الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر النهضوي الوطني وآفاقه المستقبلية - بين مرحلتين-5-

حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا

2004 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


المشروع النهضوي المعاصر والتحديات القائمة
لقد قرأ النهضويون الجدد معطيات مراحل الاستبداد السياسي التي لم تستجب لنبض الشارع العربي في الدعوة إلى جمع كلمة العرب،وتوحيد مواقفهم لمواجهة التحديات الهائلة التي باتت تهدد استقلال وسيادة جميع الدول العربية .
فشرعوا الى تبني مقولات الفكر النهضوي الجديد في مواجهة النظم الاستبدادية العربية،ودعوا إلى اتخاذ تدابير جديدة تعمق من مضمون وثقافة الحكم الديموقراطي الذي يكتسب شرعية صحيحة عن طريق نظام برلماني عصري منتخب بحرية تامة من الشعب . فالمشروع النهضوي الوطني الجديد ذو أبعاد ديموقراطية حضارية واضحة المعالم لأن تجاهل تلك الأبعاد سيزيد من معاناة الشعوب ،ويقطع الطريق على قيام المشروع نفسه .
لعب الشعور الوطني دوراً رئيسياً في إنعاش ثقافة الديمقراطية , والنظام الديمقراطي البرلماني الدستوري , والتشريعات المدنية , على حساب الشعور القومي الذي كان يعيش مأزقاً بنيوياً بسبب النكسات التي أصابت الدول العربية , وما رافقها من تهميش لدور النظام الديمقراطي المؤسسي , وانكفاء الانظمة العربية الحاكمة وعجزها عن تجديد خطابها الفكري والسياسي بسبب نقص الشرعية , ومعاداتها للقوى الديمقراطية , ورفضها لخيار التعددية السياسية والحزبية. هذا بالإضافة إلى هيمنة الزعيم الواحد ، وسيطرته على الدولة ومؤسساتها،وتوجيه كامل أجهزتها القمعية ضد القوى الديموقراطية والليبرالية، والاعتداء اليومي على الحقوق الأساسية للمواطن ، وبشكل خاص حقه في الحياة الحرة وممارسة ما يكفله له الدستور كمواطن حر في دولة عصرية . وترسيخ ظاهرة التمثيل النيابي الصوري الذي يفرز حياة برلمانية مشوهة , علاوة على ما أصاب جميع الأحزاب والقوى والتنظيمات القومية واليسارية السياسية والنقابية وحتى المنظمات الثقافية والإعلامية من ترهل سياسي فكري , نجم عنه ظواهر خطيرة تجلت بانعدام الوزن الدستوري للمجتمع , وخلل في موازين القوى العامة داخل منظومة المجتمع الواحد , سرعان ما تفاقمت وقضت على الكثير من المساعي العامة لخلق تنمية متوازنة , والتخفيف من الازمات الاجتماعية وحالة الاحتقان الاقتصادي
والذي يتفاقم سنويا في جميع الدول العربية بحيث قاد في أغلب الاحيان ،إلى مزيد من البطالة،وإلى حجب فرص العمل عن جيل الشباب،وتهميش أعداد كبيرة من اليد العاملة غير الموصوفة أو المدربة على التكنولوجيا الحديثة إضافة الى نسب الهدر الكبيرة للطاقات والموارد الطبيعية مقابل مردود هزيل للغاية بسبب ارتفاع كلف التنمية .
لقد عملت المطالبة بتعزيز الديموقراطية،وتنشيط الاتجاهات المطالبة بالتعددية السياسية والليبرالية الاقتصادية في جميع المجالات،والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي العربي عبر استراتيجية تكامل وتحالف اقتصادي عربي مشترك من خلال إصلاحات جذرية , على تبديد الشكوك المتمثلة بأتهام أصحاب النزعة الوطنية ( القطرية ) بأنهم يسعون لتفتيت مقولات العروبة القومية من خلال ترسيخهم لثقافة الوطن أولاً , وسرعان ما بدا أنصار هذا الاتجاه يمثلون الشرعية الوطنية في تبني شعار ( بناء المشروع الوطني هو المدخل الاساسي لقيام المشروع القومي ) على الرغم من ضبابية التوجه العالمي الجديد .
ويبدي الفكر النهضوي المعاصر اهتماما كبيرا بأحوال الناس الصحية،والتربوية،والمعيشية،بالإضافة إلى اهتمامه المتزايد بشؤون الحفاظ على البيئة. وقد شددت مقولاته على أهمية الإنسان من حيث موضوع التنمية وغايتها في آن واحد . وبما أنه كائن متجدد باستمرار فإن أفضل أشكال التنمية الملائمة لتلبية حاجاته المتزايدة هي التي تفترض الديمومة أو الاستمرارية لإقامة التواصل ما بين الأجيال المتعاقبة،وادخار قسم من الثروات الطبيعية التي هي حق من حقوقه المشروعة .ولن تقف حاجات الناس عند حدود التنمية المادية فقط بل تتعداها باستمرار لتلبية حاجاتهم الروحية والثقافية والفنية وغيرها. وبالتالي،لا بد من اعتماد المساءلة والشفافية في العلاقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم تضع أسسا واضحة وسليمة لتحديد مسؤولية الحكام في هدر الطاقات والإمكانيات بدل تحقيق تنمية شمولية تقود لخير الإنسانية كلها وتحمي كوكبنا من التدمير الذاتي.
كذلك نبه الفكر النهضوي المعاصر إلى مخاطر الانقسام الاجتماعي الذي يزداد حدة في الدول العربية،وإلى مخاطر الانقسامات العرقية والطائفية والمذهبية واللغوية التي تهدد الاستقرار في معظم الدول العربية،وإلى بؤر النزاعات الإقليمية المتفجرة أو القابلة للتفجير بسبب الخلاف على اقتسام مصادر المياه،أو السيطرة على أراض الغير بالقوة.
لقد نبه الفكر النهضوي المعاصر إلى مخاطر غياب التخطيط الاقتصادي المشترك حتى الآن بين الدول العربية،وإلى النتائج السلبية المرتقبة لتطبيق اتفاق حرية التجارة الكونية على جميع الدول العربية .كما نبه إلى أن دخولها بشكل فردي إلى منظمة التجارة العالمية غير مضمون النتائج بسبب غياب التنسيق بينها.وستتحمل هذه الدول سلبيات عصر العولمة دون إيجابياتها لأن تلك القرارات تضمن مصالح الشركات الاقتصادية العملاقة والبنوك الكبيرة بالدرجة الأولى. ويلاحظ اتجاه عام لدمج البنوك في الدول الصناعية المتطورة كالولايات المتحدة الأميركية،واليابان،لتشكيل قوى مالية واقتصادية قادرة على المنافسة
www.alnahdaparty.com
www.alnahdanews.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد