الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن الأسد ضد الخراف: رجعية ومرجعية جامعة المهازل العربية

حسن ناصر

2011 / 11 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لابد من التوضيح بادئ ذي بدء أن الغرض هنا ليس الدفاع عن الرئيس السوري بشخصه واضعا نصب عيني أن الرجل تسنّم منصبه بتعديل دستوري وكأن لم يكن في سورية بعد موت أبيه من هو جدير بقيادة البلد غيره. كما ليس همي مساندة سياسة الحزب الواحد والبعث وقيادته تحدبدا. لكن الغرائب التي تكتسح المشهد السياسي العربي هي مبعث الدهشة وموضع الحيرة وربما الاحتجاج فالهزل بلغ مبلغا يجعل الواحد منا يتساءل في قريرته أو ليس الساكت عن الحق شيطان أخرس!
لو على طريقة الماغوط كان الحوار مع شهبد سابق في حروب الثورة العربية - التي انتهت الى سلسلة من الديكتاتوريات الدموية الحمقاء – ممكنا لكان الحصاد قهقهات سوداء ترتج لها تضاريس الوطن العربي المخدوع حتى قيام الساعة. المفارقة الأولى هي أن قادة التغيير والديمقراطية والمستقبل العربي هم ممن مازالوا يعصبون رؤوسهم بالعقال وهم في واقع الأمر رموز الرجعية العربية كما كانت تدعوهم الحكومات التي استقلت وطغت وتساقطت لتفتح المجال أمام التغيير الجديد الذي يأتي على النوق مساتدا ببيارغ شيوخ البترودولار رموز الفساد والعمالة والخنوع والفضائح في كل زمان ومكان.
لو كان جوار كهذا ممكنا واستطعت ان أتجرأ على ازعاج محمد الماغوط بنفسه وأخراجه من تطامن القبر الى عفونة السياسة العربية الحالية مرة أخرى لكانت المهمة الأصعب تكمن في اقناع الشاعر الراحل بأن الشيوخ العرب وجامعتهم التي هي جامعة مهازل اكتشفت أخيرا بأن دورها الحقيقي هو في الدعوة الى تغيير الانظمة العربية التي لا تحترم حقوق الانسان وأنها اجتمعت ووصلت الى بيان يتلوه علنا سليل الديمقراطية والحداثة وسيادة الشعوب واحترام حقوق الأنسان، الذي يرتدي عقالا فاخرا تم غزله في دوائر المخابرات الكبرى ومخصص تحديدا لمنافسة صناعة ملابسه الداخلية في الموساد ، رئيس المؤتمر القطري ويصفق له اجلاف ترطب جلودهم الرذيلة من سراق الشعوب العربية وبائعي مصيرها!
دمشق التي كانت بابا أمينا للعرب وبقايا مجد نشير اليه في قرارة أنفسنا من كتب وفن وتاريخ ، دمشق التي فتحت ذراعيها للعراقيين ودلتهم على أنها شقيقة بغداد الأبدية، دمشق ترقد الآن تحت تهديد السلفية الثرية الخبيثة التي تريد تحويل البلدان الى نسخ تابعة للنمودج السعودي وعلي أن أكرر دائما دهشتي من بلاد تسمى باسم رجل (وأي رجل! أرجو أن تسالوا جوجل عن صورته).
ساتحدث للماعوط عن ربيع عربي رمادي تفوح منه رائحة الفساد والتزوير والكذب وعن جيل الطبالين المشبوهين من غلمان يطلبون الرزق دونما اكتراث لمبدأ وهو شان أجيال عربية باكملها ومشايخ من عملاء بخسين يعيشون على علاج من الخوازيق الغربية يعملون على احلال الديمقراطية من خلال قناة تحررية تدعو الى خضرة المستقبل والمدنية على الرغم من ان أسمها الجزيرة.
هذا هو الكابوس المرعب الذي سيعذب المنطقة لعقود لاحقة كابوس السلفيين الذين يخلون المنطقة من جميع الأقليات الدينية في تمهيد لحرب اسلامية – اسلامية سعى اليها الغرب لأنها سوق للسلاح وبورصة لصفقات مشبوهة لن تنتهي حتى تكمل تل ابيب ابتلاع ما تسمونه الوطن العربي وتقف السعودية وقطر على رئاسته الآن. هذا هو الربيع الكابوسي الذي تروجه مليارات شيوخ البترول سليلي العمالة. ما كان للتمرد في المدن الليبية أن ينتهي بتمزيق العقيد المتهور على يدي أعدائه من أبناء جلدته لولا خزائن الجزيرة العربية التي اهانها العقيد يوما على مرأى الأشهاد.
أعتقدت بأني اقترفت جرما بمجرد اقتراحي وجود الماغوط في سياق هذا المقال اتمنى أن أذهب الى العالم الآخر دون أن أكون مضطرا الى اخباره بأن رموز الرجعية العربية هي التي تقود المنطقة الى المستقبل الآن في ربيع زائف تزوره أباعر السلفية القادمة من الجزيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا حسوود :)
قلم رصاص ( 2011 / 11 / 15 - 14:50 )
يعني هنالك قطر للغاز
وقطر للبترول
لماذا لا يكون هنالك قطر لتصدير الديموقراطية؟


2 - هي جامعة عربية ام جامعة عبرية؟؟؟
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 11 / 15 - 14:53 )
انه من المؤسف حقا بان يكون قادة القوم اراذلهم والا متى كان الغربان يسكنون المدن وياكلون الطعام النفيس ولكنها عجائب الدنيا ان تتحكم في مصائرنا بدو رحل عملاء للصهيونية والامبرالية.متى صارت قطر هذا القطر العميل للصهيونية او السعودية ام الارهاب ومصدره متى صارا من دعاة الديموقراطية واحترام حقوق الانسان واين هم عما يجري في بلدانهم من ثورات ضد حكمهم المتهريء واين هم عما يجري في اليمن من مجازر فاقت مجازر هولاكو؟؟.انها الطائفية وليست الديموقراطية.ان مقارنة سريعة بين حكم الاسد وحكم آل سعود الارهابي الظلامي او حكم قطر بالرغم من دكتاتورية الحزب الواحد الا ان الجمهولرية السورية هي الملجا الوحيد للعرب وهي رمز الصمود والمقاومة.انها مؤامرة قذرة للقضاء على منظمات التحرير لتسييد اسرائيل على المنطقة ولكن من حفر بئرا لاخيه وقع فيه ولا يغرنهم الحماية الامريكية وان ارادة الشعوب هي السلاح الامضى والصبح لناظره قريب.تبا ثم تبا ثم تبا لعبيد الصهيونية والامبرالية العالمية.


3 - لله خمر الفقراء
جلال البحراني ( 2011 / 11 / 15 - 20:33 )
إينما وجد الفقر، العوز، الحاجة، و وجد معهم الطغيان الفساد الدكتاتورية التي تنتجهم،، وجد الله!!
فالله خمر الفقراء،،، بهذا الخمر يهرب الفقير من واقعه الميؤوس لجنات النعيم.. فتتلقفهم المساجد و الكنائس و المعابد
و الأمبريالية تعرف بأن المسلمين لن يصنعوا أوطان متقدمة و إقتصاديات متطورة تنافسها كما أثبتت التجربة في إيران و السودان و أفغانستان إلخ، لذلك كانت تصنعهم منذ زمن بعيد، لحين زمن الحاجة لهم! ليعيدوا إنتاج الفقر و بالتالي التأخر

اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تحضر مقبلات وسلطات سعودية مع الشيف مهن


.. أزمة السودان.. الاشتباكات تتصاعد في الفاشر | #رادار




.. هكذا تجسس #السنوار على الفلسطينيين .. من تحركاتهم إلى حياتهم


.. إسرائيل تحيي ذكرى إعلانها الـ 76 على وقع حرب غزة | #مراسلو_س




.. حرب الشوارع.. هل تكون الفخ الذي أوقع نتنياهو بفشل استراتيجي؟