الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه و القفا في صور المرشحين !!

محمد المراكشي

2011 / 11 / 16
كتابات ساخرة


لا اعرف إن كان يشاطرني أحد في نفس التصبيحة اللعينة التي تلم بكل منا يوميا منذ أن أغرقتنا أحزابنا العتيدة بصور منتخبيها و بالوانها غير المستساغة ! لا زلت مقتنعا اشد الاقتناع بأن مكاتبها السياسية و مؤدلجيها و سماسرتها ايضا يحتاجون إلى دروس معمقة ومركزة عن جمالية الألوان و تأثيرها..
كل الدراسات الجمالية التي ورثتها البشرية عن علماء الجمال و أعلام الفن وجدت طريقها إلى أبشع يد تعبث بها ، حتى أننا لم نعد نجد للون دلالة و لا طعما !! و لأن ألوانا صارت مقدسة في بلادنا المختصة في خصوصياتها الفريدة ، فإن علبة الألوان عند رسامي و مهندسي جمال الأحزاب المغربية المشاركة في الانتخابات ظلت ناقصة ،فلم يعد بامكانهم الا المزج بين الألوان الاساسية لكي تخرج لنا شخبطات بمجرد أن توضع على الجدران أو ترمى في الهواء تعطيك انطباعا بتلوث لا يحسن أحد تفاديه !! و كأن الأفيشات الانتخابية لأحزابنا صارت قدرا محتوما لا مفر منه فما عليك إلا أن تغمض عينيك أو تنحني لتتقيأ !!
لا يتوقف الأمر عند الألوان التي لا تشبه إلا نفسها ، و التي يمكن أن نضيفها إلى انجازات الديمقراطية المغربية النموذجية ، و لكن صور المرشحين كذلك تزيدك تفاؤلا بمغرب الغد القريب ! فالأغلبية لم تحسن أخذ الصورة ،حتى صار المرشحون يظهرون في أفيشاتهم وكأنهم يأخذون صورا فوتوغرافية لأول مرة ! فالبعض تجده فاتحا عينيه يظهر عليه احساس الخوف من انسدادهما العفوي عند تسليط أضواء الفلاش ! و البعض الآخر يحاول إظهار رزانته أمام آلة التصوير بتلك الطريقة التي تعطي انطباعا عكسيا و كأنه يتوعد الناخبين ! أما الذين اختاروا تغيير هذا النموذج فما ابدلوه إلا بما هو أصعب ، إذ من الصعب أن تظهر ابتسامتك لشعب عبوس تريد منه أن ينتخبك !
الابتسامة عنوان الفرح ، ومحاولة لجر الآخر الى الاحساس بالارتياح..إلا المغاربة !! فهم أصعب شعب في الاستمالة ،فابتسامتك الصغيرة ياعزيزي قد يرونها تخفي دواهي تحت السواهي ! او قد تشير إلى تصنع للفرح فقط من أجل لحظتك التاريخية ! و حتى إن أغرقت في فتح فمك ،فإنك تغامر مع هذا الشعب الخطير الذي قد يقتنص بسهولة عدد ضروسك المسوسة أو أنيابك التي ستظهر حتما مثل أي بطل كارتوني قديم !
نصيحتي إليك ايضا،عزيزي، أن لا تلبس تلك الكرافاتات المضحكة و البدل القاتمة التي تحاول متوهما أن تجعلها متناسقة مع قميص رياضي ! أو لباسك التقليدي الذي يظهرك مثل كارت بوسطال لإستمالة السياح !
دعك من الابتسام أو إظهار الرزانة ،فإنك لن ترضي أحدا ..لكن في فرصتك المقبلة حاول أن تجعل مصورك يأخذ لك صورة دون أن تشعر ..صورة عفوية ستكون ناطقة بحقيقتك..و انظرها جيدا.. إن هي أظهرت ما تجده ارتياحا لحقيقتك فانشرها في افيشاتك..و إن لم تعجبك،ما عليك إلا أن لا تترشح أبدا !!
لم تفهم أحزابنا و لا مرشحوها أن جمالية الألوان لها دور ،و أن التغيير يبدأ من تقديم أناس طبيعيين عاديين و متواضعين لتمثيل الناس.. لم تفهم أحزابنا أن المشكل يكمن في كون كل مرشحيها يتشابهون و كأن مصورا واحدا أخذ لهم صورة من القفا !! حتى أننا قد نتساءل إن كانت تلك فعلا صورا لوجه الأحزاب أم لقفاها؟ !!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول المغاربة:"الناس طوب و حجر.."
أضيف إلى القول:"إلا فهاذي..."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر