الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو مازن ليس بهائيًّا ..المحذرون من البهائية همُّهم الشُهرة

هاني طاهر

2004 / 12 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المحذرون من البهائية همُّهم الشُهرة
يكثر بين ظهرانينا من يسعى إلى الشهرة. ويرى بعض هؤلاء أن خير وسيلة لذلك هي اختراع عدوٍّ للدين، ثم تضخيم هذا العدو، ثم مهاجمته بألفاظ قبيحة.. فيظهر هؤلاء أنهم حماة الدين، فيلتفّ حولهم العوامّ.. وبهذا يحققون غايتهم.
ونرى السعاةَ نحو الشهرة يبالغون في وصفِ جماعاتٍ لا وجود لها، ولا خطرَ منها، ولا تخطرُ على البال؛ فمرة يحدثوننا عن عَبَدة الشيطان، ومرة عن البابية، وأخرى عن البهائية، ورابعة عن النُّصيرية، وتاسعة عن الدروز.. ويكثر هؤلاء المهرِّجون بين الوهّابيين وأتباعهم في السعودية وغيرها.
يقول أحدهم في كتيب صغير بعنوان: عشرون سؤالا وجوابا عن البابية(البهائية)، أن هذه الحركة قد اتخذت من فلسطين "مركزا رئيسا لتبث سمومها هنا وهناك، ولا سيما بين الشباب المسلم، والذي أصبح همه الشهوة"، فلخطورة هذه الفرقة الكافرة كتبتُ هذه الرسالة.
نقول له: كان عليك أن تسعى لتغيير هَمِّ هؤلاء الشباب الذين أصبح همّهم الشهوة، فالخطورة في هذا الهمِّ وليس في البهائية، وإذا لم تضمهم هذه البهائيةُ البائدةُ، فإن المخابراتِ المعاديةَ قد تضمهم ما دام همّهم الشهوة.. فاحرص على مداواة مشكلة الشهوة التي أصبحت همَّهم بدل الحديث عن البهائية.
ثم إنه ملأ كتابه شتائم ضد البهائية، فلا يكاد يذكر الباب أو البهاء من دون قول أخزاه الله أو ما شابهه من الألفاظ.
إن هؤلاء الذين يهاجمون الفرق الباطلة يقعون في أخطاء كثيرة، أهمها: المبالغة والتهويل من خطرهم على الإسلام والمسلمين، وفي هذا التهويل سلبيّتان؛ أولاهما: الرفع من شأن هذه الفرق الداحضة، وثانيتهما: البعد عن الأخطار الحقيقية في المجتمع، والمتمثلة بفساد الأنظمة الحاكمة، وبفساد الشعوب أخلاقيًّا ومهنيًّا وإداريًّا، وبُعد الشعوب والأنظمة عن روح الإسلام وجوهره.. وغير ذلك من السلبيات الحقيقية التي بحاجة إلى بحث وعلاج. وقد تقرأ صفحات وصفحات حول خطر فرقة عبدةِ الشيطان، ولا تقرأ شيئا عن خطر جماعات تفجير السفارات والقنصليات والمؤسسات الحكومية. مع أنه قد لا يوجد فرقة باسم عبدة الشيطان، وإن وُجدت فهي أبسط كثيرًا من أن يُشار إليها. أما مؤيِّدو التفجيرات في بلاد المسلمين فنسبتهم عظيمة، وحزبهم هو الأقوى، وقناعتهم راسخة بمعتقداتهم وسلوكهم، فهؤلاء من تجب مناقشة أفكارهم وتفنيدها. فما هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد السعودية؟ أهو حفنة من البهائيين المحتضِرين، أم الجماعات الإسلامية التفجيرية النامية المنتشرة الممتدة التي لا تقبل بالرأي الآخر، ولا تتسامح مع أحد؟
إن الافتراء على الفرق الضالة والتهويل من شأنها ظلمٌ، ثم هو كذبٌ، ثم هو لمصلحة هؤلاء الضالين، ثم يؤدي إلى فشل في تفنيدهم، ثم هو مُلْهٍ عن درء الأخطار الحقيقية. فمتى يعي أصحابُ الأقلام الساعين وراء الشهرة ذلك؟!
ولا أدري كيف يتجرأ هؤلاء الكَذَبة على الآخرين ويصفونهم بما ليس فيهم من غير تثبت! والظاهر أنهم يبيحون لأنفسهم الافتراء على من يرونهم كَفَرة، ولسان حالهم يقول: ليس بعد الكفر تشويه، فمن كفر فلا ضيْر في تشويهه من خلال وصفه بأي شيء. ومثالهم في ذلك أنه لا يضر الشاةَ سلخُها بعد ذبحها.
ولأن الله أنعم عليّ فلم أكنْ من المفترين، فكان لزامًا عليَّ أن أبحث عن هؤلاء البهائيين لأتثبت مما يُقال عنهم، ومما يُتَّهم به من سيصبح رئيسًا لدولتنا من أنه منهم.
فقد أجريت في الأيام الأخيرة عددًا من الاتصالات مع بهائيين وأحفاد بهائيين قدامى في حيفا وعكا ونهارِيّا، فتبين لي ما يلي:
إن الدين البهائي لا يعترف بأحد من البهائيين الساكنين في البلاد، بل هم مطرودون من الدين.
إن البهائيين المطرودين هم حفدةُ البهائيين الذين قدموا مع البهاء من إيران إلى عكا في القرن التاسع عشر، أي قبل مائة وخمسين سنة تقريبا.
لم يعتنق الدينَ البهائي أحدٌ من عرب فلسطين عبر هذه السنين كلها. لا من المسلمين ولا من المسيحيين. وليس هناك من يسعى لإقناع أحد بهذا الدين، لأن البهائيين أنفسهم لا يعرفون عنه شيئا يُذكر.
للبهائيين مقبرة في عكا بالقرب من المقبرة الإسلامية، وكانوا يدفنون فيها موتاهم حسب الطريقة الإسلامية (شرق غرب)، ولكنهم فيما بعد أصبحوا يدفنونهم باتجاه قبر البهاء في البهجة قرب عكا.
لا يعرف حفدةُ البهائيين عن دينهم أي شيء سوى أنه يدعو إلى المحبة، وعدم التعصب، والالتزام بالوصايا العشر التي ركزت عليها الكتب المقدسة السابقة، والإيمان بالأنبياء السابقين جميعا وكتبهم.
يرى أحدُ هؤلاء الحفدة أن شوقي أفندي وهو رئيس البهائيين الثالث، قد غيَّر كثيرا في الدين، بسبب زوجته الأجنبية.
لا يعرف حفدةُ البهائيين السبب الحقيقي وراء طردهم من الدين. ويقولون: لقد ذاب أبناؤنا في المجتمع، ولم يعودوا يعرفون أن أجدادهم بهائيون.
وإذا كان البهائيون لم يُقنعوا عربيًّا واحدًا حتى ممن همُّهم الشهوة ليعتنق دينهم، فكيف يُقال عن (أبو مازن) إنه بهائي؟ وكيف لا يتقي الله من يسمع بهذه التهمة ثم يرددها كالببغاء؟
وكنتُ قد سألت سكرتيرَ البهائية العام عن ذلك، فنفى صحة هذا، قائلا: "(أبو مازن) من صفد، وهو من عائلة مسلمة، لكن الخلط قد جاء بين اسم والده عباس وبين عباس أفندي بن البهاء". ولا شكّ أن اتهام (أبو مازن) بذلك يُشهر البهائية، فمتَّهموه هم الأقل حرصًا على سمعة الإسلام، والأكثر حرصًا على إشهار أنفسهم من خلال الادعاء بالحرص عليه. ولا يأبهون بكونهم قد قاموا بنشر الكفر من خلال تضخيمه.
إذا سمع أحدُنا تهمةً من شخص عن شخص آخر أو عن جماعة أخرى، فلا يجوز له أن يمرّ عليها من غير تمحيص. بل عليه أن يطالبه بسند هذه العبارة، أي من الذي رواها له، ومن الذي روى لمن روى له، وهكذا حتى نصل المصدر؛ ذلك أننا في بيئة يكذب فيها الكلّ على الكلِّ. وإذا استعمل كثيرٌ منا سلاحَ التثبت، فإن الكَذَبة يفقدون شهرَتَهم ومناصبَهم ورزقَهم. ولا بأس لو انقطع رزقُ من كان ممن جعلوا (رزقهم أنهم يكذبون)!
هاني طاهر 17-12-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي