الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى اليسارية والعلمانية والصراع مع قوى التطرف والاسلام السياسى

مصطفى راشد

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


إخوانى وأخواتى العرب فى كل مكان ان ماتشهده بلادنا العربية حاليا من ثورات لشعوبنا المقهورة مئات السنيين ، من أنظمة وحكومات عربية مارست كل أنواع القهر والاضطهاد ، مستخدمين الدين فى ذلك -- اسوأ إستخدام ، حيث قدم المسلمون الاوائل اسوأ صور للخلافة والحكم ، فقد غابت عنهم الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الحقيقية ، والتاريخ أكبر شاهد على هؤلاء الحكام ومافعلوه بأسم الدين وإستخدامهم للشريعة فى غير محلها بالمخالفة لأهدافها ومقاصدها ، وصار الجميع على هذا الدرب حتى يومنا هذا ، حيث وجدنا على سبيل المثال السعودية تطبق الشريعة الإسلامية على عامة الشعب ، ولا يمكن تطبيقها على الأسرة المالكة الحاكمة ، كما أن الحاكم الذى يتكلم بأسم الشريعة هو من يسرق أموال الشعب ، ويحرمهم من الحرية وأبسط حقوق الإنسان ، وكذا وجدنا فى مصر-- أن الحاكم يضع نص الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فى دستور البلاد ، فى حين كان الشعب المصرى يعيش تحت سلطة القهر والظلم والتعذيب والمحسوبية ، والحاكم وحاشيته يستبيحون أموال الشعب بشكل فج ، ثم قيام هذه الحكومات بشكل منظم بالقضاء على الاحزاب اليسارية والتقدمية الليبرالية الديمقراطية مما جعل المنطقة العربية تعيش أطول فترات الديكتاتورية بالعالم .
ثم جائت ثورة التكنولجيا الرقمية بالقنوات الفضائية والآنترنت ، وأتى معها جيلأً جديداً مُطلع ومُنفتح على العالم الليبرالى العلمانى ، فشاهد العدالة والحرية وحقوق الانسان من خلال هذه الأنظمة العلمانية ، والتى سعى الحكام العرب لتشويه صورتها ليستمروا فى كرسى الحكم هم واسرهم ، أطول مدة لكن هذا الجيل الجديد جيل الآنترنت فاجأ هؤلاء الحكام بهذه الثورات ومازال يحمل المفاجأت ، إلا أن هؤلاء الشباب حديثوا العهد ليس لهم من وحدة تجمعهم أو جماعة أو رابطة منظمة ، مما جعلهم ينفذون الثورات على أكمل وأجمل وجه ، إلا أن الصقور الجارحة الدموية المتأسلمة المتطرفة صاحبة التاريخ الطويل القديم ، والقائمة على الفكر الاقصائى الراديكالى المتطرف ونظام السمع والطاعة الذى يُحرم النقد والاختلاف وقبول الرأى الآخر ، فقد هبطت هذه الجماعات المتطرفة على الوليمة وأغتنمت الفريسة من بين يدى الصياد بعد أن هددته ولوحت له بالسيف البطار ، وسعت للأستيلاء على السلطة بصورة إنتهازية ، ولآن الشباب الليبرالى العلمانى واليسارى حديث العهد لا جامع له أو منظم تراجع أمام هذا العنف القادم مع كونهم الأكثر عددا ً ، وتيقن هؤلاء الشباب وهذه القوى أن بداية حرب جديدة بدأت مع قوى ظلامية أشد شراسة وعنف من سابقيها ، مما جعل الشباب والقوى اليسارية والليبرالية العلمانية يبدأون فى تنظيم صفوفهم لإنقاذ أوطانهم مرة آخرى ، ونحن نرى أن فترة الحرب ستمتد لأكثر من عشر سنوات وقد تقل اذا تحركت الدول الليبرالية وأدركت الخطر القادم وقامت بمساعدة هؤلاء الشباب ، وايضا على الاحزاب التقدمية أن تعيد نشاطها بعد سقوط هذه الأنظمة الأستبدادية بأن تعيد تنظيم نفسها وتتحد بتشكيل جبهة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية ببرنامج مشترك فى كل بلد عربى ضد هذا الغول القادم المدمر الذى سوف يحرق اليابس والأخضر لأن هؤلاء مجموعات من المتطرفين الجهلة الذين لا يؤمنون بالحرية ولا حقوق الانسان ولا يتقبلون الرأى الآخر وأكثرهم مشوش الفكر ، ويحمل صفات إجرامية عنيفة ، كما أن هذه الجماعات المتطرفة لايمكن أن تتفق مع بعضها البعض مثلما يحدث فى الصومال من تقاتل بين الجماعات المتطرفة فى صراعهم على السلطة ، لأن كلاً منهما يرى أن الآ خر كافر وانه وحده من يملك الحقيقة المطلقة ،
ولأنه لا يصح إلا الصحيح ، فكل ماهو ضد الضمير الإنسانى الحى الحر مصيره إلى زوال ، أى أنه يمكن للأحزاب اليسارية والقوى العلمانية فى المجتمعات العربية إذ كثفت من نشاطها ، أن تَحدَ من تأثير الإسلام السياسى السلبى على الحريات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر .
وعلى الدول الليبرالية أن تساعد القوى اليسارية والعلمانية ليكون لهم منابر إعلامية مثل القنوات الفضائية والصحف والمجلات ، وكذا تشجيع كتاب هذه القوى والنشطاء منهم معنويا وماديا ليقودوا شعلة التنوير لهذا الوطن المكلوم ، والذى ظل عقود من الزمن تحت وطأة الإستبداد بأسم الإسلام .
وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن ، نقدم كل التحية للقائمين على هذا العمل العظيم الذى غزا الكثير من العقول العربية وساعدها على الخروج من الظلام ، فكان منبر وطاقة نور لإرشاد التائهين ، كما أنه أعطى فرصةً غير مسبوقةً للأراء الحرة والأفكار الجديدة والممنوعة سابقا كى تظهر للنور .
فكل عام وأسرة الحوار المتمدن بخير ، والعالم العربى يلحق بقطار التقدم والديمقراطية وحقوق الانسان .
الشيخ د مصطفى راشد استاذ الشريعة وعضو إتحاد الكتاب الافريقى الاسيوى ونقابة المحامين المصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتمنى أن ارى كل مشايخنا فى هذا الرجل
د لواء محمود المهدى ( 2011 / 12 / 6 - 07:54 )
الدكتور مصطفى نموذج فريد لرجل الدين الواعى المثقف المُشرف للاسلام أمام غير المسلمين وأتمنى أن ارى كل رجال الدين على هذا المستوى الفكرى الراقى.


2 - تحليل رائع لرجل دين مستنير
د درية شرف الدين ( 2011 / 12 / 8 - 06:06 )
كل التحية لشيخنا الجليل الذى تعودنا منه الحكمة وعمق التحليل والجرأة فى قول الحق


3 - تحية و تقدير لكل فِكر مٌتحضر
سامى غطاس ( 2011 / 12 / 14 - 16:51 )
أتفق تماماً مع السيد الفاضل-تعليق رقم ١ . لإنه لو تم تقديم الإسلام بتلك الصورة المتحضرة كم أوردها الشيخ مصطفى راشد فلن تكون هناك أي مشكلة أو صراع مع الإسلام كدين , فى حين إن الإسلام المعروض الآن أصبح وسيلة للتنافر أكثر منها للتقارب .
تحية لكاتب المقال و للسيدة الدكتورة درية شرف الدين المذيعة المتألقة إذ لم تخنى الذاكرة


4 - مرحى بالفكر النير المتحضر المتجدد
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 21 - 21:27 )
الشيخ مصطفى راشد نحية واجلال
كم يسعدني شخصكم وامثالكم
مقال ثوري رائع وجهد نادر ومشكور
اتمنى على الجميع ان يطلع عليه وخاصة رجال الدين
مودتي واعجابي
اعانقكم


5 - كم انت صائبا ايها الشيخ الجليل
افرام ابو جورج ( 2011 / 12 / 22 - 10:47 )
ربما من اكثر المواضيع اهمية هو استغلال الدين في مجتمعاتنا ..وأنا لا اسثني اي دين .واستمرار الثقفافه الظلاميه ثقافة عدم الاعتراف بالاخر والتي مورست في مجتمعتنا كانت كفيله بان نبقى شعوب متخلفه ومستغله خلال تاريخنا الطويل.فالثقافه السائدهوعدم قبول الاخر جعلت الانا من كل فرد تصخم بحيث احكامنا كانت موروثه بسبب رجال الدين وقد تقصدوا اجهال الشعب او بث ثقافة الفقر فضيله.فبدون قوى اليسار والتقدميه لايمكن تحقيق عداله اجتماعيه وشكرا لشيخنا الجليل


6 - لا أصدق نفسى
ناديه احمد ( 2012 / 1 / 1 - 20:30 )
اخذت اتنقل ما بين اسم الكاتب وصورته وتوقيعه وانا لا اصدق ان يوجد شيخ ازهرى يمتلك كل هذه الجرأة ليعلن ان تاريخ المسلمين لم يكن مثاليا ولا ورديا كما اوهمونا . لذلك اقول لك : بل انت ياسيدى طاقة النور فى كل الظلام الذى يحيط بنا , فشــكرا لك


7 - الشيخ شيخ فكر
صلاح الساير ( 2012 / 1 / 14 - 09:19 )
الشيخ الجليل مصطفي راشدالمحترم
ان قافلة المؤمنين المتنورين سائرة والى الامام اما القشور والسراق فان دربهم الباطل وازوال ..هم عبيد السلطان اما حملة المبادى هم الذين يحملون الرسالة الانسانية ويبنون المجتمع الرسالى المؤمن بالانسان وانت يا شيخنا شيخ الفكر والعلم والعدالة فسر بطريق الحق ولا تخف من قلة سالكية والنصر للانسان 00
شكرا على هذا المقال الرائع الذى يخدم روح الانسانية00


8 - انتحال صفة
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 24 - 09:54 )
شيخ واستاذ الشريعة يدعو القوى اليسارية والعلمانية الى الصراع مع من اسماهم قوى التطرف والاسلام السياسي عجب عجب
من حق الاستاذ ان يتزعم ويدعو كافة القوى التي يهواها
لكن ليس من حقه استعمال يافطات فقدت صلاحيتها
فات الاوان الشعوب قالت كلمتها وانتخبت نوابها
هناك علماء وشيوخ لهم مصداقية مكلفون بجمع كلمة الامة وتوجيهها
ورعاية مصالحها


9 - عيب عليك
عبدالغني زيدان ( 2012 / 1 / 29 - 11:17 )
والله انا صارلي مثل ما اصاب السيدة نادية حسيت حالي بقرا لشخص والصورة لشخص اخر
على كل انت ك ... بل ادنى منزلة يعني هسه انت احسن من الغرب ع المسلمين ولك ما هم كبار علماء الغرب اقرو بان الفتوحات الاسلامية كانت اكثر انسانية واجمل فتوحات على وجه الارض قارنها بحضارة الليبرالية والحروب الصليبية كيف بنى الامريكيون او بالاصح بريطانيا امركياي فوق جثث اهل البلد الاصليين اليك ما قاله بعض الغرب عن الاسلام
لكننا وجدنا ان الخطر الحقيقى علينا موجود فى الإسلام وفى قدرته على التوسع والإخضاع وفى حيويته المدهشة
لورانس براونا
اخجل من نفسك علماء المسلمين لهم الفضل في نشر النور في اوروبا كم من ابناء ملوك اوروبا درسو في الاندلس
لا يوجد مكان على سطح الارض إلا واجتاز الإسلام حدوده وأنتشر فيه ،فهو الدين الوحيد الذى يميل التاس إلى إعتناقه بشدة تفوق أى دين آخر.
هانوتو وزير خارجية فرنسا سابقا
لا يصح لك قياس افعال الحكام على الدين نحن هنا بصدد شريعو وقوانيين اسلامية بالفطرة هي عادلة وصحيحة والانسان الطبيعي يلجأ لها
اطالبك باعتذار عن الاساءة لعظام الصحابة وقادتها يارجل يكفيك قراءة العهدة العمرية وتحرير القدس


10 - راشد متحدثا باسم التيار العلماني
ابراهيم الجندي ( 2012 / 1 / 29 - 20:52 )
نادرا ما أكتب تعليقا على مقال ، لكن اجبرني الشيخ مصطفى راشد على التعليق
اناشد جميع العلمانيين وانا واحد منهم اختيار هذا الرجل متحدثا رسميا باسم القوى الليبرالية والعلمانية واليسارية فى كل المحافل والندوات والفضائيات بشتى صورها ، لسببين : أولهما أنه النموذج المحترم الراقى للانسان المعتدل والمفكر والليبرالى ، وثانيهما : انه الشخص المناسب للحديث مع شعب متدين لا يثق الا فى رجال الدين ، انه كنز فى زمن ندرت فيه الكنوز ، ارجو ان نناقش هذا الامر جديا ، لان الشيخ راشد وهو راشد فعلا.. يعتبر جسر القوى العلمانية للعبور الى قلوب وعقول البسطاء ، فهو ليس مشكوك فى امره ، ولا يمكن للتيارات الراديكالية اتهامه بالكفر والالحاد مثلما يفعلون معنا
ليتنا نفكر فى الامر خصوصا اننا مقبلون على مرحلة سيسود فيها الاعلام الدينى لتغييب البسطاء
الشيخ راشد هو طوق النجاة الان صدقوني


11 - الدين والسياسة
ناديه احمد ( 2012 / 1 / 30 - 08:05 )
لم يتقسم الاسلام الى سنة وشيعه وخوارج الا بسبب السياسه , ولولا التكالب على المناصب السياسيه لما انقسم المسلمون وقتلوا بعضهم البعض ووضعوا اول وصمة عار على وجه الاسلام . والرسول لم ينظم دوله سياسيه برغم انه كان يعرفها جيدا ولكنه صنع مجتمع مسلم وبشر مسلمين . ربما قد يكون الملك على المسلمين صالحا تقيا ولكن ترى الفسق بعينه فى اولاده وافراد اسرته واموال طائله تهدر على الفساد , مثل هذا الملك قادر على ان يصنع دوله لها شكل اسلامى ولكنه ابدا لن يصنع المجتمع المسلم كما اراده الرسول


12 - رجل محترم
لطيف شاكر ( 2012 / 2 / 6 - 02:05 )
السادة الاعزاء احكموا علي هذا الرجل المستنير والمثقف والمفكر البارع والمصلح من خلال حواري معه في الفيديو الاتي فالرجل ليس بالكلام يؤدي رسالته بل بكل مايملكه من طاقة ووسائل لاستنارة وتعليم وتثقيف الجميع انه قامة شامخة يستحق التقدير والاحترام

حوار مع المفكر الاسلامي الاستاذ اسماعيل حسني والشيخ الدكتور مصطفي راشد عن مصر المصرية والطروحات الاسلامية
http://www.youtube.com/watch?v=hcPmcpuiwIU&feature=youtu.be

اخر الافلام

.. لمواجهة التهديد الروسي.. البولنديون يستعدون لخوض حرب محتملة!


.. إسرائيل تتوعد بالرد -بقوة- على حزب الله بعد إطلاقه وابلا من




.. غواصة نووية روسية في كوبا .. واشنطن تستنفر وتراقب


.. هجمات حزب الله الأخيرة تثيرالقلق داخل تل ابيب.. وتهز سياسة ا




.. مع تكرار الهجمات.. ما واقع قوة الردع الإسرائيلية؟ وهل تنجر ت