الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبرالية ساركوزي واوباما المتوحشة

عبد الرحمن تيشوري

2011 / 11 / 14
العولمة وتطورات العالم المعاصر




الليبرالية :

اقوى واشهر مذهب ونظرية فكرية سياسية واقتصادية واجتماعية تفوقت على سائر
المذاهب الاخرى طوال القرون الماضية وبرهنت انها الاقدر على التكيف
والاستمرار وانها الاقدر على معالجة المشكلات
- لكن وصف فوكو ياما لها بانها الوجه الاخر للبشرية وانها نهاية التاريخ امر غير
مقبول وهو مصادرة للمستقبل وسيثبت التاريخ ( وقد بدأ مع الازمة المالية يثبت ذلك )بان الذي انتهى هو نهاية نظرية نهاية التاريخ لان التاريخ الانساني مفتوح على كثير من الاحتمالات التي لا يمكن مصادرتها وحصرها وتقنينها وهي نتاج البشرية في القرون الاخيرة جاءت نتيجة تحولات تراكمية معرفية وسياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة

الليبرالية والتغيرات العالمية الجديدة


• اختلال موازن القوى لصالح الراسمالية العالمية وخصوصا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية
• هيمنة مطلقة غير مسبوقة للراسمال المضارباتي غير المنتج
• تسريع تمركز الراس المال في ايدي اقلية من الاحتكاريين حيث يملك 358 ملياردير ثروات تضاهي 60 % من سكان العالم
• تحكم الشركات المتعددة الجنسيات في الاقتصاد العالمي
• استعمال مديونية البلدان النامية العالم ثالثية لتعميق تبعيتها واخضاعها لمؤسسات
العولمة المتامركة
• تراجع دور الدولة الاجتماعي والاقتصادي وخسارة الطبقات العاملة الوسطى التي تتعرض لهجوم ليبرالي متوحش
• خوصصة مؤسسات القطاع العام وتسريح جماعي للعمال
• تنامي البطالة في العالم وتراجع الاجور
• التراجع عن المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق العمال ( حق العمل – حق الحماية من البطالة – حق الاجر الذي يضمن الحياة الكريمة

كيف نتعامل مع الليبرالية الجديدة المتوحشة ؟


ان رفض الاثار السلبية للعولمة والليبرالية الجديدة لا يعني اطلاقا رفض التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يوفر امكانات هائلة لتقدم البشرية لذلك يجب قراءة الحضارة الغربية العولمية قراءة نقدية وكشف الاسس التي قامت عليها وفساد نظريتها لجهة استعمار واستغلال الشعوب وتد مير اقتصاديات الدول الفقيرة
• علينا الانتفاع باقتصاد السوق وبالليبرالية دون الانبهار بها ودون الانجراف مع عقلية السوق بل علينا عقلنة السوق
• علينا اعادة تشكيل معطياتها النافعة من مكتشفات علمية واساليب بحث ووسائل ادارية لا سيما ادارة الاقتصاد وادارة الافراد
• علينا الدخول معها في صراع فكري ومناورات لزحزحتها عن قيادة العالم وسوقه بالعصا والقوة والمال
• لقد اهتم المفكرون العرب بقضابا كثيرة مثل ( التنمية – الاشتراكية – التقدم – التنوير – العلمانية - -----) لكن كل ذلك لم يحدث انقلاب فكري منشود وبقيت الابحاث تراوح مكانها دون اي مؤشر للخروج من التيه
• تعمل العولمة التي تقودها امريكا اليوم على تحطيم المكونات الفكرية والحضارية والثقافية والانماط المعيشية والانتاجية لبلدان العالم النامي والاسلامي والعربي
• ان ما يجري الان في العالم خطير جدا جدا (الانهيار المالي الكبير والازمة العالمية )وقد قبل به الشركاء الغربيون بشراكة ثانوية لكن امريكا فرضت نفسها على العالم بطريقة بربرية وهي تدعي الحضارة وحقوق الانسان وحماية الديمقراطية لكنها كاذبة في كل ما تقول وهي تقدم وصفة ديمقراطية لدول العالم الثالث عبر مايلي
• 1 – اقامة نظام حكم ديمقراطي يعتمد التعددية ويقيم دولة المؤسسات والقانون ويخلو من الاستبداد ويعتمد الانتخابات الحرة على زعم انه تمثيل لارادة الشعب
• 2 – تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية مرتكزها الخصخصة اي اعتماد القطاع الخاص
• 3- الالتزام بحقوق الانسان المحددة بوجهة النظر الغربية التي تنص على اطلاق شهوة البطن وشهوة الجسد والاستهلاك وتسليع كل شيْ
لكن هذه عناوين للاستهلاك لان امريكا هي العدو الاول للبشرية والانسانية وعلى جميع امم الارض الوقوف ضدها لتفكيكها وثنيها عن الطريق التي تمضي بها وذلك من اجل حماية العالم وحماية الشعب الامريكي من اليمين الامريكي المتطرف الحاكم في امريكا الذي نأمل ان يتغير مع انتخابات اوباما وفريقه وساركوزي وفريقه

الاسس العامة لليبرالية

1- الفردية وتعني الثقة بالفرد ودوره وتركز على حرية العمل والتملك واختيار النشاط وهي صدى لمذهب الاقتصاد الحر ( دعه يعمل دعه يمر) دون اي تدخل للدولة
2- التعددية اي التعددية في الاحزاب وفي الثقافة وفي الاقتصاد والايمان بفضيلة الحوار الذي يعني البحث عن الحقيقة وعدم الاقصاء وقبول المعارضة والراي الاخر لان لااحد يملك الحقيقة كلها وليس من حق احد مصادرة اراء الاخرين
3- الحريات والحقوق العامة ويعني ذلك ترسيخها وحمايتها واحترامها لا سيما حرية الفكر والعقيدة والنشر والتعبير والقبول بالمساواة امام القانون واحترام التقرير للاغلبية واحترام راي الاقلية
4- مبدأ فصل السلطات الذي يعني توزيع السلطات الى ثلاث تشريعية تسن القوانين وقضائية تقيم العدل وتحكم بين الناس وتنفيذية تنفذ القوانين ضمن شروط هي عدم اساءة استعمال السلطة والسلطة تحد السلطة من اجل ايجاد حكومة معتدلة رشيدة تحمي الحقوق والحريات ولا تتعسف ولاتنهب المال العام
5- الراي العام وضرورة كسبه ومراعاته وتقديم البرامج اليه وهذا امر هام جدا وذلك من خلال اللجوء الى الصحافة ووسائل االاعلام
6- العلاقة بين الدولة والمجتمع ويجب ان تكون علاقة مصالحة بشكل دائم لا عداء بينهما وذلك من خلال تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني (القطاع الاهلي )
7- التداول السلمي للسلطة اي دون عنف من خلال التنافس الحزبي السليم وحكومة الظل والانتخابات التنافسية والاقتراع التمثيلي والانتخاب وكسب اغلبية الاصوات عبر برامج الراي العام
8- سيادة حكم القانون وذلك لمنع احتكار القوة وخلق توازن داخل المجتمع وجعل السلطة اداة تنظيم الحرية والرقابة على اعمال السلطات جميعها واقامة دولة القانون والمؤسسات والحكم الجيد الرشيد السديد الذي يستهدف التنمية المستدامة

الانتقادات الموجهة الى الليبرالية


1- تعطي الليبرالية حريات صورية للافراد اي حريات ليست كاملة وهي منقوصة ما لم تستكمل بحريات اقتصادية وثقافية واجتماعية لجميع الناس
2- الدولة الليبرالية لا تمثل عالمية الحرية كما يقول فرنسيس فوكو ياما وانما تعني منح الحرية للطبقة الثرية الرأسمالية لعاالمية التي لا تستغل شعبها فقط بل كل شعوب العالم الفقيرة وماجرى في ليبيا وا لعراق مثال صريح ونحن لا نستطيع ان نقول ان الدولة الليبرالية هي اهم دولة في العالم وهي الواحة لان ذلك غير سليم وغير منطقي لانه يمثل مصادرة للمستقبل وهذا تبشير ايديولوجي مرفوض لان المستقبل الانساني مفتوح ويحمل الكثير من الخيارات والاحتمالات
3- لم تحقق الليبرالية وعودها عندما قامت ضد الاقطاعية حيث تم استبدال الاقطاعي بالبرجوازي وبقي الاستغلال مستمرا حيث تشير احصاءات الامم المتحدة الى ان 1 % من الامريكيين يملكون 60 % من الناتج القومي الامريكي البالغ ( 11000 ) مليار دولار كما ان (358 ) ملياردير يمكن جمعهم في قاعة طعام واحدة يملكون 60 % من ثروات العالم ثروات 3 مليار نسمة
4- انتجت الليبرالية الفكر الفاشي والنازي في اوربا

الليبرالية في الميزان

لقد ادت الليبرالية الى توحش الراسمالية التي سيطرت على العالم والقت 80 % من البشر على قارعة الطريق وعلى مزبلة التاريخ وبعد كل هذه النتائج السلبية من حقا نحن العرب والسوريين ان نقول ان الليبرالية كما تطرح امريكيا ليست خيرة ولاتريد الخير لنا ولشعوبنا لذا علينا ان نختلف باقتصاد السوق الاجتماعي عن الليبرالية لكن مانراه في واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والاداري نفس نتائج الليبرالية
من هنا فمن من حقنا ان نعتبر ان امريكا هي العدو الاول للبشرية هي والليبرالية التي تسوقها التي تعني امركة للعالم وتركيع للشعوب ونهب لاقتصادات العالم لذا يجب البحث عن عولمة وليبرالية بديلة تلتزم بحقوقنا كامم وشعوب وهذا ما دفع بسوريا الىاعتماد صيغة اقتصاد السوق الاجتماعي التي تجمع بين اليات السوق والعدالة الاجتماعية التي لم نراها حتى الان في الواقع ودور الدولة المتدخل لمصلحة المجتمع هذه الصيغة التي ترفض توحش الليبرالية كما ترفض فساد وترهل الاشتراكية

يجب تحديد الاهداف المطلوب الوصول اليها
ومحاسبة الحكومة على اساس الانجاز
- تحديد حجم الناتج الممكن الوصول اليه عام 2010(1500مليار او 1800مليار).
- تحديد حجم الدخل الفردي في تلك الفترة (1400- 1500دولار).
- تحديد حجم البطالة في عام 2010 هل تبقى 15% هل نخفضها الى 5%؟.
- ما حجم الاستثمار المطلوب في الناتج 25% او 30% او 40%؟.
- ما حجم الاستثمارات التي تمّ جذبها 2 مليار دولار- 3 مليار دولار.......؟.
- ما مصير القطاع العام وشكل الملكية فيه؟.
- ما شكل العلاقة بين الاجر والمستوى العام للاسعار – توارزن جزئي- عدالة اجمالية..؟.
- نسبة المؤهلين تاهيل عالي في القوة العاملة 30%.
- نسبة مشاركة المراة في جميع المجالات 35%.
حتى يسير اقتصاد السوق السوري الاجتماعي
في الاتجاه السليم
لا بد من تنفيذ الاتي
- وضع استراتيجية عامة للاصلاح الكامل تحدد الادوات والاهداف المطلوب الوصول اليها خلال زمن محدد.
- اعادة تقييم تجربة المعهد الوطني للادارة من الالف الى الياء لا سيما توزيع الخريجين وتعويضاتهم
- اتخاذ تدابير صارمة وتشريعات تؤدي الى خفض معدلات السكان وعدم تقديم الدولة لخدماتها المدعومة والمجانية الا طفلين فقط في الاسرة الواحدة.
- تطوير التعليم بما يؤدي الى ربطه بحاجات المجتمع وتحفيز الطلاب نحو الاختصاصات المطلوبة المرغوبة الموجودة في سوق العمل وتطوير طرق الامتحانات وتحفيز الطلاب نحو الدراسات العليا وجعل الدراسات العليا اكثر شعبية واقل كلفة.
- هناك الكثير من الامور في سوريا يمكن خلق منها مواضيع عمل يعمل فيها الاف الناس لا سيما صناعة السياحة المتكاملة
- وضع سياسات مالية ونقدية واقتصادية رشيدة وصائبة تحرك الاموال القابعة في خزائن المصارف التي تصل الى 600 مليار ليرة سورية ونحن نبحث عن المليارات من اجل خلق فرص العمل وتمويل بعض المشاريع الاقتصادية الحيوية.
- ترسيخ ثقافة العمل على اساس الانجاز والاداء ونبذ ثقافة الواسطة والمحسوبيات والقضاء على الفساد والافساد والفاسدين وترشيد استخدام السيارات العا مة والتعاون المطلق مع القائد الشاب وطبيب المشاكل في سوريا الذي يتسم بالشموخ والوطنية الخالصة.

عبد الرحمن تيشوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف