الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون العراقيون غير مسؤولين عن عدم ظهور قائمة وحدة وطنية

كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)

2004 / 12 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تساءلت أصوات عراقية خيرة عن سبب عدم ظهور " قوائم تجمع القوى الوطنية ذات الماضي السياسي العريق"، معتبرة " ظهور الحزب الشيوعي العراقي، ممثلاً، في قائمة منفردة تضم ممثلين عن طوائف وقوميات إضافة الى شخصيات وطنية وديمقراطية واجتماعية، باسم "إتحاد الشعب"، لا يفي بالهدف المنشود بسبب عدم تحالفها مع قوى وطنية أخرى شاركت في التهيئة والتغيير الكبير الذي أطاح بأشرس دكتاتورية فاشية عرفها تأريخ القرن العشرين ، وقدمت الكثير من الضحايا من خلال تصديها لقوى الإرهاب والقتل من بقايا قوى الديكتاتورية والإرهابيين القادمين من خلف الحدود بحجة المقاومة"(انظر: وداد فاخر، تساؤلات حول صيغة القوائم الانتخابية العراقية،"إيلاف"، 15/12/ 2004)..

مع اتفاقنا التام بأن قائمة "إتحاد الشعب"، وأية قائمة انتخابية أخرى، ستكون أكثر فعالية وقادرة على تحقيق نتائج أكبر وأضمن، لو ضمت كل
الأحزاب والقوى الوطنية التي شاركت في التهيئة والتحضير للخلاص من النظام الدكتاتوري المقبور، إلا أن الحزب الشيوعي العراقي ، لا يتحمل مسؤولية عدم حصول ذلك الإجماع الوطني ، ولم يكن مقصراً إطلاقاً في إنجاح هذه المهمة النبيلة. فلو رجعنا للأحداث والوقائع، لوجدنا- كما هو معروف- أن الحزب الشيوعي بذل، منذ ما قبل 9/4/2003، ولغاية 10/12/2004، جهوداً مضنية في هذا المضمار.

ونشير هنا الى أن الحزب الشيوعي هو أول من دعا، قبل سقوط النظام ادكتاتوري وبعد انهياره وبالتحديد في 10/4/2003، الى عقد مؤتمر وطني شامل، يضم كافة الأحزاب والقوى الوطنية التي ناضلت في سبيل الخلاص من النظام البعثي الفاشي، للاتفاق على قو اسم مشتركة لتنفيذ مهمات المرحلة الانتقالية، والعمل سوية لبناء العراق المستقل والديمقراطي، الرافض للطائفية والعنف والهيمنة الأجنبية. لكن العديد من الأحزاب والقوى الوطنية الأخرى لم تستجب لهذه الدعوة الوطنية، مفضلة بذلك مصالحها الحزبية الضيقة على مصالح البلاد العليا.

وبالنسبة لانتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية الانتقالية، فقد دعا الحزب الشيوعي العراقي، وقوى وأحزاب وطنية أخرى، الى تشكيل قائمة وحدة وطنية ممثلة لكافة ألوان الطيف العراقي، من الأحزاب الوطنية، وممثلي كافة القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات السياسية، الداعمه للتغيرات الديمقراطية، والمناضلة حقاً في سبيل عراق الحرية والاستقلال والديمقراطية .غير ان الأحزاب والقوى المعنية رفضت، مرة أخرى، التحالف، وفضلت خوض الانتخابات بقوائم منفردة مستبعدة بذلك مشاركة القوى الديمقراطية/ اليسارية.

لقد أوضح الرفيق حميد مجيد موسى- سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي- هذه المواقف في رده على سؤال لقناة " العربية" الفضائية، في 13/12/2004 بقوله:" في الحقيقة كنا نرغب، وعملنا على تشكيل مثل هكذا لائحة، لائحة تُمثل تحالفاً وطنياً واسعاً، وقائمة وطنية موحّدة، ولكن للأسف الشديد لم يوافق الآخرون على هذا المقترح، رغم الحديث المتواتر عن ضرورة تشكيل مثل هكذا قائمة. وبعد أن بدأ الآخرون بتشكيل قوائمهم المنفردة أصبحنا أمام استحقاق أن نقدم قائمة منفردة أيضاً". وأضاف:" نحن لم نكن نرغب بذلك، ولكن الآخرين هم الذين تفرّدوا برغبة أن يظهروا لصناديق الاقتراع ويجسّوا نبض الشارع ومدى إمكانياتهم وقدرتهم, ونحن لسنا بأقل شأناً من الآخرين, فأهلاً وسهلاً، ما دام الجميع يرومون المنافسة ومعرفة الإمكانيات. لذلك تقدمنا بقائمتنا التي تشمل الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات اجتماعية ديمقراطية مستقلة ومن اليسار الديمقراطي ومن منظمات المجتمع المدني".
ومن يراجع " طريق الشعب" صحيفة الحزب المركزية يجدها قد أفردت، العديد من افتتاحياتها الداعية لعقد مؤتمر وطني شامل بهدف تشكيل قائمة وطنية موحدة!

ان انغلاق الأبواب بوجه مساعي الحزب الشيوعي العراقي الرامية الى تشكيل قائمة وطنية موحدة دفعته الى تشكيل قائمة "إتحاد الشعب"، والتي لم تكن بدورها قائمة حزبية ضيقة، بل ضمت : شيوعيين ومستقلين وديمقراطيين يساريين وممثلي منظمات المجتمع المدني، من كافة القوميات والطوائف والأديان والمهن الرئيسة وشغيلة اليد والفكر. وقد تبنت القائمة شعاراً رئيساً لها:" للسلام.... للديمقراطية..... للتآخي القومي...!"، وهو ينطوي على أهمية كبرى في المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق. وشدد برنامجها على المطالب الاجتماعية الآنية والملحة، والتمسك بعراق ديموقراطي تداولي تعددي وفدرالي موحد، يحترم حقوق الانسان وحقوق المرأة، والتصدي لقيام أي دكتاتورية في العراق مهما كان لونها..

تلكم هي الحقيقة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو