الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة تؤيد والسنة ترفض .. وانهاء الاحتلال الامريكي هو الحل

سمير عادل

2004 / 12 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما يعرف المجتمع العراقي وفق تقسيمات قومية وطائفية وعشائرية، وعندما تتشكل حكومة على اساس المحاصصات نفسها، وعندما يروج الاعلام الغربي والعربي بشكل مغرض مظلومية الشيعة لانتصار امريكا الاعلامي ضد نظام صدام حسين تارة وبمظلومية السنة لصالح ارهاب بن لادن والحكومة السعودية وبما يسمى مقاومة الاحتلال الامريكي تارة اخرى، فمن الطبيعي سيقف المجتمع على شفا حفرة من الحرب الطائفية.
لقد قلنا من قبل ان استراتيجية الاسلام السياسي لالحاق الهزيمة السياسية بالوجود الامريكي في العراق هو تعميم الفوضى عن طريق جر المجتمع الى حرب اهلية. واستطاعت جماعات الاسلام السياسي في تسويق فكرة الحرب الدينية والطائفية سواء بقتل وتهديد واجبار المسيحيين على ترك ديارهم في مدن البصرة والموصل وغيرها وتفجير كنائسهم او بالقيام في تفجير مناطق والمناسبات الدينية للشيعة علاوة على ترويج شائعات حول نصب سيطرات من قبل المجاهدين وقتل الشيعة في مناطق اللطيفية او في ضرب الجوامع السنية مثل ابي حنيفة وغيرها في بغداد.
قبل اشهر عديدة قدمت وكالة المخابرات المركزية "السي اي اي" تقريرا مفاده احتمالية اندلاع حرب اهلية تلقي بضلالها على المجتمع العراقي. اما الان اصبح اقتراب موعد الانتخابات المزمع تنظيمها في نهاية كانون الثاني المقبل، الشعرة التي ستقصم ظهر البعير. فكما تصور وسائل الاعلام بأن السنة يقاومون الاحتلال، وان مراجعهم الدينية تؤكد على ذلك من خلال الفتاوى في تحريم المشاركة في الانتخابات، والشيعة يؤيدون الاحتلال وقد افتت مراجعها الدينية بالمشاركة في الانتخابات لانها فريضة وواجب ديني. وبغض النظر عن عملية الانتخابات وماهيتها والغاية السياسية من ورائها والشروط التي ستنظم من خلالها، فان التدقيق بفتاوى هذه المرجعيات يكشف ان الصراع والتبكاي والمظلومية وتسطير الفتاوى في تحريم وتحليل.. هي من اجل مشاركة جماعات واحزاب الاسلام السياسي في السلطة. وكل طرف من هذه الجماعات له برنامجه السياسي للمجتمع العراقي، ولا يمكن لكلا الطرفين التعايش في ظل مجتمع يسوده الحرية والامن والرفاه. وهما ايضا لا يمكن لهما ان يطرحا برنامجا يشمل عموم المواطنين في العراق وبغض النظر عن تنافي ماهية برنامجهم مع الماهية الانسانية وعلمانية ومدنية المجتمع العراقي. فالثاني يطرح جمهورية ولايه الفقيه على غرار ايران والاول يطرح امارة اسلامية على غرار الطالبان. كلا الحكومتان الطالبان والجمهورية الاسلامية في ايران لم تكونا على وئام وسلام، وسادت بينهما حرب باردة واحيانا مناوشات حدودية ودعم كلا الطرفين مناوئين الطرف الاخر. فكيف لهما ان يكونا على وئام وسلام في المجتمع العراقي وليس بينهما اية حدود دولية. والمهزلة لا تكمن في تناقضات فتاواهم فقط، بل تكمن عندما يصنفون الملايين من البشر في العراق على اساس مصالح هذه المرجعيات التي هي اداة بيد جماعاتها من احزب الاسلام السياسي دون اخذ رأي هؤلاء البشر، هل هم يعرفون انفسهم على انهم شيعة او على انهم سنة، وهل انهم يخولون ان هذه المرجعيات واحزابها بالتحدث وارتكاب المجازر بأسمهم!
الاحتلال الامريكي للعراق هو الذي اطلق العنان لهذه للمفاهيم الطائفية والدينية المهترئة وهو الذي اضفى الشرعية عليها عندما شكل حكومة على اساس المحاصصات القومية والطائفية وهو الذي اعطى سلاحا بتارا بيد الاسلام السياسي لتشديد هجمتها على الانسانية وتحويل العراق الى حرب دولية. دون انهاء الاحتلال الامريكي للعراق لا يمكن التحدث عن الامن والسلامة وتجنب المجتمع العراقي من حرب اهلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟