاز فردي للشخوص الفاعلين فيها. ومع إن للأفراد دور لاينكر في صنع التاريخ، لكن الصانع الحقيقي لهذا التاريخ هو مجمل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحيطة بهذا الفرد. والفرد لاتحركه أو تتحكم بأنشطته نوايا ورغبات مزاجية وانية بقدر مايكون سلوكه ودوره استجابة معقدة ومتفاعلة مع معطيات ثقافته وبيئته وظرفه التاريخي الذي يشكله ويتشكل أو يتبلور بنشاطه هو أيضا.

والإسلام لايشذ عن ظواهر التاريخ الأخرى، لذا نجد أن السياق التاريخي الذي ظهر فيه الإسلام، وعلى العكس مما صوره (نقاده)، قد جسد استجابة عقلية، في صيغة دينية، لتحولات اجتماعية اقتصادية حضرية حدثت في شبه جزيرة العرب إبان ظهور محمد ودعوته ومهدت لها؛ وفرضت صيغة مختلفة للتنظيم الاجتماعي السائد آنذاك ـ اقتصاد البداوة المبعثر ذا النزوع المشاعي ـ استوجبت هذا الشكل من التعبير العقلي عنه. وهذا التحول في بنى مجتمع الجزيرة قد استند إلى مجموعة من المتغيرات في معاش الناس، وجاء بعد سلسلة متصلة من التطورات والتغيرات على ارض الواقع انتظم فيها عرب الجزيرة، لاسيما بجانبها الغربي ( مكة والحجاز) في نمط جديد للعلاقات الاجتماعية ارتكز على قاعدة نمو حواضر زراعية، ونشاط تجاري اخذ مدى خارج حدود الجزيرة، وارتبط باقتصادات ذات طابع اشمل (وقد صحبته بالضرورة تأثيرات سياسية وثقافية) رافقه نمو في صناعة*حرفية ( تعدين وغيره) مستقلة، أي قائمة بذاتها، مما يعني قدرتها على أن تأخذ دورا في الاقتصاد وعلاقات الإنتاج الجديدة النامية. كل هذا كان مترافقا، بحكم التطور وبتأثير الاتصال بالثقافات الأخرى أيضا، مع نمو وتحول في البنى العقلية التي كان الدين احد مكوناتها الكبرى. وهكذا جاء الإسلام ليفجر بنى علاقات هذا المجتمع، المتجزئ،من داخله، بمبدأ التوحيد وليصير القاطرة العقلية والتنظيمية لانفتاح افقه التاريخي الواسع الذي اخذ لاحقا توسعا جغرافيا تأسست على خلفيته حضارة ممتدة في المكان والزمان، هي الحضارة العربية الإسلامية، لعبت دورا مميزا في مسار الحضارة البشرية.

في الختام ينبغي التأكيد على إن نقد الدين هو أمر جوهري لتعيين مواضع الفشل في واقعنا، وبغير النقد، للدين ولغيره، لايمكننا أن نتجاوز مانحن عليه من تخلف وتراجع. لكن ماعرضت له هنا لم يكن نقدا للدين وإنما كان مفاضلة بائسة بين دينين لاتخدم في محصلتها النهائية، المسعى الافتراضي لنهضة المجتمع ونقض واقعه المتردي.

ان مشكلة مجتمعاتنا ليست في الإسلام كدين بحد ذاته (وهناك مشاكل عديدة لدينا لها أسباب أخرى غير الدين) وإنما في علاقته بالمجتمع وبالدولة، وبتوظيفاته السياسية والأيدلوجية. والطريق الأمثل، برأيي، لحل مشاكلنا، من بين أشياء أخرى عديدة،، ليس بتغيير خرافة بأخرى، باستبدال المسيحية بالإسلام، كما يتوهم التبشيريون، وإنما بالعمل على إنتاج وإشاعة التفكير العقلاني لنؤسس بذلك مجتمعا مدنيا ينجح في فصل حقول السياسة والعلم وحياة الناس عن الدين.
***
هامش:
*- اخترع العرب تقنية تقطير الخمور من الفواكه، وهذا، عندي، هو واحد من أعظم اختراعات البشرية، إن لم يكن أعظمها على الإطلاق. فبفضله صفيت عقول ونفوس البشر، ونمت مخيلتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتاز
حميد كشكولي ( 2011 / 11 / 13 - 22:52 )
أحييذ عزيزي خالك على مقالتك القيمة هذه واشكرك . إنني أتفق معك كل الأفكار الواردة في المقال وقح سبق لي ان ذكرتها في مقالات وتعليقات لي سابقة. وحقا ان الدين لا يغير من العلاقات الاجتماعية للمجتمعات و لا ينقلهم من مرحلة ألى أخرى متطورة أو متخلفة وان نمط الانتاج و علاقاته هما الذان يحددان اسلوب الحياة . لقد ذكرت سابقا إن قبائل كثيرة مثل الغساسنة و اللخميديين كانوا مسيحيين لكن مسيحيتهم لم تشفع لهم و لم تجعلهم يعيشون حياة مثل حياة الرومان والساسانيين وكذلك كانت الى عهد قريب عشائر زيبارية وهركية و بارزانية مسيحية من اتباع الكدنيسة النسطوريانية وكانوا يعيشون حياة الرعي وعدم الاستقرار. وهكذا كانت والدة جنكيز خان و زوجته مسيحيتان ولم يمنعانه من سفك الكماء و تخريب بغداد و حواضر اسلامية أخرى
وقلت ايضا ان المسيحية مثل الاسلام بدأت مسالمة و بعح عدة قرون كشفت عن انيابها المفترسة


2 - اصوليتان تتصارعان
شاكر شكور ( 2011 / 11 / 14 - 04:13 )
برأي ان أغلب المقالات التي تنتقد الأسلام تنشر بأقلام من كتاب مسلمين بعد ان يكتشفوا بأن القرآن هو من صنع بشري ، ويشارك المسيحيون كتاب هذه المقالات بتعليقاتهم وهجومهم على الأسلام لأنهم ضحية اضطهاد وطرد من اوطانهم بسبب التعاليم المحمدية التي لا تعترف بأي دين سوى بالدين الأسلامي كدين الله ، برأي لم يكن كاتب هذا المقال عادلا حين ذكر بأن المسلمين لا يجيبون على نقد المسيحية بالمثل لأنهم يحترمون مقدس المسيحيين، والحقيقة أن القرآن يسمي المسيحي بالمشرك ويهاجم جوهر عقائد المسيحية ويفرض على اهل الكتاب الجزية . من حق كاتب المقال ان يدعو الى ايقاف نشر المقالات التي تنتقد الأديان عامة لأتاحة الفرصة للمقالات التي تعالج الوضع السياسي الراهن ، ولكن ليس من حقه ان يكون قاضيا يفتي بصراع الأديان لأنني لاحظت بأن الكاتب يساوي بين الضحية والجلاد حين يسمي الموضوع باصوليتان تتصارعان ، وعليه ارى بأن السيد كاتب المقال اخذه الحنين الى الأسلام ولم ينجح في تقمص دورالماركسي الذي لا يعير للدين اهمية ، تحياتي للجميع


3 - تقديراً... وتساؤلاً
حميد خنجي ( 2011 / 11 / 14 - 04:41 )
مقالة فضيعة، عميقة..متماسكة منهجيا.. يجب قراءتها بتأنٍ. اهنيك ايها الكاتب الكريم على هذا العطاء الجميل
لكني لم افهم فحوى الهامش بالضبط،على اهمية ذاك الاختراع الانساني الكبير، والمفترض أن يكون سحيقا! لكن هل صحيح-علميا- ان العرب (اهل الجزيرة)هم بالفعل من قام بالاختراع المذكور-تقطير الخمر من الفاكهة- ( شح الفواكة في جزيرة العرب/عدى التمر!)؟! أم ان هذا الرأي مجرد افتراض او تقرير ذاتي محض؟!؟... على كلٍ هذه مسألة في حاجة الى مقارعة علمية أدق، وقد فتحتَ-مشكورا- سابقة غير مطروقة، على قدر معرفتي المحدودة في هذا الامر الهام
شكرا مرة اخرى-اخي الكريم- على هذه المقالة السلسة ،الاقرب الى نفسٍ بحثيّ او دراسة قصيرة، منها الى مجرد مقال


4 - العزيز حميد كشكولي
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 14 - 08:01 )
الاخ العزيز حميد كشكولي

شكرا على التعليق والاضافة المهمة
.
صرنا نتوهم احيانا، ياعزيزي، ان الفهم العلمي للتاريخ صار بديهة، ولكن للاسف تطلع علينا بين حين واخر افكار ومواقف تجعلنا نشعر وكاننا مازلنا في بداية الطريق، وتفرض علينا ان نعود للتذكير بضرورات الفهم العلمي للتاريخ. صحيح ان الصراع على الماضي هو من اجل الحاضر لكني اشعر ، بعض الاحيان، بان هكذا نقاشات هي تبديد للطاقات. فيما غيرنا يحبك خططه ويهيء عدته. الاسلاميون، يتبعهم (الاصوليون من كل الاصناف) على الابواب، يضعوننا كما يضعون انفسهم على مفترق طريق حادة فيما البعض يوقد في نارهم مانحا اياهم فرص مجانية للتهييج
.
تحياتي لك


5 - الاخ حميد خنجي
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 14 - 08:04 )
الاخ حميد خنجي

شكرا جزيلا اخي العزيز على تقييمك الايجابي وتعليقك
.
في الحقيقة المعلومة عن الخمر هي من المعلومات المشاعة وقد جرى الكلام في المصادر التي قراتها عن استخراج الخمور من التمر والفواكه كالعنب. وقد ذكر ذلك حسين مروة في كتابه (النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية) (طبعا لا اظن انه موجود في البحرين، ولكن هناك نسخة الكترونية مشاعة على النت يمكنك انزالها ان رغبت). ولم تجر الاشارة المباشرة الى التقطير الا في نص لهادي العلوي عن الخمر قال فيه ( واستقطر الكيمياويون في العصور الاسلامية مادة كالخمر سميت الغول... وقد انتقلت هذه المادة باسمها العربي الى اللغات الاوربية ثم عادت الينا في صيغة الكحول) ربما كان المقصود بهذا الكلام جابر بن حيان الذي ينسب له اختراع التقطير. وقد ذكر المؤلفان ان العرب في الجاهلية كانوا يصنعون الخمر والنبيذ ويشربونهما. وقد ميز العلوي ببعض التفصيل بين الخمر والنبيذ.

وعلى العموم انا وضعت الملاحظة بصيغتها وعلى الهامش لتطرية الجو، لاني قصدت فيها الخمر وليس التقطير وذلك لاستمالة قلوب من يحبون شرب العرق.

تحياتي لك


6 - لاخ شاكر شكور
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 14 - 08:20 )

الاخ شاكر شكور

لم افهم من قصدت بالمسلمين الذين اكتشفوا ان القران صنع بشري؟ هل تعني الذين تحولوا الى المسيحية، وبهذا فهم مسيحيون، ام تقصد الماديين الذين يساوون بين الاديان جميعا؟ ولااظن بان افكار هؤلاء ومنهجهم يشجع المسحيين على تاييدهم.

على العموم انا تحدثت عن نشاط تبشير ديني مسيحي واضح المعالم في الموقع، حاول ان يظهر نفسه وكانه موقف عقلاني وتنويري، وانا حاولت ان اكشف زيف هذا الادعاء. وقد تحدثت بصورة عامة، لكن اذا اقتضت الضرورة التحديد والاستشهادات فربما سافعل هذا في المستقبل.

لم ادعوا لمنع نشر هذه الاراء، رغم ان الكثير منها ينحو منحى عنصريا واستفزازيا لاعلاقة له لا بالراي الحر ولا بالحوار. ولم اقل ان الاسلاميين لايردون قلت انهم لايشتمون. هم يكفرونكم، انا اعرف هذا، ولكنهم لايحقرون مقدساتكم. وانا حددت هذا بوضوح. اما عن حيدي عن الماركسية التي لم اوفق في (تقمصها) على حد تعبيرك فهذا مالااستطيع انا تقييمه.

تحياتي للجميع


7 - شكرا على التوضيح والتواصل
حميد خنجي ( 2011 / 11 / 14 - 09:00 )
شكرا اخي خالد على التواصل، ولواننا ابتعدنا عن متن موضوعك الهام
قبل الدخول الى عالم الخمر الذي يرجع الى اقدم العصور(السومريين.. ومعاصريهم) لم افهم بما عنيته انه غير موجود في البحرين؟! اكنتَ تقصد كتاب -مروّة-، فإنه موجود تقريبا في كل بيت مثقف ومهتم منذ اصداره الاول (لدي نسختين على سبيل المقال).اما اذا قصدتَ الخمر نفسه فحتى الديلمونيين قد جروها من التمر والعنب! فكما ترى يا عزيزي تاريخ الخمر قديم كقِدم الحضارات .. كما يفيدنا الرابط أدناه
http://en.wikipedia.org/wiki/History_of_wine
هذا مطلعه
The history of wine spans thousands of years and is closely intertwined with the history of agriculture, cuisine, civilization and humanity itself. Archaeological evidence suggests that the earliest known wine production occurred in Iran and Armenia dated between 6,000 BC and 4,000 BC, respectively.[1][2][3] The archaeological evidence becomes clearer and points to domestication of grapevine in Early Bronze Age sites of the Near East, Sumer and Egypt from around the third millennium BC.[4]


8 - الاخ حميد خنجي
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 14 - 17:52 )
نعم اخي العزيز حميد خنجي قصدت كتاب حسين مروة وفوجئت قليلا في انه موجود عندكم لاني اتوقع انه كتاب لايرحب به هناك لاسيما في فترة صدوره.
شكرا على المتابعة والى لقاء
.


9 - جواب للأخ خالد كاتب المقال
شاكر شكور ( 2011 / 11 / 14 - 19:31 )
قولك (لم افهم من قصدت بالمسلمين الذين اكتشفوا ان القرآن من صنع بشري) ، وذكرتَ في تعليقك فئتين من المسلمين ونسيت بان هناك فئه اخرى من الذين لا يزالون على دينهم ولكنهم يبحثون في الكتب الدينيه لمعرفة الحق ، والفئه الأخيرة لا تتردد بنقد اية آيه قرآنيه لا تتوافق مع العقل البشري ويكتبون مقالاتهم بكل جرأه وبأسماء مستعارة وهم لا يزالون يمارسون الشعائر الأسلاميه ، هذا ان اهملنا مقالات فئة التنابز بين الشيعه والسنه ، وعودة الى فئة الماديين الذين يساوون بين الاديان ، فقولك (ولااظن بان افكار هؤلاء ومنهجهم يشجع المسحيين على تاييدهم) أنا اتفق معك في هذه الجزئيه ولكن هذه الفئه تسمح بكل رحابة صدر بنشر تعليقات المسيحيين حتى ان كانت تبشيرية واغلب منتسبي هذه الفئه هم متذبذبين بين الألحاد والحنين الى الدين..... فاتني في تعليقي السابق ان ارد على قولك (أكاد اجزم لو أن عيسى قد امتد به الزمن للتبشير بدعوته …..لكان قد اضطر لتغيير الكثير من منطلقات مااتى به من تعاليم....)..... ......يتبع رجاء


10 - تتمة جواب
شاكر شكور ( 2011 / 11 / 14 - 19:33 )
اعتقد ان من جاء بهذا الأفتراض هم كتاب الأسلام المتشدد في مواقع حراس العقيدة والغايه منه هو التقليل من اهمية رسالة الفداء التي جاء بها السيد المسيح ، وهذا الأفتراض هو اتهام خطير جداعلى معظم عظماء التاريخ الذين انتهت حياتهم قبل الأوان ، ففي نفس القياس يمكن اتهام اي شخصية تاريخية بأن العالم الفلاني لو كان قد عاش لفترة اخرى لبدل رأيه في مؤلفاته . ألحقيقه ان هذه النظريه مع الأسف اخذها الأسلاميون من موضوع الناسخ والمنسوخ وانعكست على جميع تصرفاتهم ، ولنرجع الى موضوع الفادي المصلوب ، يا اخ خالد لو كلفت نفسك في قراءة قصة صلب المسيح في الأنجيل ستجد بأن المسيح قال مرارا لتلاميذه بما معناه اني ذاهب للموت طوعا ، وقال ذلك لأن ما اتى لآجله لم يكن ليتحقق الا بالفداء حسب نبؤات العهد القديم اي ان رسالته كانت محددة الهدف وأكملت بالفداء ، ورغم تنبئه مسبقا بأن احد تلاميذه سيسلمه لليهود في حالة بقائه في ديار اليهودية لكنه اختار الموت على الصليب ، تحياتي ألك وين انت موجود كما تقول كلمات اغنية حسين نعمه


11 - نقد
ناصر فهمي ( 2011 / 11 / 15 - 08:36 )
التعليق رقم 2 الاخ شاكر شكور المحترم
ماورد فيه يمثل الصواب مع اضافة ان الاسلام في نصوصه الكتابية يعادي المسيحية ويحث على قتلهم حتى قبل ان يغزوا البلدان المجاوره وهي غير عربية (قبطية -ارامية -سريانية ) وبعد الغزو استباح سكان البلدان وسبا النساء والاطفال وحكمهم مستمر كما نرى اليوم بقتل الاقباط واستباحة كنائسهم -
لايمكن وقف النقد لمثل هكذا عقائد غير انسانية وذلك لاطلاع الجيل الحالي على واقعهم -
الاخ خالد في اجابتكم بالتعليق رقم -6- انهم يكفرون ويحتقرون الناس ويصفون الكنائس بانها مواقع للشرك ويطلقون عاي المسيحيون ( الصليبيون )ودعاء شيوخهم في صلاة الجمعه بموت المسيحيون وتيتيم اطفالهم مستمر - والله الموفق-


12 - تحية وتقدير للكاتب
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 16 - 10:06 )

في الحوار المتمدن يا سيدي الكريم من تصدوا لمثل هذا الموضوع

واعتبر نفسي منهم ,,,, اما ان يعتبر محور ارتكاز في تحليل هذه الظاهرة , ربما طبيعة صفحات الحوار وواقع العصر الذي نحياه لا يسمح بان يكون الانترنت مآلاً لدراسات موسعة مستفيضة

وعلى العموم ما تناولته اخي الفاضل مهم ... وواضح .. ودقيق للغاية

وقد ذكرت يا اخي ما اسماه المؤرخ شبنغلر في كتابته للتاريخ بظاهرة - المعاصرة - اي مقارنة خطوط من الوقائع التاريخية مع بعضها

فهو يرى في سبيل المثال واشنطن وتاسيسها في الحضارة الغربية ، يعاصر تماما تاسيس بغداد في الحضارة العربية ( كما يسميها هو ) ، وكذلك ما ذكرته انت اخي الكريم من ان المسيح لو امتد به العمر ونجح في ارساء اسس اول جمهورية مسيحية يقودها هو كما فعل محمد ، لكانت المسيحية اليوم مختلفة تماما واضطرت لمحاكاة الاسلام في واقعه المنهجي السياسي ....وهي مقارنة - التعاصر - التي تطرق لمثلها برنارد شو في كتابه المسيح ليس مسيحيا

شبق وناقشت مثل هذه الامور في عدة مواضيح نشرتها هنا في الحوار في معرض نقدي لمتابات وفاء سلطان وكامل النجار ... وهي مجموعة طويلة من المقالات نشرتها مطلع العام


13 - الاخ وليد مهدي
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 16 - 17:15 )
انا اعرف ان هناك جولات سبقت ماطرحت وفي نفس الاتجاه وراعني مستوى التعليقات والردود حينها على ماطرحته انت واخرين، لاني كنت حينها بصدد كتابة مادة عن ادب التعليق لالحقها بمادة سابقة عليها اجتهدت فيها برسم ملامح الكتابة الانترنيتية، وحين تتبعت التعليقات السائدة فوجئت بطبيعة العقل والسلوك اللذين كانا يمارسان عبر التعليق، فغيرت وجهة الموضوع الى نقد التعليقات بعد ان اصابني (ولاازال) القنوط بسبب هذا المستوى. حقيقة كان خيبة امل
.
والملفت ان مادار، ومايزال يدور، هو ليس نقاشا بقدر ماهو تخندق هستيري. ويحزنني احيانا ان ينحدر شخص ما لمستوى طرح اراء واستنتاجات غير منطقية ولا متوازنة ليعبر فقط عن مشاعر كراهية.

لكن يااخي العزيز انا اظن ان هناك جهدا منظما يدفع باتجاه محدد، ومايؤسف له هو ان هذا (الجهد) يبحث عن المشاكل وحلولها في المكان الخطأ.

تحياتي لك اخي العزيز



14 - لاخ ناصر فهمي
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 16 - 17:18 )
ا
انا اعرف ا الاسلاميين يكفرون المسيحيين ويستبيحونهم ولاادافع عن هذا وعلى العكس ادعو لمواجهته ونقده كما رغبت انت في النقد تماما ولكن مااوردته من افكار هنا هي ليست لانقدا ولارايا موضوعيا، هذا عن محتواها اما منهجها فليس بالعلمي، حسبما افهم انا المنهج العلمي.. من هذا المنطلق ناقشت.
نقد الدين سيفرحني بالتاكيد ولكن اذا كان نقدا موضوعيا وجادا وشاملا لايقتصر على جهة ويمتنع عن اخرى..
***


15 - الاخ شاكر مرة اخرى
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 16 - 17:20 )

تقول في تعليقك (هناك فئه اخرى من الذين لا يزالون على دينهم ولكنهم يبحثون في الكتب الدينيه لمعرفة الحق) واظنك تقصد بالحق المسيحية، لانك في الاخير دعوتني، مشكورا، لان اقرا الانجيل (الذي قراته قبل دعوتك الكريمة بسنوات طويلة) لاعرف معنى الفداء، وهذا يعني ان علي ان اصدق قصة ونبوءة وعقل المسيح من المسيح نفسه، واهمل أي منهج علمي وكل معطيات التاريخ. بينما انا اعرف اننا لايمكننا ن نحكم على شخص او جماعة من خلال حكمهم هم على انفسهم. وربما تريدني ان اصدق بكل ماجاء في الكتاب المقدس من ان عيسى قد شفى البرص واعاد البصر لاعمى وحول الماء الى خمرة وانه ولد من امراة عذراء،واؤمن ايضا، او اصدق بقيامته ومعاده. ولاادري لم قبلت لي بهذا الهوان. بالمناسبة وقائع التاريخ تقول انه اعدم بالقرعة بعدما اختاره العامة للموت دون قاطع الطريق... مع ذلك انا لم ادعو لمنع التبشير، ليبشر من يريد ان يبشر ( رغم انه بذلك يضيع وقته ووقت الاخرين) لكن لايدعي من يفعل ذلك بانه يمارس نقدا عقلانيا وتنويريا، بينما هو ينطلق من خرافة ليواجه خرافة
يتبع.


16 - تكملة للاخ شاكر
خالد صبيح ( 2011 / 11 / 16 - 17:21 )
من طبيعة العقل الاصولي انه لايقوى على مواجهة ومناقشة الاخر الا اذا موضعه في موقع يختاره له ويفرضه عليه، لذا انت حين ناقشتني حشرتني وفكرتي مع الاسلاميين، لان بغير هذا التموضع القسري لن يكون هناك نقاش بالنسبة لك.

مااعتقد يحتاج اذكرك بان الخلاف لايفسد للود قضية..مو؟.
تحياتي لك

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -