الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الدينى..والإستغلال الفكرى

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2011 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حتى نستطيع أن نلملم اطراف كل هذا الصراع الحاصل اليوم كان حدث تفجير الأقباط الشهير فى الإسكندرية فى سيدى بشر فى 1/1/2011 هو الوجه المتعرى لهذا الصراع وحينما نحاول تحليل هذه الواقعة لابد أن نضعها فى سياقها الواقعى وليس فى سياق قالوا وقلنا فكل مايقال الآن سواء فى الإعلام العربى أو الشرق اوسطى أو الغربى تم فضحه تماماً عبر موقع ويكليكس والمواطن العادى فى العالم أجمع أصبح يمتلك حقيقة الصفقات التى تتم عبر الطاولة فى كل شئ وقد يصل الى (تفاوض لنشر خبر فى قناة معينة )..المهم.. الآن لابد أن نعود إلى مناهج التحليل العلمية لتحليل الواقع والوقائع دون التأثر باى تصريح أو تحليل إعلامى أو رسمى يمثل جهة معينة فالواقع الآن يتحدث عن صراع وصل إلى حد الإنتحار لقتل الآخر المختلف عرقياً او دينياً حتى ولو كان وراء الحادث الموساد الإسرائيلى فلولا وجود اصلاً هذا الصراع لما تم إستغلاله فى الأساس من قبل الموساد وهذا ليس تأكيد من الكاتب بضلوع الموساد فى الحادث ولكن تاكيد بوجود صراع وصل الى حد الأزمة والسبب الأساسى فى رأيى هو الأزمة الموجوده فى إدارة الازمة الحالية ..
الحادث كان فى كنيسة وهى مكان لعبادة الله يخص فئة من المسيحيين الكاثوليك وهم الأقباط... إذاً شكل الصراع هو صراع دينى يرفض الآخر وليس ببعيدة كل صراعات المسيحيين الأقباط والمسلمين فى مصر... وبقفزة سريعة نعود بالذاكرة قليلاً إلى التاريخ والحاضر من مشكلة الحجاب فى فرنسا وتركيا وأيضاً حدث برج التجارة العالمى فى 11 سبتمبر2000 وأيضاً صراع الحركة الشعبية والحركة الاسلامية فى السودان وشمال وجنوب ساحل العاج وأزمة الحكم فى المملكة السعودية وتنظيم القاعدة ودولة الفاتيكان والدولة اليهودية فى فلسطين وربطها بالصراع الأبدى إلى أن ينطق الحجر والشجر ويقول للمسلم ورائى يهودى تعال فاقتله وصراع واقعة الجمل والتحكيم والمعتزلة والزهاد فى التاريخ الإسلامى والشيعة والسنة والصراع القديم بين الكاثلويك والمعارضين المنشقين آنذاك البوروتستانت وصراع القيصر والكنيسة الى أن تولد فكر جديد آنذاك يجمع بين كل هذه التناقضات أُجمل فى (مالقيصر لقيصر ومالله لله).. وفصل سلطات الكنيسة الدينية عن السلطات السياسية وكانت الحروب الصليبية وكانت الفتوحات الإسلامية والكل يمجد تاريخه والعلاقة الجدلية لاتعرف المكان والزمان فالصراع الدينى هو الصراع الدينى منذ تولد فكر السيطرة على الآخر من خلال الشرعية الدينية ...وماحدث قبل عام فى الإسكندرية هو تعبير واضح وصارخ لصراع متجذر ومايزال يتمدد ويتغذى هذا الصراع وينمو عبر الفكر المسيطر والرافض للآخر ..امريكا تدعم الإسلاميين لدحر الشيوعيين فى افغانستان ينقلب الإسلاميين على امريكا عبر طالبان امريكا تحارب الإسلاميين فى افغانستان وفى عقر دارهم... العالم الإسلامى ينقسم بين مؤيد ومعارض لاحظوا المبدأ الدينى المحرك لكل صراع حتى الدول الإسلامية يحركها الدافع الدينى فى إتخاذ القرار ..حتى( التكبير) و(التهليل) فى مشروع الجزيرة الزراعى يتم الزج بهم لتمرير الأجندة ..وبين تفجير الأقباط وإنفصال الجنوب علاقة جدلية قوية جداً وهى رفض الآخر عبر بوابة التبرير الدينى ..فمثلاً فكر تنظيم القاعدة كان نتاج طبيعى جداً لسياسات الدول الرأسمالية المسيطرة على إقتصاد العالم عبر العولمة الإقتصادية والتربية الإستهلاكية والإستغلالية لشعوب العالم النامى وضعف وخنوع حكومات هذا العالم فتولد صراع شعبى بعيداً عن القرار الرسمى فنبت فكر القاعدة الإنتحارى فى الوطن العربى وأيضاً التمسك الإشتراكى لدول اميركا الاتينية ضد سياسات الإمبريالية الرأسمالية فى العالم ..فيرى الإسلاميين مثلاً فى جمهورية مصر أن هؤلاء الأقباط هم أقرب الأفكار لهذه الإمبريالية العالمية فى ظل خنوع نظامهم لها(فى ذلك الوقت ..نظام مبارك).. وتفجير الكنيسة فى اعياد الميلاد هى رسالة قوية للعالم الإمبريالى ..وهكذا يأخذ شكل الصراع منحى خاطئ تماماً كما يحدث اليوم ..ومن هذه النقطة الحرجة يتولد فكر آخر هو نتاج طبيعى وحل ضرورى لهذه الازمة وهى فكرة الدولة المدنية التى إقتنعت بها اخيراً بعض القوى الإسلامية فى السودان امثال حزب الأمة والحزب الإتحادى بعد تجارب مريرة وخسائر عظيمة ايضاً تصل إلى حد الوطن ولكن أن يأتى الإقتناع متاخراً وبخسائر خير من أن لا ياتى بتاتاً فالدولة المدنية هى( فوتو كوبى) تماماً للدولة العلمانية دون غطغطة أو تلاعب بلألفاظ فصل السلطات الدينية والسياسية والتعددية وإحترام الأديان والمعتقدات والأعراق والمبدأ الديمقراطى فى تربية الأجيال وتبادل السلطات هى عصب العلمانية ..وهذا الفكر المدنى يتيح لكل الشعوب ممارسة ثقافاتها بكل حرية دون وصاية من دين معين أو عرق معين ..وفى العدم .. ستوجد هناك سيطرة دينية معينة وفكر أُحادى وثقافة أُحادية ترفض الآخر بالنتيجة سيولد ما يعرف بفكر الأزمة الذى كان نتاجه تفجير برج التجارة والحرب الجهادية فى جنوب السودان والفكر الإنتحارى وقتل الأبرياء اخيراً وليس آخراً.. قتل عشرات المصلين الأقباط فى رأس السنة الميلادية ..ويتواصل نمو فكر الأزمة فى ظل عدم وجود التربية الديمقراطية ..وستتواصل الأحداث المكبوتة لتفجر لنا شلالات من دماء الأبرياء ...
والتاريخ حتماً سيعيد نفسه بطريقة لولبية ولكن فى ظروف مختلفة تماماً وثقافة مختلفة وزمن مختلف غير زمن (مال قيصر)..وحتما ستقتنع يوماً الشعوب بأن (الدين لبارئ الدين وفوق الأرض صراع الطبقة)...
مع ودى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لك سيدي
مجدي محروس ( 2011 / 11 / 19 - 18:49 )
شكرا لك على المقال الحيادي
الذي جعلني اعتقد ان كاتبه -قبطي مسيحي- لأنني لم اقرء
في البداية اسم الكاتب بسبب انصباب اهتمامي على العنوان

اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس