الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خيار امام القوى المحبة للسلام الا الوحدة

سمير اسطيفو شبلا

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيريةمؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟



يكونالجواب بنعم/ ولكن هذا النعم هي نسبية بسبب نسبة تأثير القوى اليسارية والنقاباتالعمالية والاتحادات الجماهيرية ونضيف اليها منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان!نسبية تأثير هذه القوى كان دون طموحات جماهيرنا التي تسأل نفسها الان وتقول: اينتأثير القوى التقدمية على الثورات الحالية؟ وسؤالها ينبع من عدم ملامستها ما يلبيطموحاتها في تغيير المجتمع "كما هي تريد ان يكون"، ولكنها تفاجئت بانهناك قوى اخرى قطفت الثمر قبل نضوجها وكانت الفوضى وعدم الامان وبالتالي عدم وضوحالرؤية لمستقبل هذه الثورات بعد فرض "ما يجب ان يكون "

2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطيةواليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
اعتقد بان القمع والاستبداد يولد القوة والوحدةوالتكاتف بين القوى الديمقراطية واليسارية وليس العكس، ولكن بعد الثورات العربيةهناك متنفس لنوع من الحرية التي لم تستغلها هذه القوى لصالح جماهيرها، لانها ايهذه القوى التقدمية وكانه استطابت العيش السلبي ان صح التعبير، اي تكون قوية وتعطيالشهداء ولا تهاب السجون والمشانق ولكن عندما يؤمن لها مكان في الملعب لا تعرف كيفتلعب بخطة مدروسة لكي تصيب الهدف، ودليل كلامنا هو تشرذم هذه القوى وتفتيت قوتهابتفرقها الى احزاب صغيرة ومجموعات غير مؤثرة والا أيعقل ان يكون في عراق اليوم 12حزباً يسارياً وشيوعياً وعمالياً؟ يضاف اليها 12 منظمة جماهيرية وحقوقية يسارية؟مختلفة في الافكار والاتجاهات وكانت قبل الثورات او قبل سقوط بغداد لا تتعدى عناصابع احدى اليدين؟ يمكن ان تكون هذه الحالة صحية في حالة وحدتها وتكوين جبهةورئاسة موحدة لها ولكنها خيبت امال جماهيرها وخاصة ما آلت اليه نتائج الانتخاباتالسابقة في العراق، واليوم مطلوب هذه الجبهة قبل الانتخابات القادمة والا نبقى نظريينوحبر على الورق فقط
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليساريةوالديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلفالأصعدة؟
هذا صحيح جداً امامنا دروساً جديدة في مختلفالاختصاصات! وعندما نقرأ الواقع كما هو يتضح لنا الاتي



1-وجوب تغيير السياسات السابقةلهذه الاحزاب والمنظمات التي تمثل هذه القوى والجماهير، لان العمل في النضالالسلبي يختلف عنه في النضال العلني



2-عدم احتكار الفكر في شخص اوعدة اشخاص، لانه لا يوجد شيئ مقدس وثابت بل كل شيئ نحو التطور والتغيير حتىالافكار والمبادئ، وهذا التغيير وجوب ان يكون لصالح حقوق الجماهير وشعوبهاواوطانها



3-الدرس البليغ الاخر هو قراءةالواقع كما هو على الارض وليس كما هو مكتوب في اي مصدر كان، وهذا ما وقعنا فيه منخطأ او اخطاء سابقة، الدرس يعلمنا كيف نطبق الواقعية كفلسفة وكحياة



4-هناك درس وجوب الانتباه اليهوهو تكتيك القوى المنافسة للديمقراطية العملية واليسار بشكل عام بحيث تستعمل تكتيكوقتي عند زخم الثورة وبعدها تستولي على النتائج باسم الديمقراطية نفسها ولكنهاديمقراطية خاصة بالدين والمذهب والطائفة والعشيرة



5-درس التمويل ضروري جدا وخاصةان القوى المناهضة للديمقراطية واليسارية اظهرت ان لها امكانيات جبارة وكبيرة فيالتمويل وشراء الذمم (وسياسة الجزرة والعصا) وكانت نتائج الانتخابات لصالحها (انظرنموذج العراق ومصر وتونس)
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تليسقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
يمكن للاحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العمليةالسياسية التي تلي سقوط الانظمة بالشكل التالي



1-وحدتها الخاصة! والتي تعنيجبهتها الخاصة! والتي تعني اكثر ضرورة تكوين (اي اسم او مسمى) مع الاحتفاظ كل طرفمن اطراف (المسمى) بخصوصيته على شرط الالتزام بالعام عن طريق الخاص وليس العكس كمايحدث اليوم في العراق على نطاق الحكومة والقوميات والاثنيات وتوزيع الادوار



2-لا يمكن قوى اليسار لوحدهاان تكون فاعلة في العملية السياسية حتى وان اتحدت بشكل او بآخر، فكيف ان كانتمشتتة؟ نؤكد على نتائج الانتخابات السابقة كمثال واقعي، ولا القوى الليبرالية تتمكنلوحدها من المشاركة الفعالة في العملية السياسية حتى وحدة الليبرالية الدينية منهافكيف ان كانت مشتتة ايضاً!!! ويلتحق بهما منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسانالتي اثبتت الاحداث والوقائع عدم قدرتها على المشاركة الفعالة حتى بتضامنها معالشخصيات المستقلة والكفاءات، بسبب تلونها الى منظمات حقوقية حكومية نسبة صدقيتهالا تتجاوز الـ 50% تليها منظمات حقوقية حزبية نسبة صدقيتها لا تتجاوز 40% وبعدهاتأتي منظمات المرأة وحقوق الانسان والشخصيات المستقلة التي تأثيرها ليس بالشكلالمطلوب ولكن صدقيتها تصل الى 99%



الان امامنا ثلاث قوى رئيسيةيمكن ان تشارك بشكل فاعل في العملية السياسية ان اتحدت ضمناً وهي (اليسار بانواعهوتفرعاته + الليبراليين الدينيين والمدنيين بافكارهم ومذاهبهم وطوائفهم + منظماتالمرأة وحقوق الانسان المستقلة مع الشخصيات الوطنية والكفاءات الغير منتميةحزبياً) فهل يمكن جمع هذا الخليط الذي له سمات وقواسم مشتركة كثيرة بحيث تقدر انتكون الجوكر ان لم نقل اكثر في حالة تجردها من كبريائها وما تراه مقدساً ومنمصالحها الفردية والشخصية والعشائرية احياناً
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أنتشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانيةببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز منقوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
هذا ما اكدناه في 4 اعلاه ويمكن التلاقي على برنامجمشترك مرحلي واستراتيجي بحيث تكون مصلحة الشعب والمجتمع والوطن اعلى من سقف ومصلحةالحزب والدين والمذهب والطائفة والعشيرة والسيد والشيخ والقومية ايضا!! فهلتقدرون؟ تعالوا وهلموا لبناء الاوطان والشعوب ان كنتم صادقين ولكم قيم مبادئواخلاق وطنية، اما ان قدستم الاشخاص والحجر وسرقتم مال الشعب وقلتم هذا حلال،وقتلتم اكبر قدر من الابرياء على انهم كفار او لتطبيق شريعة ما على حساب دماءالملايين الاطفال والارامل والفقر فهذا شيئ آخر ومن هنا يكون هناك درس خصوصي للقوىالتقدمية واليسارية والديمقراطية الوطنية العملية
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابيةوتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذالمواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
نعم وبالضبط هذا درس آخر واقعي تفرزه الثورات الجاريةالان، لماذا قتل هادي المهدي مثلاً؟ عنصر شاب تقدمي له مستقبل قيادي للشباب في ساحةالتحرير! اذن دمه وجوب ان يكون بذاراً لقيادات شابة تفرض نفسها على الارض كقادةيحملون القيم الوطنية الحقة، نستفاد من التاريخ النضالي ولكن لا نتكأ عليه، لذادور الشباب القيادي ضروري جدا في هذه المرحلة بعد دعم تام وكامل من قبل اصحابالخبرة، ولكي لا انحاز بشكل كبير الى روح العالم ادعو بالمناصفة معها في تشكيل ايتجمع
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيفيمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
مثلما قلنا ان المرأة هي روح العالم، والروح بدون جسدلا معنى لها هنا على الارض، عليه ان تسير جنباً الى جنب مع الرجل وخاصة الشباب فيقيادة المنظمة او الحزب او التجمع هذا يعني باننا /مجتمعنا قد وصل الى مرحلةمتقدمة بين المجتمعات وليس في ذيل القوائم
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ منتأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأةوالتحرر ؟
نعم تتمكن من الحد من تأثير الاسلام السياسي السلبيفي حالة ان تنظف ثيابها من معلقات الماضي وقراءة الواقع كما هو، اضافة ان بيتها اوبيوتها فيها شقوق يخر منها مياه الامطار فتحتاج الى ترميمات وقسم منها آيلة للسقوطتحتاج الى اساسات جديدة شابة وهكذا نكرر اللقاء او التفاهم والحوار بين الاضلاعالثلاثة المكونة لطبقة المجتمع التقدمية (اليسار بانواعه والليبراليين الجددومنظمات المجتمع المدني والمراة وحقوق الانسان والمستقلين والكفاءات) فعند جمعهاتحت خيمة واحدة وعلى مائدة متساوية الكراسي في الطول والارتفاع عندها نحد من تاثيرالاسلام السياسي السلبي لا بل نوقفه عند حده ولكنه اقوى اليوم بتأثير المقدسوالمال
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوكوالتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاباليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
طبعا صحيح هناك اليوم احزاب ومنظمات وشخصيات حقوقية مستقلة تقود احزاب ومنظمات من خلال الفيسبوك وتويتر واليوتوب ومدى تاثيره على الجماهير في الداخل والخارج، وهناك بالمقابلالتيار الاخر يستغل هذه التقنية لتثقيف جماهيره لا بل لقيادتهم نحو ايقاف المداليساري داخل مجتمعاتهم ولهم امكنيات مادية هائلة لتحقيق ذلك لان الاسلام السياسيمدعوم من الحيتان الكبار التي تجوب المحيطات وتعترض اية سفينة او مركب او شخص اومنظمة وتبلعه وان لم تتمكن فتستعمل انيابها ككواتم الصوت والدبابات وقنابلهاكشهيقها وزفيرها، اذن حذارى من سيف الشيخ والقائد والملك الذي يستعملون التقنياتالحديثة لقمع شعوبهم
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلاميةوالسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
ان الحوارالمتمدن هو واحة وحولها مجموعة من البساتين فيها انواع الورود والازهار وبالتاليانواع الروائح الزكية، نعم هناك زوان واشواك ومطبات ولكنها تموت عند اقدام القلموالكلمة الحرة الشريفة/ مقترح بهذه المناسبة (ان يقوم الحوار المتمدن بدور الخيمةلوحدة الكلمة والصف على ان يهيأ مائدة مستديرة حولها كراسي متساوية الطول قبلالانتخابات القادمة بأ6 اشهر على الاقل)
كاتب وناشطحقوق انسان ورئيس منظمة حقوقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة