الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي آل نهيان

أحمد جان عثمان

2004 / 12 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حسب بعض المصادر فإن الشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف لم يعد مبدعاً يستحق جائزة سلطان العويس وذلك بعد مرور 14 عاماً من الاستحقاق المشرّف لكلا الطرفين الموقعين على العقد. فقد تمّ فسخ العقد، مجدداً، بين المثقف والسلطة السياسية، العربيَّين، اللذين لطالما نشبت أزمة تفاهم مفاجئة بينهما في منتصف شهر العسل على شاطئ الميتافيزيقا.
لكن السؤال، الطارح نفسه بعفوية العنوان الذي وضعناه لهذه السطور، هو كيف تنشأ أزمة بين استقلالية الجائزة المذكورة ونزاهة منحها وحياديتها التامة وبين قوة الإبداع وأهميته، اللتين يتّصف بهما الشاعر المذكور؟! تفيد جريدة "القدس العربي" في عددها الصادر في 18/12/2004 بأنه "كما توقع كثير من المراقبين خرج الخلاف بين مؤسسة جائزة سلطان العويس والشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف، إلي العلن بعد أن كان موضع اتصالات ووساطات بعيدة عن الأضواء بين الطرفين، وذلك علي خلفية مقال منسوب إلي سعدي يوسف يتهجم فيه علي رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقد أصدرت مؤسسة جائزة سلطان العويس التي تتخذ من دبي مقرا لها بيانا سحبت بموجبه الجائزة التي منحتها للشاعر العراقي عام 1990، واعتبار فوزه بها كأنه لم يكن، وشطبه من سجل الفائزين بها". قال القائمون على الجائزة في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات ليلة الخامس عشر من الشهر الجاري: "منذ انطلاقتها عام 1987 اكدت جائزة سلطان العويس الثقافية علي حزمة من المبادئ الخاصة بعملها وبأهدافها وكرست هذه المبادئ عبر السنوات الماضية بإرساء العمل المؤسسي وبآليات منح الجائزة، وتأتي علي رأس هذه الحزمة استقلالية الجائزة ونزاهة منحها وحياديتها التامة، وذلك تحقيقا للهدف الأساسي من إنشائها وهو تكريم المبدعين العرب في كافة حقول المعرفة بعيدا عن مواقفهم السياسية وانتماءاتهم الدينية أو القطرية آخذة في الاعتبار قوة الإبداع وأهميته وإضافته الحقيقية إلي الثقافة العربية". من جهة أخرى تفيد الأنباء بأن الشاعر سعدي يوسف تمنّع عن النفي أو التأكيد حول نسبة المقال المذكور إليه.
مَنِ المَلوم في هذه الغلطة؟ العريس؟ أم العروس؟ لا أحد من المثقفين العرب يستطيع الجزم في هذا الموضوع المشكلة، السهل الممتنع، المضحك المبكي، لأنه لا أحد، إن كان مثقفاً بالفعل وله قوة الإبداع وأهميته، يجرؤ على ذلك خوفاً من الأمرين، في الوقت نفسه، من خسارة صداقة العروس له ومن كسب ودّ أصدقاء العريس! بتعبير آخر، فإن أصدقاء العريس (ويمكن تسميتهم بالمعجبين) لا يحبون العروس، ذات السمعة السيئة، التي لا تحبّ عرسانها وتتّهمهم بالنفاق والحب المرضي للمال والشهرة كأبيها وأعمامها السلاطين. لا أحد من المثقفين العرب يجرؤ على الوضوح والشفافية، كحكومته، أو كشاعرنا القوي المهم في الإبداع سعدي يوسف، لأنه، ببساطة، بساطة عنوان مقالنا هذا، ينوي "كتبة كتاب" مع العروس عندما يحين دوره هو الآخر. أما سعدي، آل يوسف أو آل نهيان لا فرق، فلم يجرؤ على الوضوح والشفافية خوفاً من سحب العروس لوديعة التأمين على قوة وأهمية إبداعه الذي تبارك به الملائكة والشياطين في الوقت نفسه: أبو العروس وأعمامها السلاطين وأقرباء العريس وأصدقاؤه.
التسييس هو عنوان العلاقة الرشيقة بين المثقف ومانح الجوائز في بلادنا المؤمنة بكل رسائل الأنبياء من آدم الخاطئ إلى مهدي المصحِّح. يجري ترتيب الاتّفاق والتوقيع عليه في الكواليس ومن ثم يتمّ إعلانه على الخشبة. الجميع يتبادلون الأدوار: من الكواليس إلى الخشبة وبالعكس. من الظلام إلى النور وبالعكس. نحن العرب نؤمن بقوة الشكّ (وليس الإبداع) وأهميته لأن كل شيء، عندنا، وليد الكواليس! لكن الله أمكر الماكرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل