الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابعة عصرا-

شهناز أحمد علي

2011 / 11 / 14
الادب والفن


الرابعة عصرا"

تنتظره بشغف , لأيامها لون البنفسج ....و أفق يعانق الغروب من أجل الشمس و يوما آخر قادم. رائحة ذاك المنزل وتلك الحارة العتيقة يختبئان في ذاكرتها, ما زالت تحن لساكنيها خانتها الذاكرة ونسيت أشياء" كثيرة, لكن عبق الحياة ما زال في تلك الحارة ينتظر الطلاب القادمين ......
إمرأة عجوز تشعر إنها جدتها , صبيتان مختلفتان في كل شئ إلا في سرد قصة شبان الذين نجوا من مدرسة المدفعية في حلب , لم يخطر ببالها قط سيأتي يوم تندم على فوات تفاصيل تلك القصة منها, خدوج مشاكسة تعشق الحياة تجامل خطيبها الضابط وابن العم وتسرد بجنون رحلتها السرية مع حبيبها الى الساحل وقضاء يوم لن تنساه ما حييت." بربك اترك هذا الكتاب اللعين لن يهرب منك والامتحانات بعيدة وانظري اليه انه رائع اليس كذلك" ترد مجاملة نعم علما" حتى اللآن لا تعرف على سطح أي بيت كان يقف حبيبها, لكن ما زال بريق عينا خدوج يمتزجان مع خيوط الشمس ويعانقان تلك البيوت في السريان القديمة.

الأخت الكبرى رزينة تهتم بسياسة اختبئ في ذاكرتها نقاشاتها حيث رافقتها في احدى زياراتها الى بيت صديقتها بعد أعوام عدة تمنت اللقاء بها ربما لأنها سلكت ذاك الدرب بشكل آخر. الغرفتان التي تم تأجيرهما للطلاب قدموا من أقصى الشمال حميميتان وتلك النافذة كتبت قصص كل من مر بجانبها وأجمل ما علق بذاكرتها سلام إمراة برفقة زوجها تمر في ذاك الشارع عصر كل يوم قائلة: للنسوة اللواتي اجتمعن أمام الباب" سعيدة", بعد مرورها بثواني يهمسن لسانها عسل ... الأخت لبنانية .

تدخل المرأة الجدة الى المطبخ الصغير لمساعدتها في طبخ البامياء , لم يسبق لساكني الدار أن اختلفوا على المطبخ المشترك لسبب بسيط فأصحاب الدار لم يكون عائلة حلبية وجبة زيتون وشنكليش يفيان الحاجة أحيانا" كثيرة.
فرح الإنتظار يعانق وجنتيها ونسمات باردة في عصر شهر آيار يرد لها الروح يأتيها صوت خدوج المليء بالعشق والتمرد" ها...ها..اقترب الموعد بالله عليك تحدث" عنه" قليلا" " , تبدأ الحديث عنه وصوتها مليء بالإنتظار, الفجر لا يبشر بالجديد لكن يحمل في طياته شمس حبلى تنتظر يوما ما والسنابل تجدل الضفائرمن أشعة الشمس لبدء الموسم , الفلاحات يملأن البيادر بمواويل الحزن والأمل. يبدأ الطريق من مدينة جار عليها الزمن لا يستطيع أهلها عشقها علنا", يمر بالقرى الطين والتعب واعدا" بأيام أقل ألما" عندما يقترب من الفرات يلوحن له حوريات تمردن على البحر و يجدلن ضفائر فتيات اختبئن في أزقة كوباني بإنتظار زين . خدوج اسمعيه أنه قادم صفيره يشبه ألحان سمفونية نينوى القادمة من ميزوبوتاميا , رقص الدمع في عينيها , بقدومه فاح رائحة التراب في أزقة حلب , كان قطارا" قادما" من قامشلو.



شهناز أحمد علي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??