الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ذهبت تضحياتنا سدى؟ وهل هناك فعلا- شيء يستحق التضحيه بالحياة؟

ابوذر ياسر

2011 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في تاريخ العراق المعاصر وخاصه في العقود الاخيره مئات الالاف من الشهداء
شهداء رغم انوفهم ساقهم النظام السابق الى ساحات الموت في حروبه العبثيه ...
وشهداء طوعا" اختاروا طريق الشهاده دفاعا" عن قيم ومثل يحملونها....او دفاعا" عن حقوق لهم او تضامنا" مع من يعقدون انهم مظلومون.
وشهداء بالصدفه قادتهم اقدارهم للتواجد في الزمان والمكان اللذان يفضيان الى موت مؤكد . .....
شهداء مؤدلجون يعتقدون ان شهادتهم تقودهم الى جنه عرضها السماء والارض.... واخرون يعتقدون ان شهادتهم تقرب شعوبهم من الفردوس الارضي.
الجواهري العظيم وكثير من الشعراء غيره تغنى بأمثال اؤلئك الشهداء
سلاما"على جاعلين الحتوف جسرا" الى الموكب العابر.......
ويوم الشهيد تحية" وسلاما..........
واتعلم ام انك لا تعلم بأن جراح الضحايا فم ......
................
في جلسه على الانترنت جمعتني مع عدد المثقفين العراقيين طرح احدهم وهو ناشط في مجال منظمات المجتمع المدني السؤال الآتي:
هل هناك شيء على وجه البسيطة كلها، يستحق ان يبذل الانسان في سبيله قطرة دم واحدة؟ هل المباديء والاهداف والغايات السامية و و و ، أهم من الروح البشرية؟ هل الانسان قيمة عليا ام تلك الاشياء هي القيمة العليا؟ هل هناك ما يستحق ان تترمل من اجله زوجة او يتيم من اجله طفل او يثكل في سبيله اهل؟ فأثار هذه السؤال جمله من ردود الفعل المتباينه
قال احدهم :برأيي ان الانسان هو القيمة العليا وان كل ما دون ذلك مرتبط شرطيا بحرية الانسان وارادته واختياره
فيما طرح الثاني وهو اعلامي في احد القنوات الفضائيه سؤالا" مقابلا": عندما يتقاطع نضال الإنسان في سبيل نيل الحرية والدفاع عن الكرامة ووو، عندما يتقاطع مع حياته، هل عليه أن يتوقف ويساوم على مبادئه أم لا؟
ثم استدرك قائلا" :أن الموضوع شائك، ونحن في العراق عانينا ولم نزل نعاني منه، هل نحافظ على ارواحنا ونترك حبلها على غاربها وليذهب العراق إلى الجحيم أم نفعل العكس.. هذا السؤال يؤرق مضاجع معظم النخبة العراقية، وهو سؤال بلا جواب ثابت ومستمر، بل يتحول الجواب عنه بحسب تحول وتغير القناعات..
ناشط طلابي كان له رأي آخر: بعض الشباب الذين ضحوا بدمهم من اجل انقاذ اخرين في بعض حالات الانفجارات في بغداد ومختلف المناطق ، أمر اخر انا دائما اقوله الموت ياتي مرة واحدة فكيف ما ياتي فليأتي، مع العلم ان البشر ذو قيمة كبيرة لكن... قيمة بدون مقابل ماذا تساوي.
اخرون قالوا: ماجدوى الحياة لشخص مسلوب الكرامة ومهتوك العرض ؟ نعم هناك امور في الحياة يموت الرجل في سبيل الدفاع عنها وهي العرض والارض والكرامة......... اذا لم يكن من الموت بد.....فمن العجز أن تموت جبانا
..............................
لنكن واقعيين الموقف من موضوعة التضحيه بالنفس من اجل المباديء لها علاقه بعمر الانسان فعندما كنا في العشرين من العمر كنا مستعدين فعلا" للموت دون ان نوقع على ورقه اسمها ( تعهدبعدم ممارسة العمل السياسي خارج اطار حزب البعث) وبالفعل لم اوقع مثل هذه الورقه واضطررت الى الشرد وترك جامعتي ردحا" من الزمن .وبعد سنوات من ذلك فضلنا الذهاب الى جبهة الحرب مع ايران على ان نوقع استمارة الانتماء الى حزب البعث فانا شخصيا" كنت في احدى الوحدات العسكريه الاداريه في بغداد وعندما طلب مني ضابط التوجيه السياسي الانتماء الى حزب البعث رفضت وكانت النتيجه معروفه سلفا" النقل الى الجبهات الاماميه حيث قضيت هناك اربع سنوات ناهيك عن وضعي تحت المراقبه واستدعائي بين الحين والآخر الى مديرية الاستخبارات العسكريه سيئة الصيت في الكاظميه . الآن وانا في هذا العمر تبدو لي تلك التصرفات تصرفات حمقاء .
.........................
..اعترض احدهم وهو عراقي اضطر الى ترك العراق في زمن صدام ولايزال في الغربه لانه يعتقد ان الاوضاع في العراق الآن ليست افضل من ذي قبل : هذا السؤال مر بي كثيرا بل وسكن خاطري .. بصراحة لا أظن المسالة تتعلق بالعمر بقدر خيبة الأمل .. بعد ثلاثين عاما وأكثر مليئة بالمخاطر والمعاناة والآلام بل وحتى المآسي .. أرى الأمر... من زاوية أخرى .. لو كنت أعرف الخاتمة ما كنت بدأت .. لو أني كنت أرى أن الأمور ستنتهي الى حثالة .. والأحوال الى مجرد راتب أعلى للفرد ومكاسب بدون حدود للحاكم بينما يضيع الوطن وكل الأحلام والأمنيات والمشاريع الكبرى بعراق آخر مختلف .. المشكلة في العراق أن صداما سرق الأعمار وخلفاؤه سرقوا الأحلام الكبرى والأماني الكبرى .. والنتائج الكبرى .. هل سيكون الموقف آخر .. أتمنى لو أني إعتزلت كل شئ بعد أن رأيت أشياء وأمور كثيرة في أول الطريق لا في آخره ..,
اجبته : في احيان كثيره يصعب على الانسان تحديد دوافع اوتفسير اسباب سلوكه بالضبط وبالنسبه للموضوع الذي نحن بصدده فانا لااعرف بالضبط هل هو العمر ام خيبة الامل التي تجعلني اندم على التضحيه باجمل سنوات عمري من اجل قضيه كنا نعتبرها في ذلك الوقت قضيه عامه وربما هي قضية كرامه شخصيه فالامر ملتبس الى حد كبير
قال صاحبي : هناك من يمضي الى الموت وقد يجر اليه أهله وعائلته حسب المقاييس الصدامية لمعاقبة من يعارض .. وهناك من يصعد على الجثث ليصبح قائدا وبطلا .. ليسوا مئات بل آلاف من الشهداء الذين قضوا في تلك المعمعة أو الكارثة التي مر بها العراق .. وتحولوا الى مجرد إميتازات يستفيد منها هذا أو ذاك .. إذا إستثنينا أن الأكثرية المستفيدة هي مزورة ومدعية وحشرت نفسها في المكسب وقد كانت شريحة واسعة منها قد إنضوت في حزب البعث بل قد إركتبت جرائم بحق الناس .. الشهادة ليست سلعة حتى يكون لها ثمن قد يكون راتبا أو تعويضات وما الى اليها .. الشهادة قضية .. ومقابلها الحصاد والنتائج والثمار على المستوى الكلي .. الشعب والوطن والمجتمع .. لقد رأيت مبكرا وخلال أشهر بسيطة من وضع قدمي في الغربة بأن هناك قضية شعب وهناك من يجيد التجارة بمحنته وقضيته ومصائبه .. ثم تطورت الحال الى أن هذه القضية صارت مشاريع تجارية ناجحة وتدر ما لا تدره أي تجارة أو صناعة أو زراعة .. ثم وبعد التسعينات .. إنحدرت الامور الى مرحلة الإسفاف وإنتهت الى هذا الحال الذي إن لم يكن معروفا للجميع فعلى الأقل يحمل في ذاته عوامل ضعفه مما يجعله عرضة للإنكشاف بمرور الزمن .. والناس لم تعد مثلا في عام 2011 كما كانت في 2003 في نظرتها للسياسة والأشخاص وما شابه ذلك .. الخلاصة هي كم ضحية ودم وتضحية ضاعت وذهبت هباء ولم يكن لها أي مبرر بل وأي سبب سوى هوس نظام آل المجيد الدموي .. هل يكفي مثلا رفض توقيع تعهد بأن يؤدي بصاحبه الى الموت .. وقد حصل .. هل يدفع الإنسان حياته ثمنا لمجرد أن حاكما يريد أن يؤدب الناس أو يرهبهم أو يجعلهم يفكرون مليون مرة قبل التفكير مجرد التفكير في معارضته .. نعم لا يستطيع الانسان أن يحدد أسباب ودوافع سلوكه ولكن كانت هناك قيم ومثل وتقاليد سائدة هي التي جعلت الناس تضحي وتعطي بدون حساب .. لو عاد الزمن الى تلك الأيام ماذا يجب على الإنسان أن يفعل .. أو هل سيعود الى نفس النقطة ليسلك نفس المسار .. من المؤكد ألا شئ يبرر الإنضواء تحت راية الديكتاتورية ومشاريعها ومسلكها من أجل الحفاظ على حياته أو حتى إستغلال فرصة شخصية لتجنب الكثير من النتائج الصعبة .. ولكن أيضا كانت الأحلام والتوقعات والآمال لم تر النور والتضحيات ذهبت سدى وحيثما كانت هناك فرصة لتلافي أي تضحية دون تقديم أي تنازل لذاك النظام الإجرامي فكان من الأولى إستغلال تلك الفرصة .. مع أن الحديث اليوم في مثل هذه الأمور ليس مجديا
قال آخر وهو معارض لنظام صدام آثر المعارضه السلبيه لذلك النظام من اجل ان لايضطر لترك وطنه: ان المواقف التي نتخذها مبنية على قناعات انية وعواطف انية واستعداد... اني واندفاع اني وتجربة حياتية ومعرفية في حدود وقتها .... التقييم باثر رجعي لااعتقد انه منصف .... انا شخصيا افتخر بكل ماقمت به من نجاحات واخفاقات وخيبة امل فهي جهدي واجتهادي المتواضع في وقتها ويشفع لي امام نفسي اني كنت صادقا بكل ماقمت به وسائل وغايات كنت صادقا حد اللعنة .... هذا فخري واعتزازي بنفسي امام نفسي. بالرغم من ذلك تنتابني في بعض الحالات كآبة عظيمة واحساس باللاجدوى حين استذكر اصدقائي اليافعين اليانعين الى الابد الذين قضوا في سراديب الامن العام والمخابرات العامة وعلى جبال كردستان ... زهور بعمر الشباب او شباب بعمر الزهور ليس مهما فلقد كانوا عاشقين كبار ...وحالمين كبار في بلد الاحلام فيه تسحقها الفاشية وجهل العامة ..... احس بالاحباط حين اسمع ان ثوار ومجاهدي اخر الزمان الرديء يستنكرون ويرفضون اعتبار هم شهداء ويرفضون احتساب شهداء انقلاب شباط 1963 شهداءا" وكأن للشهادة تاريخ صلاحية ..... تبا لهم وتبا لللامبالاة.
..............
نعم تبا" لهم وتبا" لكل المتاجرين ونهازي الفرص والمتلونين ولكن ورغم كل ماقيل يبقى السؤال المهم دون اجابه شافيه : هل ذهبت تضحياتنا وتضحيات ممن ضحوا سدى".......بل هناك شيء يستحق التضحيه بالنفس فعلا"؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضحاية الحرية سلم تحرر الشعوب
سعاد خيري ( 2011 / 11 / 15 - 09:30 )
ومفجري طاقاتها واشعة افقها الدئم الاشراق والتضحية بالنفس من اجل تحرير البشرية ميزة الانسان


2 - لا يمكن إقران التضحيات بالنتائج
كاظم الأسدي ( 2011 / 11 / 15 - 10:30 )
الأخ العزيز أبا ذر ... ما أروعها من تساؤلات هي بالحقيقة إشكالات كل المخلصين لهذا الوطن مع إجحاف الواقع الرديْ لتلك التضحيات الجسام التي قدموها على الطريق ...وللتفريط بالقيم والمثل العليا التي يحملوها لنهضة الوطن وإسعاد شعبه ؟؟ ويبقى السؤال الذي أثرته يحمل واقعيته لدى الكثير ؟؟ و أرى أن حساسية الأجابة عليه تكون مع النفس أولا- ؟ بإعتبارها ستكون .. نقطة إفتراق بين نوايا وغايات المضحين !! وأنا أجد أن نبل القيم وإحترام الذات الذي حال دون توقيع قرار رقم 200 سيء الصيت للكثير ممن هو غير منتمي أصلا- ... وتحمله وزر ذلك !! لا يجد أمامها الفرد إلا أن يقف إجلالا- وخشوعا- لتلك التضحيات وبغض النظر عن فواجع الحاضر وهول التداعيات !! فحينما أقدمنا على هذا الطريق كانت أكثر قبحا- وأبشع مأساتا- وأقل نصرتا- و .. , كما كنا لا نملك اليقين من النصر وتحقيق ما نحلم به !! ولكن كل هذا لم يمنع المناضلين من الإقدام على الشهادة في سفوح الجبل أو الهور : فهل كانت التضحيات مقرونة بانتائج يوما


3 - اسرجوا مصابيحكم
رحيم عبد مهلهل ( 2011 / 11 / 15 - 19:01 )
لك الحق سيدي فيما تقول ولك ان تتذمر وان تلعن افكارك وتندم 0 لك كل الحق ان تصرخ بأعلى صوتك وتندب حظك 0امن اجل هذا وغيره ذبحت كل تلك النذور ومزقت الاجساد ؟امن اجل هذا الكابوس وهذا الجنون المتلفع بسرابيل الحكمه وهذه الشراذم المأفونه ‘اطيح بالاحلام وشطب الفرح من شواطئ الروح ؟امن اجل هذا توارت شمسنا خجولة خلف السحاب وهاجرت الطيور زرقة السماء ؟نعم سيدي فلسنا الاوائل في هذا الشأن ولن يختم بنا سفر الوجود فقد سبقنا اليها الكثير وندموا ومازال في الركب من ينتظر0ولكن هل تنتهي الحياة الى هنا وهل ننصب سرادق العزاء ونلطم ؟كلا والف كلا 0فهذه اللحظه هي مايتمناها سراق الفجر اعداء النور والانسان انهم يتربصون ساعة الهزيمه وغفوة النهر 0اعلم انها المعاناة واسوداد الافق وامطار اليأس0 ولكن حينما نمد الطرف للاخرين ونتذكر تجاربهم ومراحل بؤسهم فأنهم لم يحزنوا ولم ييأسوا و سقطت التجربه تلو التجربه ودمرت المدن واهلكت النفوس ومع هذا تنكب ابناء الحياة سلاحهم وحصنوا متاريسهم وهبوا يصنعون مجد الانسان وسعادته 0وكان موعدهم مع النصر0 اسرجوا المصابيح وزرعوا الحقول وكتبوا دساتيرهم وتبرؤا من سراقهم

اخر الافلام

.. رغم التهديدات بتعليقها.. أمريكا ترسل شحنة أسلحة جديدة لإسرائ


.. القسام تعلن استدراج قوة هندسة إسرائيلية شرق رفح وتوقعها بين




.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار