الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطلحات سادت مع الربيع العربي

حسن محمد طوالبة

2011 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت مصطلحات كانت تستخدم في الحياة العامة,اي حياة الشوارع المرفوضة اخلاقيا , مثل البلطجة بالمفهوم المصري , والشبيحة بالمفهوم السوري , والسرسرية بالمفهوم العراقي .
ومعظم هذه المصطلحات ليس لها اي معنى في القواميس , الا انها مشتقة من كلمات غير عربية . فالبلطجة من بلط وتعني " كثير الحركة والايذاء " . والبلطة تعني " ضرب من الفؤوس , وهي اسم الفأس بالتركية " . البلطجي : " من يسير مع العسكر لاجل تسهيل الطريق بقطع الاشجار واقامة الحصون " . وهي لفظ دارج في العامية وليس له أصل في العربية، ويعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين "بلطة" و"جي" أي حامل البلطة، و"البلطة" كما هو معروف أداة للقطع والذبح .
البلطجة بالمعنى السياسي : فرض الرأي بالقوة والسيطرة على الآخرين، وإرهابهم والتنكيل بهم وهي استعمال القوة لإستغلال موارد الآخرين بهدف تحقيق مصلحة خاصة , وهي نابعة من احتياج صاحب القوة سواء كان فردا ام دولة لموارد ومواهب وقدرات الاخرين .
اما كلمة " السرسرية بالمفهوم العراقي , فهي كلمة تركية ايضا , وتعني المتشردين وهم ( العيارون ) الذين يترددون على الاسواق وليس لهم عمل ويتميزون بقوة العضلات والجراءة والاقدام على فعل الشر دونما حساب للنتائج . وتعني بالعربية افراد من المجتمع ليس من ورائهم غير الشر والاعتداء على الناس , واخذ الاموال عنوة , او بمعنى اخر " بالعافية او بالخاوة " . وقد أقر مجلس النواب التركي عام 1909 قانونا لمكافحة السرسرية , يقضي بضرب هؤلاء السرسرية بالسوط لردعهم واخافتهم وتأديب الاخرين حتى لا يمارسوا مثل اعمالهم الشريرة .
والسرسرة مرادفة لمفردة ( الزعرنه ) , والازعر هو الفرد السيئ الخلق , وقد عرفت الحضارات الانسانية القديمة والمعاصرة هذان
المصطلحان للدلالة على نمط من سلوك بعض الافراد الذين شكلوا حياة فئات من المجتمع يعيشون على الكسب غير المشروع والتسكع في الحارات والشوارع لاقتناص بعض الناس المغفلين وسرقتهم والنصب عليهم , وصارت بنظرهم مهنة محترمة ولها ثقافتها ووسائلها الفنية للكسب والنهب .
الازعر والسرسري تعني المشاكس الذي يتصدى للافراد ولو كان بمفرده , ويمكن ان يتحمل الاذى لوحده , مقابل ان يظهر امام الناس بالفرد القوي الذي لايخاف .
هذه المقدمة اسوقها للدلالة على المعنى الرمزي للمصطلح الذي ساد خلال الانتفاضات العربية ابتداء من مصر ومرورا بالاردن وسوريا والعراق واليمن . فقد تصدت قوات الامن والجيش في بعض البلدان مثل ليبيا وسوريا بشكل مباشر , واوقعت هذه القوات مئات والوف القتلى والجرحى , وفي عدد من البلدان استخدمت السلطات الرسمية قوى اخرى عرفت بالمصطلحات الانف ذكرها . وفي الحقيقة هي قوات من الشرطة او المخابرات او من اصحاب السوابق يتم تسليحهم بالعصي والهراوات والكيبلات وفي بعض الاحيان بالمسدسات الكاتمة للصوت , لتفريق المنتفضين وضربهم واخافتهم حتى لا يعودوا للتظاهر مرة ثانية .
ان استخدام هذه الفئات من ابناء الشعب يثير النعرات والحساسيات بينهم , ويستعدي فئات ضد فئات , وجهات ضد جهات , وقبائل ضد قبائل .والتعبير الحقيقي عن انتشار هذه الظاهرة هو ان السلطات الحاكمة هي التي تتصف بالبلطجة والسرسرة والزعرنة,
ومن يتصف بهذه الصفات البذيئة لا يستحق ان يكون في السلطة ويرعى الناس ويدير شؤونهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع