الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة التي قصمت ظهور البعير

كاظم الأسدي

2011 / 11 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن العراق سيبقى عصيا" على قوى الشر والظلام والتخلف التي إستباحت أرضه وزمام أمره !! فأعتقدت واهمتا" أنها قادرة على إستباحة قيمه العليا ومصادرة حقه في الأختيار و حب الحياة والأنطلاق مع البشرية في إنشودة الحب والعمل نحو فضاء أرحب !! وعالم أبهى وأسعد ؟؟ بعيدا" عن تلك الصور المتخلفة والقيم البالية التي جاهدوا لجعلها سمة العراقيين ؟؟ تلك الأفكار التي تصادر حقوق الناس و تملي عليهم أسلوب معيشتهم وطريقة تفكيرهم .. وتمنع حبهم للأبداع وتحرمه ؟؟ وقد تمكنت فعلا" في فترة الأنفلات الأمني وغياب القانون أن تبسط سيطرتها وتستبيح الشارع العراقي ..وتغيب الأبداع والمبدعين ؟؟ وتحاول جاهدتا"تعليب الناس و تحشيدها عنوتا" ومكرا" خلف معتقداتها المتهرءة والهاربة من جحيم قندهار و أقبية الشعوذة المظلمة الأخرى !! مستثمرتا" التنوع الفسيفسائي الجميل (( القومي والديني والمذهبي )) لتحيله الى ذلك الشكل البشع من التناحر القومي والطائفي ؟؟ وكان حقدها عدائيا" لكل أشكال الأبداع الفنية والأدبية والرياضية !!! فراحت تناصب الفرح والأبداع بألوانه و تغتال كل ماهو مبدع في هذا الواقع ؟ معتقدتا" أنها قادرة على إقتلاع جذوة النخوة والشيمة والكرم والتآخي التي ميزت العراقيين .. منذ بابل وآشور وأكد !! فليس غريبا" ان تغتال تلك القوي الظلامية شباب بعمر الورود هم أبطال العراق بالتيكواندو .. عائدين لوطنهم لا يحاملوا مع براءتهم غير أوسمة البطولة العالمية في اللعبة هدية لوطنهم !! ولم يكن الرياضي العراقي المغيب لليوم أحمد الحجية ... منافسا" سياسيا" ليختطفوه .. ؟؟؟ ولم تكن أطوار بهجت أكثر من صحفية شجاعة أحبت وطنها بتجرد عن الميول والأهواء .. ولا بالمزاحمة لسلطانهم المدجج بكل أسلحة الهمجية والتخلف ليصبوا جام غضبهم وحقدهم حتى على مراسيم تشييعها لمثواها الأخير !! وهاهم ليلة أمس وبعد أن راهنوا على الفرقة والأحتراب بين العراقيين ... هاهم كالخفافيش المختبئة في جحورها هاربة مرتعشه أمام صولة العراقيين في شوارع أربيل والأنبار وبغداد وكربلاء والمثنى والبصرة وقد خرجوا عن بكرة أبيهم .. عفويتا" ونخوتا" يحملون كل هذا الحب للعراق وللإبداع وللحياة !! غير آبهين بتهديداتهم الخفية والعلنية ... خرجت الجماهير العراقية وبمختلف إنتماءاتها وجنسها وإهتماماتها تحيي خيار الناس في الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والأختلاف ولتحقيق الأنتصار على كل من يتربص بالوطن !! خرجت وفي أتعس الظروف الأمنية غير آبهة بالمخاطر الجدية المحدقة بها !! وهي تهتف للعراق وللعراق فقط متسامية على كل جراح ومأساة الواقع السياسي التعيس !!
نعم ليلة أمس كان أحد عشر لاعبا" مثلوا واقعا" ألوان زاهية للفسيفساء العراقي الجميل ..قد إنتخوا للعراق وحاجة شعبهم للفرح المغيب عنهم عنوتا" ؟؟ وحققوا الفوز . وكانوا لوحدهم وراء الأنتصار المعنوي للأنسان العراقي ؟؟ و إستطاعوا توحيد الشارع العراقي خلف إنتصارهم الرياضي على الفريق الأردني .. رغم النقص في التأهيل و العدة والأعداد و ؟؟ وفي أروع صورة للتحدي العراقي الذي أفشل مخططات التجزئة وفقدان الثقة بالمستقبل ؟؟ ذلك الأنتصار الذي أحرج السياسيين العراقيين الذين راهنوا على التجزئة و الهويات الفرعية !! وأجبروهم على اللحاق بالجموع الهادرة في الشوارع لتحية أسود الرافدين ....وهاهي ثانيتا" تثبت الجماهير العراقية علانيتا" ولاءها للأبداع والمبدعين .. و حبها لأنشطة الحياة الحيوية المتجددة .. ورفضها لمختلف أشكال الأملاءات وفرض القناعات أو التقوقع والأنعزال !!
وهاهي الكرة ثانيتا" تقصم ظهر البعير !! كما قصمت ظهور كل من أراد للعراق حياة و مسيرة لا تختلف عن بول ذلك البعير ؟؟
فألف تحية وقبلة لأسود الرافدين ولكل أسدعراقي قدم حياته قربانا" ؟ لرفع راية شعبه وإنعتاقه من الديكتاتوريات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا