الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَظمه لِسيد النائِب

شوخان عزيز

2011 / 11 / 16
الادب والفن


1

جاؤوا ...
وسَط ظلمة حالكة
يتخَبطون كالثيران .

الكارثة رجّة الأسوار
قشروا الرؤوس
سقطتْ الأبواب
وهل مِن بيت هناك ..؟ !

فيالق أبواق جوفاء
لا أحد يَسمع
ومَنْ يَسمعْ ..؟ !

وأنحنينا برؤوسنا المَقشرة
كيف نَرفعها بعد الطوفان
وهل بَقيَ رأس ليُرفع؟ !

وداعاً
أيتُها المدن التي تَعشق فتات البَشر
وآهات اليَتامى .

جَلجلي أيتُها المَفاتيح
وأبصقي في الأقفال .

وداعاً
أيتُها الشمس ، يا كاتبة المَصائر
على الجباه
سَنرحل
بأقدام تائهة
ووجوه ممحوة
ريح فولاذية تتبعُنا
تنقر الرؤوس ، تخترق الجوزة
جمرة تقودنا لِبر الاماني .

2

في إستفتاء عام
أتضَح بأننا نقرأُ ( ستة دقائق ) في السَنة .
يَبدو إننا نرهق ذاكرتنا بالقراءة والتَفحص والبَحث والإستقصاء ،
نرهق عيوننا أيضا ً ، إستفتاء غير دقيق ،
فنحنُ نقرأ كثيراً .

نقرأ ونتفحَص ( بطاقاتنا التعريفية ) هوياتنا !!!.
لنتاكد من الصورة
شواربنا المَعقوفة ،
تجاعيد وجوهنا ،
والغبار المتراكم على الأهداب
غبار الزمن الذي يلوي أعناقنا .

نقرأ مفردات ( بطاقاتنا التموينية ) ..
نَتخيل باطن الأرض والنعمة المُتدفقة والكنز الهائِل .
بُحيرات من الذهب الاسود
أكسير العصر
الويلات والدمار والحروب الطاحنة المتتالية .

بلد الأكثر أنتاجاً للنفط والغاز
والأكثر عوزاً للنفط والغاز .

نتخَيل الطوابير التَوزيع ، محطات الضخ ،
هراوات الشرطة والأصابع المُلوحة التي تلعن الهواء
وضَرب الكف بالكَف تَحسراً .

مِن خلفنا الأبراج العالية اللاهبة تَضخ دون هوادة
الأنابيب تتمدد عبر الصّحاري
نَتخيل الحُفر ، والشقوق ، في الطُرقات
الارصفة المُتهرئة الحواف والأطراف
لزوجة الطُرقات والقمامة.

نقرأ شعارات الحزبية والطائفية والدينية .
أعلانات تجلد واجهات الجدران ،
تُهللّ مع دشاديشنا وسراويلِنا .

لانقرأ فقط ،
بَل نَعشق قِراءتنا بالصّور أيضاً
لِتتوضح المعرفة في ذاكرتنا .
مثلا ً ..
صور المُرشحين من الوزراء وأعضاء البرلمان

( الزط والبرط ) .

صور قادتنا الأشاوش .
كروش مُتهدلة كبراميل النَفط
رؤوس بغال دون رقبة .

قبل عام تراشق نوابنا الأشاوس في ( بهو البرلمان )
بالأطباق والمَعالق ،
لأن البَعض منهم لم يَحصل على ( عَظمة ) في المَرق السحت
والآخرين كانوا
( يتمزمزون ) بشراهة غارقين في التلذذ والانبهار
لأن صاحبنا الطباخ مِن طائفتهم وشيعتهم
للأرضاء والتملق ملأ صحون أسياده بالعِظام .

ما علاقة العظام بالديمقراطية .. ؟

من يدري ...
لربما هناك علاقة وثيقة بين ( الثريد ) والديمقراطيه ..!

لَم نقرأ فقط بَل نَحفظ أيضا ً.
لَنا ذاكرة مختومة بِذاكرة الأنبياء وعُظماء التاريخ .

نَحفظ أغانٍ للمُهرجين والذين يَضجون ويَعجون زعقاً ،
خارقين طبلات آذاننا
تسمعُها كل الشرائح الاجتماعية دون تميز
بَين طفل ومراهق ، و شيخ طاعن في السن.
نَستخدمه لِرنات ( هواتِفنا الخلوية )
نشاز لصفاء الفكر وخرق ٌ لآداب التَواجد والحضور
في الأندية العامة والاجتماعية .

نَحفظ أغاني ( ست هيفاء ) مقابل قصائد ( الجواهري ) .
( والبرتقالة ) ( ترررم ) ونهمل الشاعر ( السياب ) .

والسيد ( بقبوق ) مثلا ً
أكثر شهرة من ( الرصافي ) و ( الزهاوي ) .

حقا ً نحن أمة مُبدعة ، بِذاكرة وهاجَه
نقرأ الكثّير .

شوخان عزيز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ترجمة
shokhan ( 2011 / 12 / 1 - 19:17 )
شوخان ( اميرة الربيع الكردي) في نيتي ترجمة هذه القصيدة - وربما اشعار اخرى لك - الى اللغة الأنكليزية. فهل توافقين؟
تحياتي واعجابي
فرياد
[email protected]

اخر الافلام

.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا