الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي مصالحة نريد؟

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 16
القضية الفلسطينية


نحن على مشارف نهاية سنة تميزت عن غيرهامن السنوات بحدة التفاعلات السياسية بها, وها هي غيوم حرب غير محددة النطاق تخيم على سماء امسية هذه السنة, ويكاد لا يعرف اي نوع من اسلحة الدمار قد تلحأ اليها الاطراف التي ستنخرط بها _ ان حدثت_, فالاهداف العسكرية المعلنة لا يحدها فعلا _ المنشات النووية الايرانية_ بل الاكثر احتمالا ان تطال انظمة كاملة, ولعل في ضخامة تدريبات الجبهة الداخلية الصهيونية مؤشرا ملموسا على مدى حجم خطورة الحرب التي ستقع, لكن الاخطر من نتائج هذه الحرب سيكون ولا شك هو ان صراع جنرالات الحروب هو اللذين سيضعون الخطوط الرئيسية للمرحلة السياسية القادمة, وهم عادة ما يتلذذون بالجمال الذي يخلقه الدمار.
لن نعرف الان ما ستكون انعكاسات نتائج الحرب ان وقعت على وضعنا الفلسطيني, فذلك يستتبع نتيجة من انتصر ومن انهزم في الحرب, وما موقفه من حقوقنا الوطنية, فوزن الوضع الفلسطيني في تلك الحرب لن يكون اكبر من ما سبق ان تحقق لنا من انجاز وطني على صورة اعتراف عالمي باستقلالية الوجود القومي الفلسطيني وحقه ف تقرير المصير وحقه في اقامة الدولة المستقلة ووجود م ت والسلطة الفلسطينية كاطر مادية تجسد على ارض الواقع حقيقة وجودنا والاعتراف العالمي بنا,
ان وجود م ت والسلطة الفلسطينية في ارض الواقع السياسي الاقليمي والعالمي سيكون ولاشك مظلة الحماية الوحيدة المتوفرة للهوية الوطنية الفلسطينية وحقوقها, ولعل قيادة الشرعية الفلسطينية تلمست هذا الاحتمال فكان تصريح السيد محمود عباس الحازم حول عدم وجود نية واتجاه سياسي عند القيادة لحل السلطة الفلسطينية, على العكس من بعض الطموحات والامال المشكوك بامرها التي لا تمل الدعوة لحل السلطة. وعلى العكس من هذا الاتجاه المشكوك بامره فان الرئيس محمود عباس اتجه للاعلان عن اولوية المصالحة الفلسطينية على طريق محاولة استعادة الوحدة الوطنية, مؤكدا بذلك على شفافية موقف الشرعية الفلسطينية وشفافية امانتها على الحقوق الفلسطينية التي كثيرا ما الحق بها الضرر هوجاء عواطف دعوة حل السلطة و م ت الفلسطينية, تحت شتى مبررات الاستزلام العسكري البعيد عن الحكمة السياسية, او الذي يخفي خبث سياسي تامري. يستهدف ابقاء الطرف الفلسطيني في مواجهة تفوق الكيان الصهيوني العسكري ودوم مظلة حماية اقليمية او دولية كما توفر مثلا لثوار الناتو في ليبيا وكما سيتوفر لثوار الناتو في سوريا.
موضوع المصالحة الفلسطينية هو موضوع فلسطيني مستقل نظريا غير انه موضوع محلي اقليمي عالمي عمليا, لذلك لا نستغرب عاطفة شعبنا في التعامل مع هذا الموضوع من منطلق ثقافي لا سياسي, يحيل اهمية المصالحة الى مستوى اهمية خلاف مجتمعي يمكن للجاهات والعطوات ان تزيل عوائقه بدعوة اطراف الخلاف الى تقديم تنازلات متبادلة, عملا بالهدف والمطلب الاجتماعي الداعي للتعايش, وللاسف فهذا المطلب لم يعد مطلبا اجتماعيا فقط بل بات ايضا مطلبا لفصائل تخضع لعفوية الوعي الاجتماعي عوضا عن ان تعمل على ترقي الوعي الاجتماعي الى المستوى السياسي, ودون ان تسال نفسها هل ندعوا لمصالحة تضر بقضيتنا في الصراع او تقوينا فيه, فليس كل اجتماع مفيد,
ان المصالحة الفصائلية هي اضعف ما يطالب به شعبنا الفلسطيني, فمطلبه الحقيقي هو وحدة التوجه الوطني الفلسطيني, والمصالحة اذا كانت _ سليمة_ لن تعدو ان تكون مدخلا لهذا التوجه, وقد ثبت لسف حتى الان ان الدعوة للمصالحة لم ترتقي بعد الى هذا المنظور, حيث تبدأ المشكلة من مدخل تعريف الذات الفلسطينية وثوابت حقوقها وعلاقاتها وترتيب اولوياتها الاستراتيجية, والسؤال الحاسم بهذا الصدد هو هل ان الهوية الفلسطينية هوية قومية مستقلة جاد بها مسار تطور حضاري مستقل ام لا؟ ام ان الهوية الفلسطيني هوية مناطقية جهوية في اطار هوية قومية اوسع.
ان المسالة لا تتلق اذن بتقديم متبادل للتنازلات, بل بمن يفترض به ان يقدم التنازلات, ولان التفاعل والتفاوض بين الاطراف الفلسطينية حول المصالحة كان اشبه بتفاعل وتفاوض الطرف الفلسطيني مع الطرف الصهيوني حول اقامة الدولة الفلسطيني, لم يكن غريبا اذن ان تكون نتيجة كلا الحالين مضيعة للوقت, حيث لا يمكن تطعيم المسار الوطني بالغام رفض الوطنية,
ان الوحدة الوطنية موجودة ومتححقة اجتماعيا في الشارع ولك بيت فلسطيني, فهي نتاج مسارنا التاريخي في التطور الحضاري وهي جزء من ثقافتنا المجتمعية, واعلى تجلياتها هي وحدة مصيرنا, غير انه غير مجسدة سياسيا نظرا لعدم سلامة بعض الوجود الفصائلي الذي لا يزال يرفض ان تكون له قراءة مستقلة لتاريخنا الفلسطيني ولا يزال يقرأه بعيون اجنبية ولان بعض هذه الفصائل هي امتدادات عضوية مباشرة لاطراف اجنبية لا يهم اكانت دولا او حركات سياسية, لذلك لم يكن هناك منذ حلقة الكفاح الراهنة منذ عام 1965 وحدة وطنية فلسطيني بل كان اجتماع قصائلي هو الى التسيق اقرب منه الى الوحدة.
لذلك مخطيء من يطن ان التعامل الفلسطيني الراهن مع موضوع المصالحة هو تعامل استقلالي سيادي, في حين انه في حقيقته موضوع تتجاذبه اتجاهات شتى عالمية واقليمية ومحلية, ولذلك يبقى تحقق المصالحة في اطار _ الاحتمال_ على العكس مما لو كان الوجود الفصائلي نفسه وجود استقلالي سيادي, فحينها لتمت المصالحة منذ زمن طويل هذا اذاكان حدث اصلا انشقاق,
ان السؤال الرئيسي الذي يجب على مجتمعنا ونخبه ان يجيب عليه هو هل ان الانقسام الفلسطيني انعكاسا لحالة الانقسام العالمي او ان انقسام العالم هو انعكاس لنقسام الفلسطيني؟ واين هو الاستقلالي السيادي الفلسطيني من كل ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق