الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 15
القضية الفلسطينية


لا اظن ان من حق حركة فتح ان تفخر بان السيد عزام الاحمد عضوا في لجنتها المركزية, ومسئول مفاوضات ملف المصالحة مع حركة حماس فيها, فذلك لا يفعل سوى ان يعيد التاكيد على ان لجنة فتح المركزية هي مجموعة زلم, وان كادرها قطيع,
ان تصريحات السيد عزام الاخيرة حول ان رئيس وزرائنا السيد سلام فياض كان فعلا عقبة في طريق المصالحة, انما تدل على غباء سياسي منقطع النظير, لا يجب ان تفخر حركة بوجوده في اعضاء لجنتها المركزية, حيث يحمل هذا التصريح اقرارا من حركة فتح بصوابية موقف حركة حماس الذي يشخصن الخلاف الداخلي الفلسطيني, ويحصر بمظلة مسلكية اخلاقية تتعلق بالتخوين والتكفير والفساد والعمالة, في حين ان السبب الحقيقي لا يتجاوز انتظام والتزام حماس سياسيا بالاجندة الاقليمية التي تاطرت في محور الممانعة. والذي تحرك على اساس تفاهماته الموضوعية مع الكيان الصهيوني لضرب المنظور الفلسطيني في التسوية,
ان تصريحات السيد عزام الاحمد بحق السيد سلام فياض تلحق اولا ظلما كبيرا بحق الرؤية والمنظور الوطني الفلسطيني, فهي تستغبيه تماما, وتعتبرشعبنا قطيعا يمكن لحركة فتح توجيهه كيف تشاء, والى المرعى الذي تختاره له, وهذا غير صحيح بل هو دليل غباء اللجنة المركزية لحركة فتح نفسها ومؤشر انها لم تلتقط بعد عبرة عقاب الشعب الفلسطيني لها في الانتخابات السابقة,
وهو ثانيا عقاب سيء نكافيء به اخلاص وولاء السيد سلام فياض الوطني, وخدماته الجليلة التي اسهمت في بناء مؤسساتنا الوطنية, وتحسين وضعنا الااقتصادي, وتوسيع دائرة علاقاتنا الدولية, وكل ذلك يتكيء الى الثقة بالسلطة الوطنية الفلسطينية التي كان للسيد سلام فياض ولمجموعة من الرموز الوطنية المخلصة الدور الرئيسي في ترسيخها داخليا وخارجيا, على العكس من رموز حركة حماس الفاسدة التي الحقت بالصورة الحضارية الفلسطينية دمارا شديدا. وهي رموز جمعتها من مواقعها الامريكية والصهيونية ارادة اقليمية معادية لشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني وهويته وثوابت حقوقه, وكانت ردا اقليميا على نجاح م ت الفلسطينية في تحرير استقلالية التمثيل السياسي الفلسطيني وردا في نجاحها في تحرير سيادته على قراره الوطني السياسي,
وهو من ناحية اخرى شكل من اشكال واسلوب من اساليب التعامل السياسي الخاطيء مع تفاهمات حركة الاخوان المسلمين مع الولايات المتحدة الامريكية, فهو ياتي في سياق الخضوع لابتزازها, وهي حركة معادية لمقولة الهوية الفلسطينية حيث تستبدلها بمقولة الهوية الاسلامية, وتستبدل مقولة الدولة المستقلة بمقولة الولاية العرقية والامارة الخاصة,
كما ان السيد سلام فياض لا يجب ان يقدم اضحية شرعية من اجل تفكيك تبعية حركة حماس بمحور الممانعة اومن اجل سحب مظلة وجود مركزها في دمشق كاحد اركان شرعية نظام بشار الاسد في سوريا التي تمثلها مقولة النظام المقاوم الذي يدعم ويسند المقاومتين اللبنانية والفلسطينية, ورغم ان هذه المناورة تاتي في تعارض مع حرص الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على بقاء المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق من اجل استمرار حالة الانشقاق الفلسطينية, فالتحرر الوطني من عمالة حركة حماس مساره تحرير م ت والسلطة الفلسطينية من ضغوط الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والذي بدأ فعليا منذ بدء مسار تدويل الصراع, فحركة حماس يجب ان تسقط جماهيريا, عبر الصراع مع مظلتها الصهيونية الامريكية واحراز الانتصارات عليها كما حدث في منظمة اليونسكو.
ان حركة حماس لن تعجز عن ان تجد مبررات اعاقة التصالح, ورغم ان حركة فتح بمنهجية تقديم التنازلات ضحت بمحمد دحلان, وها هي تضحي بالسيد سلام فياض, ولا ننسى ان السيد الرئيس محمود عباس اعلن عدم نيته الترشح او قبول ترشيحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة, ولا شك ان كل وجها من وجوه كل هذه الخطوات ياتي في سياق تقديم التنازلات لحركة حماس وتوسلها وتسولهاالقبول بالمصالحة, فان حركة حماس لن تقدم على ذلك فهي موعودة بتفردها بالسيطرة على الضفة والقطاع, دون مشاركة سياسية, وما تقدمه حركة فتح بهذا الصدد هو انها تعيد عرض صورتها الانهزامية فحسب
ان الانظمة الاقليمية تقرا بصورة سليمة اتجاه الصراع الفلسطيني الداخلي نحو هزيمة حركة فتح, لذلك نجد النظام الاردني مثلا يقدم اعتذارا شبه رسمي واعتراف بخطأ عن طرد قيادة حماس من الاردن وهاهو يعود لنسج علاقات مبكرة بها استعدادا كما يبدو لمرحلة قادمة, وخضوعا منه لابتزاز جبهة العمل الاسلامي التي باتت على اساس التفاهمات الاسلامية الامريكية تملي على النظام الاردني توجهاته السياسية,
ان محاولة حركة فتح احتواء خيانة حركة حماس بالمصالحة هي اشبه ما تكون بوضع افعى في عب غافل, سرعان ما تلدغه, حيث لا مهرب له في منطقة انتشرت بها الافاعي التي تدعي الاسلام, وهي لن تسفر الا عن تسليم راس القضية الفلسطينية لاحد جلاديها,
ان يظن السيد عزام الاحمد ان السياسية هي فغر فاه, فهذا شانه الخاص, لكن الشأن الفلسطيني وفي احلك الظروف يحتاج الى جدية الاتزام والحفاظ على كل انجاز ورمز وطني,
ان وطنية السيد سلام فياض وجدية التزامه لن تعدم وسيلة لخدمة حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على عدم انتهاكها وتمنع تجاوز خطوطها الحمراء, اكان في موقع رئاسة الوزراء او مرشحا في الانتخابات او غيرها من المواقع الوطنية , وارجو في النهاية ان لا يتهمني قاريء او معلق بالنفاق فبين قريتنا وقرية السيد سلام فياض عداء قديم ودم مستفحل. لكن الحق الفلسطيني له الاولوية على كل الحقوق الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهلاً لقد اضعتني
فرج الله عبد الحق ( 2011 / 11 / 16 - 06:05 )
تقول في مقالك عزيزي الكاتب
السبب الحقيقي لا يتجاوز انتظام والتزام حماس سياسيا بالاجندة الاقليمية التي تاطرت في محور الممانعة. والذي تحرك على اساس تفاهماته الموضوعية مع الكيان الصهيوني لضرب المنظور الفلسطيني في التسوية ـ لا اعلم اين تعيش وهل تقرئ الاخبار؟ ثم تقول
يشخصن الخلاف الداخلي الفلسطيني, ويحصر بمظلة مسلكية اخلاقية تتعلق بالتخوين والتكفير والفساد والعمالة، هناك سؤال مهم كم وزير في وزارة فياض النزيهة والشريفة كما تقول في مقالك مطلوب للعدالة؟
مقالك هو التعبير الحقيقي للمصالحة بين الامبريالية و الصهيونية من جهة و الاخوان المسلمين متلحفاً بمعاداة حماس. انتم و كما يقول المثل تقرئون على يد نفس الشيخ. اما خلاف القريتين فهو الحجاب الذي تختبئ خلفه. انتم لستم لا احسن ولا اشرف من حماس كلاكما سفاح.


2 - الاخ فرج الله
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 11 / 16 - 09:23 )
تحية واحنرام:
اولا اشكر مرورك الكريم على المقال حتى لو اختلفت مع وجهة نظري,
ثانيا ساتجاوز عن الاساءة الشخصية التي وجهتها لي لاعتبار ان الاتهامات اصبحت على قفا من يشيل ولتقديري ان معارضتك لما اقوله سببها انحياز عاطفي سياسي
ثالثا انا لم انكر يوما معاداتي لحركة حماس _ منذ نشاتها_ يعود السبب في ذلك لكون اساسها الفكري يسقط الهوية الفلسطينية عن وطننا ويستبدله بهوية عرقية الامر الذي ترك انحرافا عن الوطنية في مناورتها السياسية يتجه الى تقديم هدف اقامة الامارة على هدف اقامة الدولة
رابعا الخلاف بيني وبينك هي في انني اقرأ النتائج الموضوعية لمنهجية جماس السياسية في حين انك تقرأ حركتها الارادية وربما تحت تاثير مظلة الفكر الديني
خامسا انا على يقين انك انسان عفيف النوايا غير ان ذلك لا يعطيك حق التشكيك بغيرك
ومرة اخرى تقبل احترامي


3 - النقد ليس جريمة
فرج الله عبد الحق ( 2011 / 11 / 16 - 11:16 )
عزيزي الكاتب
اولا انا لم اقصد الاهانة لأحد
تانياً موضوعك هو محاولة حثيثة لتبيض صفحة سلام فياض متناسياً دوره في التحولات الاجتماعية و الاقتصلدية التي جعلت المواطن شحاد على ابواب السلطة
ثالثاً عندما نتكلم عن التزاهة و الالتزام بالاخلاق والادارة الجيدة يجب ان لا ننسى الوزراء المطلوبين من العدالة، وعلى رأسهم ابو لبدة الذي طلب من الاحتلال مصادرة اراصي لمصلحة شركة خاصة، وبما ان رئيس الوزراء هو من يختار حكومته فلما يحافظ عليهم؟؟؟
ثالثاً في مواجهة المهزلة لا يوجد عواطف، انا ارى الجربمة و انتقدها، وجريمتك هي الدفاع عن سلام ومن خلفه التنسيق الامني والتسيب المالي و....و....و...
رابعاً يا عزيزي العفة لا توجد لها علاقة بفول الحقيقة، انا اقول للاعور اعور ولا اختبئ خلف اصبعي، اكرر ما قلنه في التعليق السابق وازيد قائلاً إن الدفاع عن سلام هو مطلوب من البنك الدولي وغيره من المؤسسات المعادية للشعوب،قنا بالك بالاقلام المدافعة عنه .
مع تحياتي


4 - الاخ فرج
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 11 / 16 - 16:26 )
تحية وبعد:
من الواضح ان تعليقك الثاني يعيد تاكيد ان هناك شخصنة للتناقضات السياسية وها انت تعتبر ان لسلام فياض دورا في خلق تحولات اجتماعية جعلت من المواطن شحادا على باب السلطة كما تقول, ويخفى عليك ان قيام السلطة الفلسطينية هو الذي خلق هذه التحولات الاجتماعية كما انك تنسى ان انفكاك الاقتصاد الفلسطيني عن الاقتصاد الصهيوني اسهم في احداث هذه التحولات.
ااما موضوع الاخلاقيات فانا لم اتي على ذكره في موضوعي فليس من عادتي تعريف السياسة بالاخلاقياتكما انني لا انجر خلف الاشاعات ومحاولة تشويه الناس اخلاقيا كمقدمة لاسقاطهم سياسيا وحيث انك مقتنع بما تقول فلك ان تتقدم الى مكافحة الفساد ان كنت تملك اثباتا على ما تدعي فهذا هو منطق القانون,
اما بالنسبة للتنسيق الامني فهو ليس في الضفة فقط بل هو ايضا في غزة, واذا كان في الضفة فرضته اتفاقيات اوسلو فلست ادري ما حاجة _ مقاومة مسلحة له_
اما موضوع التسيب المالي فالذي اعرفه ان ميزانية السلطة منشورة على النت ويمكن للجميع مراجعتها
اما ادعائك بانك لا توجه اتهامات لاحد فارجو ان تعود لتفرأ تعليقاتك مرة اخرى
ولك اجمل التحيات

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح