الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحراك الشعبي العالمي نهاية الطريق؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 11 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هل الحراك الشعبي العالمي نهاية الطريق؟
المتابع للازمات الماليه العالميه وما تبعها من تداعيات شعبيه ، بلغت حد احتلال الشوارع ومراكز المال ، وحتى التخييم فيها .
ان دراسة هذه الظواهر في مجتمعات متقدمه ومتحضره ، لا تتم الا من خلال مقاربتين :
المقاربه الاولى ان هذه المجتمعات ومنذ عقود تعودت على نمط الاستهلاك البذخي ، مما كانت سياسه حكوميه في الايغال في النمط الاستهلاكي وابقاء السوق متحرك ذو ديناميكيه دورانيه ، لصالح فئة محدده بالنهايه "المقرضون" ، فشركات الاقراض على اختلاف مسمياتها وصلت حد الجنون في المبالغه في الاقراض لدرجه انت كانسان عادي لا تمتلك اي راس مال ، يمكن ان يكون الاسبوع القادم اتى لك بعشرين ماستر كارد او غيرها لتصبح تمتلك عشرات الالاف ، ولا يوجد مشكلة ان لم تستطع التسديد ، فالامر بمنتهى البساطه " اشهار الافلاس" لتقوم هذه الشركات بمطالبة من هو اكبر منها "الشركات المؤمنه عليها" .
هذا النوع من النمط النتاجي والاستهلاكي غير المتوازن قد وصل الى عواقب وخيمه ، فعلى مستوى المواطن بات غير قادر على ممارسة حياته كما هو معتاد عليها ، وتختلف هنا حسب شرائح المجتمع ، حتى نستطيع القول انتشار الجريمه المرتبطه بالسرقه في جميع مدن الولايات المتحده على سبيل المثال ، ويشار الى ان ما يتم سرقته سنويا في الولايات المتحده ابتداء من المحال التجاري الصغير الى المجمع التجاري الكبير يقدر بترليونات الدولارات على مستوى كل امريكا .
على مستوى الحكومه فهي مطالبه باستمرار ذلك النمط الحياتي للسكان ، من هنا جائت سياسة ضخ المال في الاسواق حتى لو كانت تلك الاموال غير حقيقيه اي لا تعبر عن الحاله الاقتصاديه للبلد ، فالدول بالعرف الاقتصادي لا تستطيع تحقيق نمو اقتصادي دون نمو صادراتها ، اما ان تكون مستهلكه فهي تبدا عندها مرحلة التاكل الذاتي .
مثال على التاكل الذاتي النهائي دولة اليونان ، هذه الدوله وصلت الان الى حالة الافلاس التام ، حيث انها لا تستطيع الايفاء بابسط حقوق مواطنيها وهو دفع المعاش الشهري ، هذه الدوله حلت عليها المصائب منذ دخولها منطقة اليورو , وهي الدوله التي كانت تعيش ضمن امكانياتها الانتاجيه المختلفه واهمها السياحه ، مع العلم ان احد الرفاق سيعترض على ذكر السياحه كانتاج ، حسنا لنطلق عليها صناعة السياحه ، هذه الدوله ليست كالولايات المتحده ، فهي لا تمتلك القوه العسكريه الامريكيه ولا تمتلك طموحات خارج حدودها ،لتاجل ازمتها كما فعلت امريكا بالتعاون مع المارد الصيني ، الذي يصر على بقاء احتياطه هو الدولار ، مقابل تغريق الاسواق بالصناعه الصينيه لا وبل نقل الشركات للعمل في الاراضي الصينيه على حساب العامل الصيني الذي لا يتجاوز دخله الشهري المئة دولار ، في حين تقوم تلك الدول بسرقة جهد العامل الصيني ، مقابل راسمالية الدوله الصينيه الهائله ، ولا شك ان الصين تلعب هذه اللعبه ونهايتها بيدها ان ارادت ، يكفي ان تغرق العالم بترليونات الدولارت ، لتصبح فيما بعد بلا قيمه .
اذن هذه المجتمعات هي ضحيه اكذوبة للحلم الاستهلاكي الذي لا يمكن ان يدوم لانه عكس حركة التاريخ ، لا يمكن لدوله نسبة الواردات عندها اعلى من نسبة الصادرات ان تدوم الا بالاستيلاء على دول اخرى وسرقة مواردها كامله كما كانت تفعل الامبراطوريات القديمه مع اختلاف الزمان وللمكان ، حتى ان هذا الوضع الاقتصادي الغريب لم يبلور طبقة عامله بل بلور طبقه من الفقراء ، حقا انه وضع غريب لا ينسجم مع قواعد البناء الاقتصادي ، اذن هذه الاحتجاجات من قبل الفقراء وهم حسب التقدير يتجاوز عددهم 99% لا يمكن التنبؤ بمستقبلها لافتقاد المنظومه الديالاكتيكيه في هكذا حالة ، مما يمكننا القول في هذه الحاله انه تم ايقاف مسيرة البلوتاريا عقود من الزمن ، ولا يمكن استرداد الروح لها في يوم وليله ، فدائما البلوتاريا الغنيه هي من تقوم بالثوره وتعرف مسارها واهدافها لا اناس فقراء بائسين ، تقوم بالثوره عندما لا تستطيع تصريف انتاجها الراسمالي .
المقاربه الثانيه وقد عبرت عن بعضها في المقاربه الاولى
انه لم تتطور حركة عماليه في امريكا واوربا منذ عقود ، ولم يكن هناك صراع طبقي منذ عقود وهذه من المفارقات الغريبه في التاريخ ، والتي هي ضد التاريخ ، لذلك شاهدنا انهيارها على عموم فقراء الناس ، دونما بديل حتمي ناتج عن صراع طبقي حقيقي ، يعبر الى الاشتراكيه وربما يقود الى الشيوعيه
من هنا ارى هذه الاحتجاجات فقاعات واستغاثات كما في استغاثة المصاب بالاله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل رائع
محمدعزالدين علقم ( 2011 / 11 / 16 - 07:11 )
احييك على هذا المقال القصير والممتع. فهو تحليل رائع للحقبة البرجوازية التي تمر قيها معظم الانظمة التي تقول انها رأسمالية. انها حقبة الانتاج للاستهلاك.

ان صناعة السياحة لا تنتج سلعة للسوق لتصدرها فهي صناعة (ان صح نعتها بذلك) للاستهلاك غير المنتج


2 - الرفيق علقم
ادم عربي ( 2011 / 11 / 16 - 23:40 )

تحيه اخي العزيز وشكرا لمرورك الكريم ، المقالات القصيره هي ما افضلها ،لم يعد نهاك دول راسماليه ، فقط هياكل عظميه ، وهذا ما له عواقب وخيمه على العالم ، نعم صناعة السياحه ، لكن من غير سلعه تطرح في السوق ، ولكنها في نظري انزه صناعه استهلاكيه وتكاد ان تكون الوحيده المشروعه

اخر الافلام

.. بريطانيا.. الناخبون يدلون بأصواتهم لاختيار الحكومة الجديدة و


.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر




.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين


.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي




.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟